بعد تحويلهم للطب النفسي.. هل أصبح الجيش الإسرائيلي غير قادر على خوض المعارك؟

نشرت هيئة البث الإسرائيلي «كان» عبر موقعها الإلكتروني، تصنيف حوالي 2000 من جنود الجيش الإسرائيلي، كمصابين بتأثيرات نفسية تضرراً من المواجهات الضارية مع عناصر المقاومة في غزة، ما استدعى عرضهم على ضابط صحة نفسية.
وأوضحت الهيئة أن الضرر النفسي لحق بمن تعرضوا لمعارك وإطلاق نار، أو إصابات ومشاهدة موتى وجرحى، بداية من 7 أكتوبر الماضي، وهو ما ترتب عليه تضرر أداؤهم الوظيفي في أعقاب ذلك.
وتضمن الخبر أن نسبة ما بين 75% و80% من بين ال2000 جندي عادوا بالفعل إلى وحداتهم، وهو ما يدفعنا للتساؤل الأهم هل أصبح جنود الكيان الإسرائيلي غير قادرين على خوض المعارك؟
طبيب: الجنود الإسرائيليون يتعرضون لكرب ما بعد الصدمة
يقول دكتور مارك عبيد أخصائي الصحة النفسية في تصريحاته الخاصة ل «المصري اليوم»، أن ضغط التعرض للمعارك يولد رد فعل طبيعي بالخوف من تهديد الحياة وهو ما تعرض له الجنود، فأي كائن حي وليس البشر فقط، يتعرض لمعركة مشابهة للوضع الحالي بالطبع سيتأثر ، وتبدو عليه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (Post-traumatic stress disorder (PTSD)).
وهي أعراض تصيب الإنسان الذي واجه أخطارًا جسيمة تعرضه للموت أو الإصابة أو مشاهدته أعمال عنف.
وأضاف «عبيد» أن المصابون بكرب ما بعد الصدمة يختلفون في إظهار أعراض الصدمة بحسب طبيعتهم النفسية؛ فمنهم من تبدو عليه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في غضون ساعات من النجاة، ومنهم من تظهر عليه بعد فترة أطول، وعادة تتركز الأعراض في صعوبة التخلص من الذكريات المؤلمة؛ أو المواقف التي تعرضوا لها، فهو يعيش الحدث مرارًا وتكرارًا، مما يسبب له الضغط العصبي الشديد، كما يعاني البعض من كوابيس مزعجة واضطرابات النوم والطعام.
كذلك تسيطر عليهم الأفكار السلبية عن النفس والآخرين، ونظرة تشاؤمية للمستقبل مع سهولة الشعور بالذعر والخوف وسرعة التهيج والغضب.
وعن نشر الخبر على وسائل الإعلام الإسرائيلية يقول « عبيد »، في تقديري أن الأمر له علاقة أكثر بالبروباجندا، لآنه بروتوكول عادي في جميع الحروب، وهي محاولة منهم لإثبات جاهزيتهم للمواجهة.
وإن كان من يطلقون النيران تأثروا إلى هذا الحد، فماذا عن الجانب الآخر؟!! وماذا عن القتلى والجرحى والأبرياء الذين يبادوا يومياً.
بعد التشخيص واستمرارهم بالعمل.. هل أصبح الجنود الإسرائيليين غير قادرين على خوض المعارك؟
عن قدرة الجنود لمتابعة المعركة مرة أخرى من جديد يقول الدكتور مارك عبيد أن الأمر ليس بهذه السهولة وكأنه يأخذ الجندي «يغسله، ويرجعه مكانه تاني»، فالأمر على الأقل يحتاج إلى شهر وأكثر بحسب درجات إصابة كل شخص، فهؤلاء الأشخاص يتأذون من سماع أي أصوات نيران، أو أي تفاصيل تذكره بالمعركة أو الموقف الذي تعرض له.
وكون تحويل الأشخاص لطبيب نفسي لا يعني بالضرورة مدى جاهزيتهم لخوض المعارك، بل هي مجرد محاولات تقلل احتمالية تأثرهم أو تعرضهم لآثار بالغة في حالة كانت درجات إصابة الأشخاص لازالت في الحيز الطبيعي، بمعنى أنهم لا يعانون من اكتئاب مزمن أو توترات متتالية تعيق ممارسة النشاط الطبيعي.
لكن بشكل عام لا يمكننا تأكيد عدم جاهزيتهم لخوض المعارك إلا من يُعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة. وهو ما يجعلنا ننظر للجانب الآخر لأشخاص قُطعت عنهم المعونة وجميع سبل الحياة، ويومياً يُقتل أبناءهم وأقاربهم ماذا عن حالتهم النفسية؟!!