«التجارة القارية الحرة» على أجندة الصالون الإفريقي للأعمال بالجزائر

انطلقت اليوم، في الجزائر العاصمة، النسخة الثانية من الصالون الإفريقي للأعمال «سادا 2023»، حيث شدد عدد من سفراء البلدان الإفريقية على ضرورة تطوير وتكثيف التجارة البينية البلدان الإفريقية عبر إلغاء الرسوم الجمركية ودعم اتلتنقل الحر بين بلدان القارة، مما يدعم النمو والمضي نحو تحقيق التكامل الاقتصادي القاري، وإطلاق في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية «زليكاف».
وناقش الصالون، العلاقات التجارية بين الدول الإفريقية في مجال التجار والاستثمار للوقوف على مدى تقدم العمل بمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وشدد عدد من الخبراء ورجال الأعمال على ضرورة تهيئة مناخ اقتصادي ملائم من خلال خلق تقارب في القوانين وتعاون وتبادل في المجالين البنكي والجمركي.
وأكد رئيس المكتب التجاري بسفارة مصر بالجزائر، ياسر قرني، أنه إضافة للدور الإيجابي الذي يمثله التطبيق الفعلي لتخفيض التعريفة الجمركية بين الدول الإفريقية، إزاله العقبات غير الجمركية عبر العمل على توحيد القواعد التجارية وتسهيل اجراءات بين بلدان القارة.
وأشار«قرني» لدراسة قام بها البنك الدولي، تفيد بأنه في حالة تفعيل منطقة «زليكاف» فإن معدل النمو في إفريقيا سيرتفع إلى 9 بالمائة في افاق 2035 مع خلق 18 مليون منصب شغل ورفع الدخل ليقارب 571 مليار دولار بالقارة.
في السياق ذاته، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني الجزائري، سليم مراح، أن منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف) هي: حلم كل إفريقي سيسمح بتبادل وتنقل حر للسلع والأشخاص«.
كما شدد مراح على وجوب تهيأة مناخ منطقة -زليكاف- بمحاولة إلغاء الرسوم الجمركية ووضع تعريفة جمركية موحدة مشيرا أن تفعيل منطقة «زليكاف» سيمكن الدول الافريقية من تحقيق "تكامل اقتصادي".
من جهته اعتبر سفير كوت ديفوار بالجزائر، ألفونس فاهو ساهي، أن "مصالح الدول الافريقية تمر حتما بالعلاقات البينية بين دول القارة، لافتًا إلى أنه:«في حالة قبول وتسهيل كل بلد إفريقي لاستثمار مؤسسات دول إفريقية أخرى على ترابه، إلى جانب تكييف قوانينه بما يتماشى ومتطلبات سكان الدول الافريقية الأخرى فستطبق قوانين منطقة «زليكاف» بكل سلاسة".
وشاطره الرأي سفير الكاميرون بالجزائ، كوميدوج حاميدو نجاموليه، الذي اعتبر أن هذه المنطقة الحرة وما تمثله بالنسبة للسوق الإفريقية "ضرورية بالنسبة للقارة لكن تجسيد منطقة «زليكاف»تستوجب -حسبه-تضافر الجهود، ووجود إرادة سياسية وتهيأة مناخ اقتصادي ملائم من خلال إيجاد تقارب في القوانين وتعاون وتبادل في المجالين البنكي والجمركي.
جدير بالذكر أن الصالون، الذي يستمر إلى غاية الثلاثاء المقبل بمشاركة 80 عارضا من مختلف قطاعات النشاطات، يشهد مشاركة قرابة عشرين ممثلية دبلوماسية لبلدان افريقية معتمدة في الجزائر.
وخلال قمة فعاليات قمة الغذاء الإفريقية الثانية «داكار 2»، المنعقدة في يناير الماضي، قال رئيس الاتحاد الإفريقي السابق، رئيس السنغال، ماكي سال، أن القارة السمراء قادرة على إطعام جياع العالم؛ حال تحقق التكامل القاري، تحقق حلم السوق القارية الحرة.
ودعا سال خلال القمة التي انعقدت في العاصمة السنغالية داكار تحت عنوان «إطعام إفريقيا: السيادة الغذائية والقدرة على الصمود»،زعماء العواصم الأفريقية للتكاتف من أجل استراتيجية موحدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالقارة،عبر رسم استراتيجية طويلة الأمد لإطلاق امكانات إنتاج الغذاء في إفريقيا، مؤكدًا أن القارة السمراء التي تعاني بعض بلدانها نقصًا حادًا في الأمن الغذائي يمكنها أن تطعم جياع العالم، حال توفرت لها آليات توظيف إمكاناتها عبر السياسات التمكينية، وتعزيز التجارة البينية القارية والتقنيات المبتكرة التي تؤهلها لتعزيز سلسلة القيمة الزراعة بها.
تقع القارة السمراء قبضة أسوأ أزمة غذائية منذ جيل؛ إذ يعاني نحو 282 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء إفريقيا، بزيادة قدرها 46 مليون عن عام 2019، وهو رقم مرشح للزيادة إلى إلى 310 ملايين بحلول عام 2030، حال لم يتم احتواء الأزمة وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو».
رغم تراجع الأمن الغذائي، أكد بنك التنمية الإفريقي، في تقرير للاقتصاد الكلي للقارة الأسبوع الماضي، أن أفريقيا ستتفوق إفريقيا على العالم في النمو الاقتصادي خلال العامين المقبلين، بمتوسط ناتج محلي إجمالي حقيقي يبلغ 4٪ في عامي 2023 و2024 بنسبةأعلى من المتوسطات العالمية المتوقعة التي تتراوح بين 2.7٪ و3.2٪ .