أعطوا دروسا خصوصية وتلاعبوا في محاضر غش... تفاصيل مجازاة 3 عاملين بمدارس في بني سويف

قضت المحكمة التأديبية بمجلس الدولة ببني سويف بمجازاة ثلاثة من العاملين بمدارس ببا التعليمية، بعد ثبوت تورطهم في مخالفات وظيفية شملت إعطاء دروس خصوصية، والتلاعب في محاضر غش طلاب داخل اللجان الامتحانية، والإخلال بواجبات الإشراف والتوثيق الإداري.
وقضت المحكمة بخصم 10 أيام من أجر «إ.س.ح»، معلم بمدرسة ابتدائية بإدارة ببا التعليمية، وخصم 15 يومًا من أجر «إ.ع.ر»، مديرة سابقة لمدرسة إعدادية، وخصم 3 أيام من أجر «ع.ف.أ»، وكيل مدرسة إعدادية المشتركة، بعد ثبوت ارتكابهم مخالفات إدارية ثابتة بالأوراق، ومقرونة باعترافات وشهادات شهود.
وأشارت أوراق القضية امام المحكمة إلى أن «إ.س.ح» معلم خالف القوانين والتعليمات بمنحه دروسًا خصوصية لطلاب المدرسة، وأقر بذلك خلال التحقيقات، مؤكدًا أنه مارس النشاط داخل منزله بسبب عزوف الطلاب عن حضور مجموعات التقوية المدرسية، مضيفًا أن لديه ملفًا ضريبيًا رسميًا لهذا النشاط، كما أيد شقيقه «ه.س.ح»، وهو معلم بنفس المدرسة، صحة تلك الوقائع، مشيرًا إلى أن تلك الدروس تُعطى منذ عام 2007، وأن أحد مقراتها داخل منزل المحال نفسه.
وكشفت المحكمة أن المخالفة الأخطر فقد تمثلت في قيام «ع.ف.أ» وكيل مدرسة بتمزيق محضر غش لطالب بالصف الأول الإعدادي تم ضبطه في امتحان اللغة الإنجليزية، وذلك بعد انتهاء اللجنة الامتحانية، وهو ما أكدته شهادات معلمي المدرسة، والإخصائي الاجتماعي، الذين قدموا صورة من المحضر للنيابة.
وتبين للمحكمة أن «إ.ع.ر» بصفتها رئيسة لجنة الامتحانات، رفضت التوقيع على محضر الغش إلا بعد تمزيقه، وهو ما فعله المحال الثالث بالفعل، مبررًا ذلك برغبتها في عدم إثبات الحالة رسميًا. واعترفت المديرة بالواقعة، زاعمة أن الطالب لم يثبت عليه شيء، رغم اعترافات المعلمين ومراجعة المحضر المثبت بالهاتف.
وأكدت المحكمة أن «إ.ع.ر» تورطت أيضًا في مخالفة أخرى، حيث لم تعقد اجتماعًا مع رواد الفصول بشأن أبحاث التقييم خلال الفصل الدراسي الأول لعام 2022/2023، رغم صدور قرارات وزارية تلزمها بذلك بصفتها الرائد العام لاتحاد الطلاب بالمدرسة.
وأكد الإخصائي الاجتماعي ومسؤولو المتابعة بالإدارة التعليمية عدم وجود أي محضر اجتماع بشأن تلك الأبحاث قبل مارس 2023.
وفي حيثيات حكمها، اعتبرت المحكمة أن المحالين خرجوا على مقتضى الواجب الوظيفي، وارتكبوا ذنوبًا إدارية تستوجب العقاب، إلا أنها نظرت بعين الرأفة خاصة في واقعة الدروس الخصوصية، مشيرة إلى أنها تحولت إلى «آفة العصر»، في ظل غياب الرقابة وغياب الدعم الكافي للمعلمين ماديًا ومعنويًا.