«نبضات تحت الأرض».. باحثون يكشفون موعد انقسام أفريقيا جيولوجيًا في دراسة جديدة (ما القصة؟)

أكتشف العلماء نبضات عميقة في الأرض تحت أفريقيا، ما يمكن أن تؤدي إلى تمزيق القارة، وفقًا لصحيفة «independent» البريطانية.
فخلال ورقة بحثية جديدة، بعنوان «ارتفاع الوشاح عند تقاطع عفار الثلاثي الذي تشكله ديناميكيات الصفائح الفوقية»، والتي نشرت في مجلة «Nature Geoscience»، قال الباحثون إن هذه النبضات تتكون من صخور الوشاح، وهي طبقة أرضية تحتية يبلغ سمكها نحو 2885 كيلومتر، وتقع فوقها القشرة الأرضية المنصهرة، التي تتدفق بإيقاع متناغم ويضيفون أن عمود الوشاح الساخن يتصاعد إلى الأعلى بنبضات تشبه نبضات القلب.
ويعد عفار الثلاثي، هو «مثلث العفر»، أو «إقليم العفر»، وهومنطقة جيولوجية تقع في منطقة الحدود بين إريتريا، وجيبوتي، وإقليم عفر في إثيوبيا.
وأشار الباحثون، إلى أنه في نهاية المطاف، سوف تنقسم القارة، وسيتشكل محيط جديد، وسيحدث ذلك على مدى ملايين السنين، مع تمزق الصفائح التكتونية في مناطق الصدع، كتلك الموجودة في منطقة عفار بإثيوبيا، وهناك، وجد العلماء أدلة على هذا السلوك غير المتوقع.
وقالت إيما واتسون، العالمة التي قادت الدراسة: «لقد وجدنا أن الوشاح الموجود أسفل عفار ليس موحدًا، أو ثابتًا فهو ينبض، وهذه النبضات تحمل توقيعات كيميائية مميزة».
وهذه النبضات الصاعدة من الوشاح المنصهر جزئيًا، توجَه بواسطة الصفائح الصدعية أعلاها، وهذا مهم لكيفية تفكيرنا في التفاعل بين باطن الأرض وسطحها.
وفي هذا البحث، جمع العلماء عينات من منطقة عفار، حيث تلتقي ثلاثة شقوق تكتونية، ولطالما اعتقد العلماء أن طبقة الوشاح تُدفع لأعلى، ما يؤدي إلى تمدد القشرة، ما يؤدي في النهاية إلى نشوء حوض محيطي جديد، لكنهم لم يعرفوا كيفية حدوث ذلك.
ولفهم هذه العملية بشكل أفضل، أخذوا تلك العينات ودمجوها مع البيانات والنماذج الموجودة لفهم العمود الموجود تحت سطح الأرض، وأظهروا أن هناك عمودًا غير متماثل تحت السطح.
وقال ديريك كير، أحد المشاركين في الدراسة: «لقد وجدنا أن تطور صعود الوشاح العميق يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحركة الصفائح أعلاه. وهذا له آثار عميقة على كيفية تفسيرنا للنشاط البركاني السطحي، والنشاط الزلزالي، وعملية تفكك القارات».
ويظهر البحث، أن ارتفاعات الوشاح العميقة يمكن أن تتدفق تحت قاعدة الصفائح التكتونية، مما يساعد على تركيز النشاط البركاني في المناطق التي تكون فيها الصفيحة التكتونية أرق وتشمل الأبحاث المُتابعة فهم كيفية حدوث تدفق الوشاح تحت الصفائح، وبأي معدل.