لا صوت يعلو الآن على صوت الحديث عن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، بالإضافة إلى عدة دول مجاورة، فجر الاثنين 6 فبراير، وتحدث خبراء الجيولوجيا ومعاهد رصد الزلازل ومراكز علوم الأرض عن تسبب حركة الصفائح التكتونية المباشر في حدوث الزلازل وموجاتها الارتدادية التي قد تستمر أسابيع أو شهورا أو ربما عدة سنوات، فما هي الصفائح التكتونية وما علاقتها بالزلازل؟. ما هي الصفائح التكتونية ؟ الصفائح التكتونية هي ألواح عملاقة من الصخور شديدة الصلابة، وتنقسم الطبقة الخارجية للأرض، أو الغلاف الصخري- المكون من القشرة والوشاح العلوي- إلى عدة صفائح صخرية ضخمة، وهي مكونة من قشرة المحيطات والقشرة القارية، وتقع هذه الصفائح فوق طبقة منصهرة جزئيًا من الصخور تسمى الغلاف الموري، وبسبب شدة الحرارة في الغلاف الموري والغلاف الصخري، تتحرك الصفائح التكتونية جنبا إلى جنب بعضها البعض بمعدلات مختلفة، من 2 إلى 15 سم في السنة، ويعد هذا التفاعل والحركة والاحتكاك بين الصفائح التكتونية مسؤولا عن العديد من التكوينات الجيولوجية المختلفة مثل سلسلة جبال الهيمالايا في آسيا، وصدع شرق إفريقيا، وصدع سان أندرياس في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى تسببها في تكوين الينابيع وأعمق المحيطات على مدى مليارات السنوات، وتحدث الزلازل عادةً بالقرب من حدود هذه الصفائح وحول تلال وسط المحيط والصدوع الكبيرة التي تميز حواف الصفائح التكتونية. بعض العلماء بحسب مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» يعتقدون أن حركة الصفائح التكتونية لديها القدرة على المساعدة في ضبط درجة حرارة كوكبنا على مدى مليارات السنين، لذا فهي عنصر حيوي للحياة على سطح الأرض. يسمي أطلس العالم سبع لوحات رئيسية: أفريقية، وأنتاركتيكا، وأوراسيا، والهندو-أسترالية، وأمريكا الشمالية، والمحيط الهادئ، وأمريكا الجنوبية. تتحرك الأرض دائمًا بسبب حركة الصفائح التكتونية، سبع من الصفائح الرئيسية تشكل معظم القارات السبع والمحيط الهادئ، تم تسميتها على اسم الكتل الأرضية أو المحيطات أو المناطق القريبة. كيف تسبب الصفائح التكتونية الزلازل والبراكين؟ سطح الأرض نشط وفقًا للنظرية التكتونية، حيث يتحرك بمقدار 1-2 بوصة في السنة، وتتحرك الصفائح التكتونية العديدة وتتفاعل طوال الوقت، هذه الحركة تعيد تشكيل الطبقة الخارجية للأرض، من خلال الزلازل والبراكين والجبال. العلماء اكتشفوا أن القارات اجتمعت وتباعدت ثلاث مرات على الأقل في تاريخ الأرض، ويعتقد الجيولوجيون أن هذه الحركة مدفوعة بالحمل الحراري في وشاح الأرض الذي يتسبب في ارتفاع الصخور الساخنة وغوص الصخور الباردة، فعندما تغوص الصفيحة التكتونية الأكثر كثافة تحت صفيحة أخرى، يكون ذلك بسبب الطاقة العالية من جاذبية الأرض التي تدفع إلى الوشاح، المد والجزر على الأرض، والتي تسببها شدة جاذبية القمر. من المحتمل أن تكون الصفائح التكتونية قد تطورت في وقت مبكر جدًا من تاريخ الأرض البالغ 4.6 مليار سنة، وكانت تنجرف على السطح منذ ذلك الحين مثل سيارات الصدام البطيئة الحركة تتجمع بشكل متكرر معًا ثم تنفصل، وبمرور الزمن تتغير الصفائح مثل العديد من الظواهر الموجودة على سطح الأرض، يمكن لتلك المكونة جزئيًا أو كليًا من الغلاف الصخري المحيطي أن تغرق تحت صفيحة أخرى، وعادةً ما تكون أخف وزنًا، ومعظمها صفيحة قارية، وتختفي تمامًا في النهاية. كيف تطفو هذه الألواح الضخمة من الصخور الصلبة على الرغم من وزنها الهائل؟ القشرة القارية -بحسب موقع جيولوجي- تتكون من صخور جرانيتية مكونة من معادن خفيفة الوزن نسبيًا مثل الكوارتز والفلسبار. على النقيض من ذلك، تتكون القشرة المحيطية من الصخور البازلتية، التي تكون أكثر كثافة وأثقل، والاختلافات في سماكة الصفيحة هي طريقة الطبيعة للتعويض الجزئي عن عدم التوازن في وزن وكثافة نوعي القشرة، نظرًا لأن الصخور القارية أخف كثيرًا، فإن القشرة الموجودة تحت القارات تكون أكثر سمكًا (تصل إلى 100 كيلومتر) بينما يبلغ سمك القشرة الموجودة تحت المحيطات عمومًا حوالي 5 كيلومترات فقط، مثل الجبال الجليدية، التي لا تظهر سوى أطرافها فوق الماء، فإن القارات لها "جذور" عميقة لدعم ارتفاعاتها.
