«خطر كبير على الاقتصاد العالمي».. الأمم المتحدة تحذر من الرسوم الجمركية الأمريكية

حذر صندوق النقد الدولي من «خطر كبير» على الاقتصاد العالمي جراء الرسوم الجمركية التي أقرها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع تراجع الأسواق.
وأكدت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، على أهمية تجنب الولايات المتحدة وشركائها التجاريين تصعيد الحرب التجارية.
حذّر صندوق النقد الدولي من أن فرض دونالد ترامب رسومًا جمركية مشددة يُشكّل «خطرًا كبيرًا» على الاقتصاد العالمي، حيث تضررت أسواق الأسهم جراء موجة بيع عالمية عارمة من قِبل المستثمرين.
وأكدت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، على أهمية تجنب الولايات المتحدة وشركائها التجاريين تصعيد حرب ترامب التجارية، في الوقت الذي تراجعت فيه أسواق الأسهم يوم الجمعة مع ردّ الصين على الرسوم الجمركية.
قالت جورجيفا: «ما زلنا نُقيم الآثار الاقتصادية الكلية لتدابير التعريفات الجمركية المُعلنة، لكنها تُمثل بوضوح خطرًا كبيرًا على التوقعات العالمية في ظل تباطؤ النمو».
وأضافت: «من المهم تجنب الخطوات التي قد تُلحق المزيد من الضرر بالاقتصاد العالمي. نناشد الولايات المتحدة وشركائها التجاريين العمل بشكل بنّاء لحل التوترات التجارية والحد من حالة عدم اليقين».
وأعلنت وزارة المالية الصينية أنها ستفرض رسومًا جمركية إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية اعتبارًا من 10 أبريل، كإجراء مُضاد للضرائب الحدودية الشاملة التي أعلنها الرئيس الأمريكي، الأربعاء.
كانت رسوم «يوم التحرير» التي فرضها ترامب، والتي تصل إلى 50% على الواردات إلى الولايات المتحدة، قد محت تريليونات الدولارات من قيمة أكبر شركات العالم يوم الخميس، وسط مخاوف متزايدة من ركود اقتصادي أمريكي.
استمرت عمليات البيع المكثفة حتى يوم الجمعة، مع انخفاض الأسواق الآسيوية والأوروبية. في لندن، انخفض مؤشر فوتسي 100 لأكبر الأسهم البريطانية بمقدار 313 نقطة، أي بنسبة 3.7%، مما يضعه على مسار أكبر انخفاض يومي له منذ أكثر من عامين.
وقالت لجنة التعريفات الجمركية بمجلس الدولة الصيني: «هذه الممارسة الأمريكية لا تتماشى مع قواعد التجارة الدولية، وتقوض بشكل خطير حقوق الصين ومصالحها المشروعة، وهي ممارسة تنمر أحادية الجانب نموذجية».
انخفض مؤشر نيكي الياباني بنحو 3% يوم الجمعة، منهيًا الأسبوع بانخفاض 9%، بينما انخفض مؤشر توبكس في طوكيو بنسبة 4.5%. وأغلق مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية على انخفاض بنسبة 1.3%.
في أنحاء أخرى من أوروبا، انخفض كلٌّ من مؤشر كاك 40 الفرنسي ومؤشر داكس الألماني بنسبة 3.7%.
انخفض خام برنت، المرجع العالمي للنفط، بنسبة 3.8% يوم الجمعة، ليصل إلى 67.48 دولارًا للبرميل. وهذا أدنى مستوى له منذ أوائل ديسمبر 2021.
تشير أسعار العقود الآجلة إلى أن مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز سينخفضان بنسبة 0.7% عند استئناف التداول في نيويورك، بينما من المتوقع أن يفتتح مؤشر ناسداك على انخفاض بنسبة 0.5%.
قال ديرين ناثان، رئيس أبحاث الأسهم في هارجريفز لانسداون: «على الرغم من أشهر من تهديدات دونالد ترامب، يبدو أن الأسواق لم تكن مستعدة لعمق واتساع التعريفات الجمركية التي أعلنها البيت الأبيض.
شهد مؤشر ناسداك، الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، أسوأ أداء، حيث انخفض بنسبة تقارب 6%، ولكن كانت هناك انخفاضات حادة في قطاعات البنوك والصناعات والطاقة. وفّرت الملاذات الدفاعية التقليدية بعض الملاذ، مع تحقيق مكاسب في السلع الاستهلاكية الأساسية والمرافق.
كما تراجعت أسهم شركات الأدوية الهندية، الجمعة، بعد أن صرّح ترامب بأن الرسوم الجمركية الأمريكية على شركات الأدوية لا تزال قيد الدراسة. وانخفض مؤشر NSE Nifty Pharma بأكثر من 6%.
شهدت شركات الأدوية انتعاشًا يوم الخميس، حيث يُعتقد أن القطاع قد أُعفي من رسوم الاستيراد الأمريكية.
وفي المملكة المتحدة، صرّح وزير الخزانة بأن الحكومة «تتفاوض بشكل مكثف» و«بوتيرة سريعة» للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. كما تُجري الحكومة مشاورات بشأن إجراءات انتقامية محتملة.
وصرح وزير الخزانة، جيمس موراي، لشبكة سكاي نيوز: «المرحلة التالية من التواصل هي طلب آراء [الشركات] حول الإجراءات المحتملة التي ستتخذها المملكة المتحدة ردًا على العقوبات، لأننا نريد إشراك الشركات في هذا القرار، ويجب أن نوضح أننا نبقي جميع الخيارات مطروحة... نحتفظ بحق الرد، لكننا نريد اتفاقًا، وتركيزنا الكامل منصبّ على ذلك».
ارتفعت أسعار السندات في أوروبا والولايات المتحدة وسط مخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي.
ارتفعت قيمة سندات الحكومة البريطانية التي تُعتبر ملاذًا آمنًا مما أدى إلى انخفاض حاد في العائد، أو سعر الفائدة الفعلي. انخفض سعر الفائدة على السندات الحكومية البريطانية (TS) إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر الماضي، بانخفاض قدره 0.29 نقطة مئوية عن مستواه عند الإعلان عن الرسوم الجمركية الأمريكية. وانخفضت السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.1%، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير.
ستخفف هذه الانخفاضات الضغط على وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، التي أعلنت عن تخفيضات في الإنفاق على الرعاية الاجتماعية في بيان الربيع لتغطية زيادة تكاليف الاقتراض في وقت سابق من هذا العام.
كما زاد المتداولون من توقعاتهم بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المملكة المتحدة. وتتوقع أسواق المال الآن حوالي 74 نقطة أساس من التخفيضات من قبل بنك إنجلترا هذا العام. وهذا يدل على أن ثلاثة تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية قد تم احتسابها بالكامل تقريبًا.
يبلغ احتمال خفض الفائدة، الخميس، من مستواها الحالي البالغ 4.5%، في اجتماع البنك القادم لتحديد أسعار الفائدة في أوائل مايو 86%، ارتفاعًا من حوالي 75%.