حسام حسن وهاني أبوريدة.. دبلوماسية أفسدها «رجال الإمبراطور»

لم يحصل هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة، على لقب «إمبراطور المناصب» من فراغ، فالرجل الذي لم يُحبط من مسيرته الكروية السريعة، انطلق في ساحة العمل الإداري مع بداية تسعينيات القرن الماضي بخطوات ثابتة، فنوع أماكن تأثيره بين اقتحام غرفة إدارة الجبلاية بالتعيين عام 1991، وتنفيذية كاف بالانتخاب في 2004.
ثم تحول إلى ملعب السياسة بخطف بطاقة «مجلس الشعب» 2010، والتي أظهرت مدى قدرة أبوريدة على إدارة معاركه، فتجاوز خلافات منافسيه داخل الحزب الوطني وقتها، ثم استحوذ على لجنة الرياضة، نهاية بالنجاة من محرقة «نواب الوطني» بعد ثورة يناير 2011.
عندما بدأ أبوريدة رحلته الإدارية، كان حسام حسن يعيش أفضل فصول مسيرته، شعبية جارفة تتجاوز حدود البطولة المطلقة داخل الأهلي، إلى لقب «منقذ» المنتخب الوطني ورهان الجنرال محمود الجوهري.
يمكنك توقع فرضية اصطدام الثنائي لاحقًا، إداري هادئ ينوع مصادر قوته يميل إلى الصمت والردود غير المباشرة، يمتلك القدرة على العودة بعد تجارب غير ناجحة، ويعلم كيف يخرج صورته من أذهان غضب المتابعين، وعلى الجانب الآخر، نجم لا يقل اندفاعه أمام وسائل الإعلام عن سرعاته داخل الملعب، لا يعطي اهتماما كبيرا لحسابات الطرف الآخر ليفقد فرصة العودة إلى ناديه «الأهلي» ويخسر الكثير من رصيده عند الغريم «الزمالك».
لماذا حدث الصدام؟
بينما كان هاني أبوريدة يستعد إلى دخول الجبلاية مجددًا، في انتخابات القائمة الواحدة، فاجأ حسام حسن الجميع بالمطالبة بعدم عودة وجوه الماضي «في إشارة إلى إمبراطور المناصب» وذلك خلال المؤتمر الصحفي لمواجهة موريتانيا في الجولة الثالثة بالتصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية 2025، وبالتحديد يوم الخميس 10 أكتوبر 2024.
فتحت التصريحات جدلًا واسعًا لم يهدأ نسبيًا إلا بخروج أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، في نهاية نوفمبر الماضي، وكشف مكالمة جمعته مع حسام حسن وهاني أبوريدة «لتصحيح الخلل في المفاهيم» على حد وصفه.
دبلوماسية مبكرة
اتسمت العلاقة بين الطرفين بعد ذلك بالدبلوماسية، صور ينشرها الاتحاد عن اجتماعات بين الإدارة والجهاز الفني، وتأكيد من أبوريدة على بقاء حسام حسن في منصبه، مصحوبة بشرط استمرار الأداء والنتائج الجيدة.
مواجهة مع «رجال الإمبراطوار»
لم تمتد الدبلوماسية التي غلفت علاقة «التوأم وأبوريدة» إلى رجال الأخير فدخل حسام وإبراهيم في معارك ضد أحمد حسن وعصام الحضري وحلمي طولان المعروفين بقربهم من رئيس الاتحاد، مع ظهورهم في مناصب داخل الجبلاية.
الموقف الأبرز كان الهجوم الشرس من طولان ضد حسام حسن في مارس 2025، بعد تعيينه في اللجنة الفنية عندما قال: «أنا شخصيًا مش مقتنع بحسام حسن، ومش مقتنع على أسس وليس لأسباب شخصية، مدرب منتخب مصر مفروض يبقى ليه مواصفات خاصة».
وأضاف: «حسام حسن مبيعرفش يدرب ومبيعرفش يتكلم، النتائج التي حققها منتخب مصر مع حسام حسن، كنا هنحققها حتى لو بنلعب من غير مدرب».
وواصل: «احنا من غير مدرب كنا هنكسب ومن غير مدرب كنا هنتأهل لكأس العالم، المباريات التي لعبت ليست الاختبار الحقيقي لحسام حسن، احنا نروح كأس العالم من غير مدرب في ظل المتاعب التي يواجهها منتخب مصر.. منتخب مصر خسر كارلوس كيروش، ولا يصلح للمنتخب حاليًا سوى مدير فني أجنبي».
أحمد حسن ونظرية المؤامرة
اتهم أحمد حسن، التوأم بالتأثر بنظرية المؤامرة، وانتقد فكرة غيابهما عن حضور مباريات مهمة في الدوري المصري، وذلك في نوفمبر 2024.
إبراهيم حسن أشعل المواجهة بعدما رد على أحمد حسن قائلا: «أحمد حسن طالع بيتكلم في البرنامج بيقول (مفيش متابعة من الجهاز الفني لمنتخب مصر لمباريات الدوري الأخيرة)، بناء على إيه بيتكلم، هل إنت عايز تعلي البرنامج بتاعك تجيب سيرة حسام وإبراهيم حسن؟!».
وأضاف: «لازم يبقى في احترام وفي نظام، ولازم تحترموا كيان منتخب مصر ومنظومة الجهاز الفني المسؤولة عن المنتخب.. احنا مش مستنيين حد يقولنا نتابع مين ونعمل إيه، إحنا عارفين بنعمل إيه، المباريات الأخيرة تقام في توقيت واحد، الجهاز المعاون بيعمل تقريره وبيرسله للكابتن حسام حسن».
وأتم: «بطمن أحمد حسن، إحنا عارفين شغلنا كويس أوي، واحنا مشكلتنا إن حياتنا شغلنا، إحنا مش بنشتغل في بيزنس وبرنامج وعضو مجلس إدارة كل ده في وقت واحد وماسك مدير فني، إحنا طول عمرنا متفرغين لشغلنا».
تسريب ومكافأة ل طولان
ظهرت الدبلوماسية من أبوريدة في تسريبات تشير إلى اتجاه اتحاد الكرة للتحقيق مع طولان وربما الإطاحة به من اللجنة الفنية.
بعد أقل من 60 يوما للواقعة، اعتمد أبوريدة الجهاز الفني للمنتخب الثاني بظهور حلمي طولان مديرا فنيا، وأحمد حسن مديرا للمنتخب، وعصام الحضري مدربا لحراس المرمى.
لم يعلق التوأم على القرار، ورد إبراهيم حسن على استفسار «المصري اليوم» وقتها حول نية طولان ضم أحمد حجازي ومنحه شارة القيادة بعد استبعاده من المنتخب الأول لخلافه مع حسام حسن قائلا: «لا يمكنني التعليق».
جاء التعليق لاحقًا من طولان نفسه الذي أشار إلى استدعائه حجازي في المنتخب الثاني ولكن اللاعب قرر عدم الانضمام.
ما بعد المكافأة
المكافأة لم تكن نهاية الخروج عن الدبلوماسية بين التوأم ورجال أبوريدة، فجاء مقطع الحضري وأحمد حسن للتعليق على الأحق بلقب العميد ويفجر خلافا جديدا.
رد أبوريدة جاء متأخرا نسبيًا كما لم يحمل إدانة واضحة لتصرف الحضري والعميد، وتم إصداره بعد دخول الإعلامي أحمد شوبير طرفًا في الأزمة ووصول الأمر إلى التراشق.
فماذا لو غاب تراشق شوبير والحضري؟ هل كان أبوريدة سيصدر بيانًا ضد السخرية من «العميد غير الأصلي»؟