«خُمس البشرية».. «جوتيريش» يحث العالم على عدم التخلي عن أفريقيا

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى إعطاء الأولوية لأفريقيا، وحث العالم على عدم التخلي عن القارة «التي تعد موطنا لما يقرب من خُمس البشرية، وتحظى بإمكانات عظيمة للغاية».
وجاءت تصريحات «جوتيريش» في مؤتمر صحفي مشترك عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود على يوسف، عقب المؤتمر التاسع بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وركزت المباحثات رفيعة المستوى على التقدم المحرز في تنفيذ أطر التعاون، وكذلك على العمل المشترك والتحديات في مجالات السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان والعمل المناخي.
وأكد جوتيريش أن التعاون بين المنظمتين بات أقوى وأكثر ضرورة من أي وقت مضى، مضيفا: «عالمنا يعيش حالة اضطراب، تهزه الصراعات المميتة، واتساع أوجه عدم المساواة، وفوضى المناخ، والتكنولوجيات الجامحة. وتأثير ذلك يشعر به بعمق في القارة الأفريقية».
من جهته، سلط «يوسف» الضوء على الالتزام بالعمل مع جميع الأطراف وأصحاب المصلحة في الأمم المتحدة بشأن إصلاح مجلس الأمن الدولي، وقال: «هذه الإصلاحات هي بالفعل ذات أهمية قصوى وستؤدي في النهاية إلى تعزيز النظام متعدد الأطراف».
وحدد الأمين العام للأمم المتحدة ثلاثة مجالات تتطلب عملا حاسما، أولا، منح الأولوية لأفريقيا، مشيرا إلى أن ميثاق المستقبل- الذي اعتمدته الدول الأعضاء العام الماضي- دعا أيضا إلى حصول أفريقيا على مقاعد دائمة في مجلس الأمن، «لتصحيح الظلم الذي لا يطاق الذي تواجهه القارة الأفريقية مرة واحدة وإلى الأبد». والنقطة الثانية التي أشار إليها الأمين العام تتعلق بتمويل التنمية والابتكار، وقال إنه على الرغم من امتلاك أفريقيا لموارد هائلة، فإن «تقدمها يعرقله نظام مالي عالمي عفا عليه الزمن وغير عادل».
وأضاف: «لقد حان الوقت لإصلاح هذه البنية المالية – حتى تعكس عالم اليوم وتخدم احتياجات البلدان النامية بشكل أفضل، وخاصة في أفريقيا».
وأشار جوتيريش إلى أن «القيادة الأفريقية ساعدت في تأمين التزام إشبيلية»، وهو اتفاق توصلت إليه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة العام الجاري، ويتضمن خطوات لدفع قضايا مثل تخفيف أعباء الديون وخفض تكاليف الاقتراض.
وأكد الأمين العام من جديد دعمه الكامل لمبادرة «إسكات البنادق»، وأضاف: «لقد حان الوقت الآن. فاليوم، أفريقيا هي موطن للكثير من النزاعات والكثير من المعاناة».
وفيما يتعلق بالسودان، عبر جوتيريش عن قلقه البالغ إزاء التقارير الأخيرة عن الفظائع الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الفاشر وتفاقم العنف في كردفان.
وقال: «يجب وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين من الأطراف الخارجية. يجب أن يصل تدفق المساعدات الإنسانية بسرعة إلى المدنيين المحتاجين. ويجب أن تتوقف الأعمال العدائية».
وأبدى الأمين العام للامم المتحدة انزعاجا إزاء تزايد انعدام الأمن في منطقة الساحل، وسلط الضوء على حالات أخرى في جميع أنحاء القارة، بما فيها مالي وجنوب السودان والصومال وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.