بالتعاون مع محافظة قنا ومديرية الأمن، والقيادات الشعبية بالمحافظة والحكماء، تمكنت اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر، أمس، من عقد جلسة الصلح وإنهاء الخصومة الثأرية بين أبناء العمومة «الخطبة» و«الجوالين» في قرية الكرنك بمركز «أبوتشت»، بعد خصومة امتدت لنحو 8 سنوات، راح ضحيتها 10 أفراد، وشهد جلسة الصلح آلاف المواطنين من أبناء العائلتين والعائلات من القرى المجاورة. وأكد الدكتور عباس شومان، رئيس اللجنة العليا للمصالحات، وكيل الأزهر الأسبق، أهمية إنهاء مثل هذه الخصومات، موضحًا أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجه بالمسارعة إلى إنهاء الخصومات ونبذ الخلافات بين الناس والقضاء على ظاهرة الثأر، انطلاقًا من سماحة الإسلام ودعوته الخالدة إلى الإخاء بين الناس وأن يكونوا دائمًا يدًا واحدة للبناء وإعمار الأرض وعدم الخراب فيها. وأثنى الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عضو اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر، على لجوء العائلتين للصلح، فهو من الأخلاق التي دعا إليها الإسلام حفاظًا على الدماء والأعراض، ونشرًا للأمن والاستقرار، مؤكدًا أن اللجنة تكثف جهودها للقضاء على ظاهرة الثأر بالصعيد وحفظ دماء الرجال والاستفادة من طاقات الشباب في البناء والإعمار وخدمة الدين والوطن، والأزهر جزء من المجتمع، لهذا يسعى علماؤه ليل نهار للحيلولة دون استمرار مثل هذه الظواهر في المجتمع، ونشر حالة الإخاء والتسامح. وبذلت اللجنة العليا للمصالحات، جهودًا كبيرة لإنهاء هذه الخصومة، وكثف أعضاء اللجنة جهودهم على مدار سنوات بالتعاون مع الحكماء والوجهاء وأهل البر، حتى تكللت هذه الجهود بالنجاح في إنهاء الخصومة بعد ما يقرب من 8 سنوات من التناحر والشحناء والضغينة، ليعم الاستقرار والود والمحبة بين أبناء العائلات، ويصبح الجميع أحباء متصافين، تشملهم السكينة والتآخي. وعقب انتهاء مراسم الصلح، توجه الدكتور عباس شومان، رئيس لجنة المصالحات، والدكتور عبدالمنعم فؤاد، عضو اللجنة والمشرف على الرواق الأزهرى بالجامع الأزهر، ووفد الأزهر الشريف إلى مقر إقامة العزاء للعائلتين، حيث قدم وفد الأزهر واجب العزاء للعائلتين، سائلين المولى- عز وجل- أن يتغمد من فقدوا أرواحهم في هذا الثأر بواسع رحمته، وأن يرزق أهلهم الصبر والسلوان.
