تجمع العشرات من أهالي شهداء ثورة 25 يناير، وعشرات آخرون من أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك، أمام مقر أكاديمية الشرطة التي تشهد جلسات محاكمة مبارك ونجليه وقيادات أمنية سابقة في وزارة الداخلية. وطالب أهالي الشهداء والمصابين بالقصاص العادل من مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، و6 من قيادات الشرطة متهمون بالتحريض على قتل المتظاهرين. فيما اتهم عدد من محبي مبارك النيابة العامة بركوب موجة الثورة. ووصل عدد من أهالي شهداء محافظة الإسكندرية، يحملون صور أولادهم ولافتات مكتوب عليها عبارات تطالب بسرعة القصاص من مبارك، ليحظوا باستقبال حافل من أهالي الشهداء الذين تواجدوا في وقت سابق من الصباح الباكر. وكذلك حضر حوالي 10 آخرين من أهالي شهداء المطرية، يحملون بوستر كبير عليه صور شهداء المطرية الذين استشهدوا في ميدان المطرية أثناء الثورة. وشدد الأمن إجراءاته على بوابات الأكاديمية، خاصة البوابة رقم 8 التي يدخل منها المتهمون، وزاد عدد مجندي الأمن المركزي الذين يحملون الدورع والعصي، يقفون صفا واحدا في 4 اتجاهات تحيط بالبوابة الثامنة للأكاديمية. كذلك تواجد الجنود بطول سور الأكاديمية على مساحات قريبة، وفي وسطهم يقف جنود الخيالة، و3 دبابات بطول السور ودبابتين أمام البوابة 8. وعادت الهتافات لتملأ المكان من جديد ورددوا جميعا «رتب رتب ورق الدنيا.. مين هيرتب ورق الآخرة»، «يا مبارك صبرك صبرك، شعب مصر هيحفر قبرك». وأثناء الهتافات اقتربت والدة احد الضحايا وهي تمسك بصورة ابنها الشهيد، واتهمت جنود الأمن بقتل نجلها، حاول الجميع إبعادها مؤكدين أنهم يتلقون الأوامر من قيادتهم. وسادت حالة من السخط بسبب التأخر المتكرر لمبارك في الوصول إلى قاعة المحكمة، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية التي تعطل هبوط طائرته من المركز الطبي العالمي إلى أكاديمية الشرطة. وقالت والدة أحد الشهداء، ويدعى معاذ، ل«المصري اليوم»: «نتوقع صدور حكم قبل 25 يناير، إلا أن المحكمة لازالت تؤكد أن الأوراق غير كاملة وأن الأسطوانات المدمجة التي تثبت وقائع القتل غير واضحة لأن تصويرها كان ليلا». وأضافت: «نحن لا نعرف إن كانت هيئة المحكمة تريد من ذلك ان تهدئ من غضبنا قبل هذا التاريخ، أم لا، وأن الدفاع أكد لنا ان الهيئة ستصدر حكمها قبل 25 يناير المقبل ذكرى الثورة»، مشيرة إلى أنهم سيعودون «إلى ميدان التحرير سواء صدر حكم أو لا، لأنها ذكرى رحيل أولادنا الشهداء، ومبارك لم يعد رئيسا حاليا والمفروض أن تسير المحاكمات بشكل عادي دون حرج». وتدخلت والدة شهيد آخر مقاطعة «نحن نشعر بالإهانة لأن مبارك أصر الأربعاء على عدم حضور جلسة المحاكمة لأنه يشعر بالإهانة»، وتساءلت: «هل مبارك إنسان له مشاعر وهل نحن غير ذلك حتى لا نشعر بالإهانة، وعلى القضاء أن يأخذ مجراه الطبيعي ويصدر أحكامه بعدالة». وفي سياق اخر، اتهم انصار مبارك النيابة العامة بالانحياز ضد المتهمين، وأنها ركبت موجة الثورة، وان البطء في إصدار الأحكام ليس من هيئة المحكمة، ولكن بسبب كثرة طلبات المدعين بالحق المدني.