غياب رمضان صبحي عن أولى جلسات محاكمته في «تزوير الامتحانات».. والدفاع يكشف الكواليس

قررت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة في مجمع محاكم شبرا الخيمة، تأجيل محاكمة لاعب نادي بيراميدز ومنتخب مصر رمضان صبحي و3 آخرين، في القضية المتهمين فيها بتزوير أوراق رسمية تخص أداء امتحاناته بمعهد الفراعنة العالي للسياحة والفنادق، إلى جلسة 22 نوفمبر المقبل، لحضور اللاعب بشخصه وسماع المرافعات.
تطورات جلسات محاكمة رمضان صبحي في قضية التزوير
وشهدت الجلسة التي عُقدت وسط إجراءات أمنية مشددة غياب رمضان صبحي عن الحضور، فيما حضر محاميه أشرف عبدالعزيز الذي تعهّد أمام المحكمة بحضور موكله في الجلسة القادمة.
تفاصيل قضية تزوير الامتحانات ل رمضان صبحي
تعود وقائع القضية إلى ما كشفته النيابة العامة في تحقيقاتها بالقضية رقم 6407 لسنة 2025 جنايات مركز الجيزة، والمقيدة برقم 548 لسنة 2025 كلي جنوب الجيزة، حيث اتهمت 4 أشخاص، من بينهم اللاعب رمضان صبحي، بارتكاب جرائم تزوير محررات رسمية منسوبة إلى معهد الفراعنة العالي للسياحة والفنادق، تضمنت كراسات إجابات امتحانات الفرقة الثالثة.
وحسبما ورد في التحقيقات، فإن المتهم الأول «يوسف. م» انتحل صفة اللاعب رمضان صبحي وأدى الامتحانات بدلًا منه في المعهد بمنطقة أبوالنمرس خلال الترم الثاني من العام الدراسي، مقابل مبلغ مالي قالت النيابة إنه كان زهيدًا.
وذكرت التحقيقات أن «يوسف» حرر أوراق الإجابة ووقعها باسم اللاعب، بمساعدة باقي المتهمين، وهم: «طارق. م» (وكيل لاعبين)، ومشرف أمن بالمعهد، وعامل بمقهى، بهدف إظهار واقعة غير صحيحة في صورة واقعة حقيقية، وهي أن اللاعب حضر وأدى الامتحانات بنفسه.
كما نسبت النيابة إلى المتهمين اشتراكهم مع آخرين مجهولين في تزوير بيانات قيد رمضان صبحي بالمعهد، بعد أن أثبت موظفون عموميون- بحسن نية- أنه اجتاز الفرقتين الأولى والثانية وتم قيده بالفرقة الثالثة، رغم عدم حضوره الامتحانات في أي من تلك المراحل.
دفاع المتهم الأول: «يوسف لم يعرف رمضان صبحي من قبل»
خلال الجلسة، قدّم المحامي عمر هريدي، دفاع المتهم الأول «يوسف. م«، مرافعة مطولة أكد فيها أن موكله لا يعرف رمضان صبحي شخصيًا، وأنه لم يلتقِ به في أي وقت، وأن ما جرى هو «استغلال واضح» من قبل وسيط يُدعى «طارق«، وصفه الدفاع بأنه وكيل لاعبين له تعاملات سابقة مع عدد من نجوم الكرة.
وأوضح الدفاع أن «طارق» هو من رتب الأمر، حيث أبلغ يوسف بأن عليه أداء الامتحان بدلًا من اللاعب مقابل 5 آلاف جنيه فقط، واصفًا المبلغ بأنه «ضئيل لا يتناسب مع خطورة الفعل المزعوم»، وقال: «العقل يرفض أن يغامر شاب بمستقبله من أجل مبلغ بسيط كهذا، لا سيما في جريمة تُعد من أخطر جرائم التزوير».
وأضاف «هريدي»، في تصريحات ل«المصرى اليوم» أن موظفي المعهد اكتشفوا الواقعة بالصدفة أثناء مرورهم على اللجان، عندما لاحظوا اختلاف ملامح الطالب الذي يؤدي الامتحان عن صورة رمضان صبحي في بطاقة الرقم القومي المرفقة بملفه الدراسي، ليتم التحفظ على يوسف وتسليمه للأمن.
وأكد الدفاع أن المعهد نفسه يتحمل مسؤولية قانونية، لأنه – بحسب قوله – سمح بقيد اللاعب في الفرقة الثالثة رغم عدم حضوره الامتحانات في السنتين الأولى والثانية، مشيرًا إلى أن القضية «تكشف ثغرات خطيرة في منظومة التعليم الخاص».
كما لفت إلى أن تحريات النيابة أشارت إلى ورود أسماء عدد من اللاعبين المعروفين في أقوال الشهود، معتبرًا أن «الأمر لا يتعلق بواقعة فردية، بل بشبكة من الوسطاء الذين يستغلون شهرة اللاعبين لتحقيق مكاسب غير مشروعة».
وطلب الدفاع في ختام مرافعته استدعاء شهود الإثبات وسماع أقوال موظفي المعهد الذين أثبتوا القيد، مشيرًا إلى أن موكله «مجرد أداة استُخدمت من قبل آخرين».
دفاع رمضان صبحي: «لم يكن يعلم بأي من تلك الوقائع»
أما محامي اللاعب، أشرف عبدالعزيز، فأوضح أمام هيئة المحكمة أنه حضر ممثلًا عن موكله الذي تعذّر حضوره الجلسة الأولى، مؤكدًا أنه سيمثل أمام المحكمة في الجلسة المقبلة تنفيذًا لقرار المحكمة بوجوب حضوره بشخصه.
وقال «عبدالعزيز» إن رمضان صبحي ينكر تمامًا علمه أو اشتراكه في أي واقعة تزوير تخص أوراق المعهد، مضيفًا أن اللاعب فوجئ باستدعائه عقب عودته من الخارج للتحقيق معه في الواقعة.
وأضاف المحامي ل«المصرى اليوم»: «موكلي لاعب محترف معروف، وليس بحاجة إلى اللجوء لمثل هذه الأفعال، وهو نفسه طلب من النيابة سرعة الفصل في القضية لإثبات براءته».
ورفض «عبدالعزيز» الرد على الأسئلة المتعلقة بما إذا كان هناك متهمون آخرون من الوسط الرياضي، مكتفيًا بالقول إن «التحقيقات ستكشف الحقيقة كاملة».
محامي مشرف الأمن: «نفذ تعليمات دون علم»
من جانبه، قال دفاع مشرف الأمن بالمعهد، المتهم الثالث في القضية، إن موكله لم يكن يعلم شيئًا عن عملية التزوير، وإن دوره اقتصر على السماح بدخول الطالب يوسف إلى لجنة الامتحان بعد أن أبرز له بطاقة تحمل اسم رمضان صبحي وصورته.
وأضاف الدفاع أن موكله لم يشارك في أي اتفاق أو تنسيق مسبق، بل تصرّف باعتبار أن الأمر إداري بحت داخل المعهد، مشيرًا إلى أن الأمن الجامعي لا يتحقق من شخصية الطلاب في كل امتحان، طالما أن أوراق القيد رسمية ومختومة.
وطلب الدفاع إخلاء سبيل موكله بضمان محل إقامته، لعدم وجود ما يثبت علمه بالجريمة.
دفاع مالك المقهى: «يوسف كان موظفًا عندي فقط»
أما دفاع المتهم الرابع، مالك المقهى الذي يعمل به «يوسف»، فقال إن موكله لا علاقة له بأي اتفاق تم بين «يوسف» ووكيل اللاعبين «طارق»، مشيرًا إلى أن اسمه ورد في القضية فقط لأن «يوسف» كان يعمل لديه في المقهى، وأن «ذكر اسمه جاء عرضًا أثناء التحقيقات».
وأكد الدفاع أن لا دليل على أن مالك المقهى شارك في أي ترتيب أو تواصل مع المعهد أو مع أي من المتهمين الآخرين، مضيفًا أن القضية «تقوم على افتراضات وتحريات غير كافية».
تأجيل محاكمة اللاعب رمضان صبحي لحضوره بشخصه
في ختام الجلسة، تقدّم محامو المتهمين بطلبات شملت سماع شهود الإثبات، وضم أوراق التحقيقات الإدارية الخاصة بالمعهد، وإخلاء سبيل المتهمين الحاضرين، بينما قررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى 22 نوفمبر المقبل لإحضار اللاعب رمضان صبحي وسماع المرافعة النهائية.
وأكد رئيس المحكمة أن حضور المتهمين شخصيًا شرط أساسي في القضايا الجنائية، موجهًا بضرورة إحضار اللاعب في الموعد المحدد.