تواصل جمهورية مصر العربية تحركاتها الدبلوماسية المكثفة والواسعة النطاق لضمان استقرار لبنان وتجنيبه أي مخاطر أو ميول عدوانية قد تهدد أمنه وسلامته. ويأتي هذا التحرك المصري انطلاقاً من مبدأ راسخ تعتبره القاهرة حجر الزاوية في سياستها الإقليمية، "أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار مصر" هذا الالتزام ليس مجرد شعار، بل خطة عمل فعلية تُترجم عبر اتصالات مستمرة ودعم سياسي واسع. وتؤكد القاهرة بذلك على دورها التاريخي كلاعب أساسي في معادلة الاستقرار الإقليمي، ساعية لامتصاص التوترات المتزايدة في المنطقة المحيطة بلبنان. اقرأ ايضا «مدبولى»: منظومة التأمين الصحي تتجاوز 18 مليون مواطن جهود مكثفة بتعليمات مباشرة من الرئيس المصري السيسي أكد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر حالياً تتم بتعليمات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأوضح وزير الخارجية، بحسب ما أذاعته قناة اكسترا نيوز، أن هذه الجهود لن تتوقف وهى تهدف إلى بذل جهد مكثف للعمل على تجنيب لبنان أي ويلات وأي مخاطر للتصعيد. ويشير الإعلان عن توجيهات الرئيس المصري إلى أن المسألة اللبنانية تحظى بأولوية قصوى على مستوى القيادة العليا في القاهرة، وتستغل مصر ثقلها السياسي وتاريخها الدبلوماسي لتكون جسراً آمناً لحماية لبنان من الانزلاق نحو أي مواجهة غير محسوبة، داعية جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى تحمل مسؤوليتها في دعم التهدئة. شبكة العلاقات المصرية في خدمة التهدئة الإقليمية تعمل مصر على توظيف شبكة علاقاتها الدبلوماسية الواسعة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة والمهمة كأداة رئيسية لدعم التهدئة والعمل على نزع فتيل أي تصعيد محتمل. هذا التوظيف الاستراتيجي للعلاقات يتيح للقاهرة التواصل مع أطياف متباينة، بما في ذلك الأطراف التي قد تكون لها تأثير مباشر على الساحة اللبنانية. وأشار الدكتور عبد العاطي، إلى أن الاتصالات المصرية مستمرة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية بهدف خدمة لبنان وتجنيبه أي موجات اعتداء أو تصعيد. ويُعد هذا النهج الشامل دليلاً على إدراك القاهرة لتعقيد المشهد الإقليمي وضرورة معالجة الأزمة اللبنانية من جذورها الإقليمية والدولية، مع التأكيد على أن الحلول السياسية والدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الاستقرار.