شهدت أسواق الأسهم في أوروبا وآسيا ونيويورك حالة من الاضطراب بسبب المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي، حيث تضررت أسهم التكنولوجيا بسبب نتائج الأعمال الفصلية. وأثارت مخاوف احتمال دخول اقتصاد الولاياتالمتحدة في الركود موجة بيع عالمية للأسهم، وفقًا لموقع صحيفة الجارديان البريطانية، بينما تسارعت موجة البيع بعد أن أظهر تقرير التوظيف اليوم الجمعة أن تباطؤ سريع في سوق العمل في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتباطأ سوق العمل في الولاياتالمتحدة بشكل كبير الشهر الماضي مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل غير متوقع، مما أثار مخاوف من تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم. وأضاف أصحاب العمل الأمريكيون 114 ألف وظيفة في يوليو، وهو أقل من 180 ألف وظيفة إضافية توقعها خبراء الاقتصاد، وانخفاض ملحوظ عن 179 ألف وظيفة أضيفت في يونيو. وارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021، مقارنة ب 4.1% في الشهر السابق. وزاد قلق المستثمرين بعد أن أظهرت بيانات هذا الأسبوع ضعفا في قطاع التصنيع في الولاياتالمتحدة، ونتائج مخيبة للآمال من شركة إنتل لصناعة أشباه الموصلات، وهو ما أثر سلبا على أسهمها. وانخفض مؤشر ناسداك الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 2.4% في التعاملات المبكرة وكان في طريقه إلى التصحيح، بنسبة 10% من أعلى مستوياته القياسية. وشهدت الأسهم اليابانية أسوأ يوم لها منذ أن هزت جائحة كوفيد-19 الأسواق في عام 2020؛ حيث انخفض مؤشر نيكاي 225 للأسهم بنسبة 5.8% إلى أدنى مستوى إغلاق له منذ يناير. وانخفض مؤشر توبكس الياباني الأوسع نطاقًا بنسبة 6.1%، وانخفض مؤشر ASX الأسترالي بنسبة 2.5% وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونج كونج بنسبة 2.1%. وانخفضت جميع مؤشرات الأسهم الرئيسية في أوروبا اليوم الجمعة، حيث هبطت أسهم التكنولوجيا الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 6 أشهر، وسجل مؤشر كاك 40 الفرنسي أدنى مستوى له منذ نوفمبر الماضي، منخفضا بأكثر من 1%، في حين خسر مؤشر داكس الألماني 2%. وانخفضت أسهم شركة ASML الهولندية لتصنيع معدات تصنيع الرقائق بنسبة 9.6%، في حين انخفضت أسهم منافستها ASM International بنسبة 13.7%. وقال أحد محللي دويتشه بنك، صباح الجمعة: «لقد شهدت الساعات ال 24 الماضية خلفية متزايدة الخطورة لأسواق المخاطر، مع مزاج متجنب للمخاطرة على خلفية دفعة أخرى من البيانات الأمريكية الضعيفة أمس، تلاها في الغالب أرباح تكنولوجية متشائمة بين عشية وضحاها». وفي لندن، خسر مؤشر فوتسي 100 للأسهم القيادية 70 نقطة، أو 0.85%، ليصل إلى 8212 نقطة، بحلول منتصف بعد الظهر. جاءت موجة البيع اليوم الجمعة بعد جلسة تداول صعبة أمس الخميس، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.2%، أو ما يقرب من 500 نقطة. وقد حدث هذا بسبب البيانات التي أظهرت أن نشاط التصنيع في الولاياتالمتحدة انخفض إلى أدنى مستوى له في 8 أشهر خلال يوليو وسط انخفاض في الطلبات الجديدة، وارتفاع في عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة إلى أعلى مستوى في 11 شهرًا. ويخشى المستثمرون أن يكون الاقتصاد الأمريكي أضعف مما تصوره محافظو البنوك المركزية في بنك الاحتياطي الفيدرالي، ففي الأربعاء، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأمريكية دون تغيير، لكنه ألمح إلى أن خفض أسعار الفائدة بات وشيكًا. وأوضح التقرير أن الأسواق المالية تضع الآن في الحسبان احتمالات بنسبة 100% بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر، مع النظر إلى خفض كبير بنحو نصف نقطة مئوية باعتباره احتمالات بنسبة 60% بعد تقرير الوظائف.