غزة: قتلى في صفوف الاحتلال رغم توسع «مناوراته»..وهنية يبعث رسالة لتل أبيب

صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلى غاراتها الجوية على محافظات غزة ال 5 في اليوم ال95 للحرب واستهدفت مواقع عدة بالقصف المدفعى، وكثفت التوغل التكتيكى والنوعى في المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع عبر مناورات القناصة والقوات المترجلة مع مواصلة تصعيد المواجهات في خان يونس وعودة الاشتباكات في الشمال بين المقاومة والاحتلال عقب أسبوع من الهدوء الحذر، وتكبد الاحتلال 15 قتيلًا من قواته خلال 48 ساعة الأخيرة في ظل تأكيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أن الحركة لن تطلق أسيرًا واحدًا حيًا إلا عبر المسار التفاوضي.
الاحتلال يلقي 100 قذيفة على خان يونس خلال 24 ساعة
ميدانيًا، استشهد طفلان مجهولا الهوية في انفجار عبوة من مخلفات الاحتلال بمنطقة الحشاشين في مدينة رفح جنوبًا، ومسحت آلة القصف الإسرائيلى عموم غزة، بدءًا من خان يونس جنوبا مرورا بدير البلح وبيت حانون وسط وصولا إلى مدينة غزة شمالا.
وألقى الاحتلال أكثر من 100 قذيفة إسرائيلية على خان يونس خلال 24 ساعة، وشهدت مخيمات المنطقة الوسطى اشتباكات ضارية بين المقاومة وجنود الاحتلال، كما شنّ الطيران الحربى للاحتلال غارات على بلدتى الزوايدة والمصدر وشرق مخيم المغازى، ودير البلح وسط القطاع، إلى جانب سلسلة غارات عنيفة على خان يونس جنوبا.
وأسفر قصف على مدينة غزة شمالا عن 9 شهداء، إضافة إلى استشهاد 5 آخرين في قصفين على بلدة بيت حانون ومنطقة البصة في دير البلح، إضافة لوقوع إصابات في قصف إسرائيلى استهدف منزلا شرق رفح جنوبى قطاع غزة، ووصل مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع 57 شهيدًا و65 مصابا خلال الساعات ال 24 الماضية.
أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد ضحايا حرب الإبادة إلى 23 ألفا و210 شهداء، بالإضافة إلى 59 ألفا و167 مصابا، أمس.
تعذيب وإعدام نازحين على الطرقات
وأفاد إعلام محلى بالنقل عن شاهد عيان يدعى حمد الله أبوالعمرين، إن الجيش الإسرائيلى خلال توغله في حى الرمال وسط مدينة غزة، أعدم عشرات النازحين ميدانيا وبشكل متعمد، بينهم شقيقه ووالده، موضحًا أن النازحين الذين نجوا من هذه الإعدامات وتعرضوا لترهيب وتعذيب شديدين من قوات الجيش المتوغلة.
2.2 مليون شخصا في مرمى المجاعة في غزة
على الصعيد الإنسانى، أقر مركز «بتسيلم» الإسرائيلى لمعلومات حقوق الإنسان، بأن 2.2 مليون شخص في غزة في مرمى المجاعة نتاج سياسات الاحتلال التي تحرمهم من الغذاء، ويقوض المساعدات والإمدادات الخارجية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار المنظومة الصحية في غزة بوتيرة متسارعة منددة باحتجاز 66 من العاملين بالمجال الصحى في القطاع، كما أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن 3 مستشفيات في محافظة الوسطى وخان يونس مهددة بالإغلاق، بسبب أوامر إخلاء المناطق المجاورة واستمرار القتال.
وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» استهداف الاحتلال مأوى تابعا لها في خان يونس يضم أكثر من 100 موظف وعائلاتهم، ما أدى لإصابة 4 أشخاص بينهم طفلة في حالة حرجة، لافتة إلى أنها أبلغت الاحتلال بإحداثيات المقر، وأنها لم تتلق أوامر بإخلائه.
اشتباكات على محاور عدة وقتلى في صفوف الاحتلال
عملياتيًا، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وعناصر من فصائل المقاومة على عدة محاور بالمناطق الواقعة أقصى شمال قطاع غزة، شرق بلدتى «جباليا وبيت حانون» وذلك للمرة الأولى عقب أسبوع من الهدوء الحذر، وذلك مع مواصلة الاشتباكات وسط وجنوب القطاع في ظل تكثيف محاور القتال في خان يونس، إذ أفاد الإعلام العسكرى ل «القسام»، الجناح العسكرية لحماس، بدك قوة مترجلة بالهاون واستهداف قوة متوغلة بعبوة مضادة للأفراد وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة بنى سهيلا شرق خان يونس.
وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكرية للجهاد الإسلامى، استهداف قوة إسرائيلية متحصنة في منزل بمحاور التقدم في خان يونس، مؤكدة إيقاع قتلى في صفوف القوات الإسرائيلية.
في المقابل، اعترف الاحتلال بمقتل 9 ضباط وجنود في اشتباكات مع المقاومة جنوبى غزة، أمس، عقب مقتل 9 آخرين في عمليتين للمقاومة الفلسطينية، أمس الأول، فيما أفاد موقع «والاه» الإسرائيلى، إصابة 30 جنديا آخرين في انفجار شاحنة من المواد المتفجرة.
توغل تيكتيكي وعمليات نوعية
يأتى ذلك رغم حديث إعلام الاحتلال عن دخول الحرب مرحلة «التوغل التكتيكى والعمليات النوعية»، إذ نقلت «واشنطن بوست» عن مسؤولين عسكريين أمريكيين، أن إسرائيل بدأت حملة نوعية موسعة عبر عمليات برية وجوية «أدق استهدافا» ستمتد لنهاية يناير.
ووصفت الصحيفة العمليات الإسرائيلية بأنها أشبه ب«مهام جراحية وعمليات استئصال» تنفذها قوات النخبة، ونقلت عن المتحدث باسم الاحتلال قوله إن المرحلة الجديدة من الحرب تتضمن عددا أقل من القوات والغارات الجوية، منوهًا بأن كثافة العمليات شمالى القطاع تنحسر مع التحول إلى هجمات محددة، زاعمًا في الوقت ذاته أنه سيركز على معاقل «حماس» في المناطق الجنوبية والوسطى بالقطاع.
هنية يبعث برسالة لتل أبيب
على الصعيد السياسى، قال رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، خلال كلمة ضمن أعمال مؤتمر الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بالعاصمة القطرية «الدوحة»، أمس، حول معركة طوفان الأقصى وحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة إن الاستخبارات الإسرائيلية وحليفتها الغربية فشلت عقب 100 يوم من إبادة الشعب في تحرير أسير واحد على قيد الحياة من القطاع، مجددا تأكيد الحركة على أن السبيل لخروج أسرى الاحتلال أحياء من غزة هو الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وناشد «هنية» حشد الدعم لفلسطين، مؤكدا سقوط مخطط التهجير، بفعل صمود الشعب الفلسطينى وانغراسه في أرضه، وأنه فشل في كل أهدافه العسكرية، ولم ينجح إلا في كشف وجهه القبيح الدموى القاتل أمام كل العالم بعد ارتكابه كل هذه المجازر، غير أن ما يجرى في الضفة الغربية خطير وكبير، وأن الاحتلال ينكل بأهلها.
وأوضح «هنية» أن خسائر الاحتلال اليومية على يد المقاومة في فلسطين أكبر بكثير مما يعلن عنه الاحتلال، وأن الفيديوهات التي تصدرها كتائب القسام وفصائل المقاومة لعمليات الالتحام قليلة مقارنة بما يجرى في الميدان.