رئيس الاتحاد الإفريقي: الاكتفاء الذاتي بالقارة يتطلب تخصيص 10% من ميزانياتها للزراعة

أكد رئيس الاتحاد الإفريقي، رئيس السنغال، ماكي سال، أن تحقيق الامتفاء الذاتي بالقارة السمراء يتطلب تخصيص 10 من ميزانياتها الوطنية لدعم الإنتاج الزراعي، داعيًا زعماء العواصم الإفريقية، للتكاتف من أجل استراتيجية موحدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالقارة.
وقال «سال»، خلال فعاليات قمة الغذاء الإفريقية الثانية «داكار 2»، التي تستضيفها العاصمة السنغالية منذ أمس الأربعاء، تحت عنوان «إطعام إفريقيا: السيادة الغذائية والقدرة على الصمود»، بهدف رسم استراتيجية طويلة الأمد لإطلاق امكانات إنتاج الغذاء في إفريقيا«، إن القارة السمراء التي تعاني بعض بلدانها نقصًا حادًا في الأمن الغذائي، يمكنها أن تطعم جياع العالم؛ حال توفرت لها آليات توظيف إمكاناتها عبر السياسات التمكينية، والتقنيات المبتكرة التي تؤهلها لتعزيز سلسلة القيمة الزراعة بها.
وحضَ «سال»، القادة الأفارقة على «التكاتف لإيجاد حلول» لوضع حد لانعدام الأمن الغذائي الذي يلوح في الافق، مؤكدًا أن السيادة الغذائية باتت أولوية مُلحة، في ظل معاناة بلدان القارة من التأثيرات الخارجية، كتغير المناخ والوباء والحرب الروسية الأوكرانية«وفقًا لوكالة «شينخوا الصينية».
وشدد «سال»، على أن إفريقيا عليها أن «تتعلم كيف تطعم نفسها وتتجنب الصدمات الخارجية»، موضحًا أن الاكتفاء الذاتي بالقارة يتطلب تخصيص 10٪ ميزانياتها الوطنية للقطاع الزراعي.
«282 مليون إفريقي في قبضة الجوع»
وتأتي القمة بينما تقع القارة السمراء قبضة أسوأ أزمة غذائية منذ جيل؛ إذ يعاني نحو 282 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء إفريقيا، بزيادة قدرها 46 مليون عن عام 2019، وهو رقم مرشح للزيادة إلى 310 ملايين بحلول 2030؛ حال لم يتم احتواء الأزمة، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو».
وشارك في قمة «داكار2» 16 من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، بينهم رئيس كينيا ونيجيريا وتنزانيا وزيمبابوي وموريتانيا وزامبيا، إضافة ل 3 رؤساء وزراء ونائبي رئيس، بحضور ممثلي بنك التنمية ال'فريقي AFDB، وبعض المنظمات الدولية «الفاو»، ومبعوثي بعض البلدان الغربية.
ورغم تراجع الأمن الغذائي، أكد بنك التنمية الإفريقي، في تقرير للاقتصاد الكلي للقارة الأسبوع الماضي، أن إفريقيا ستتفوق إفريقيا على العالم في النمو الاقتصادي خلال العامين المقبلين، بمتوسط ناتج محلي إجمالي حقيقي يبلغ 4٪ في عامي 2023 و2024 بنسبةأعلى من المتوسطات العالمية المتوقعة التي تتراوح بين 2.7٪ و3.2٪.
ولتحقيق الاكتفاء الذاتي في القارة؛ ألزم إعلان «مالابو» الصادر عن الاتحاد الإفريقي لعام 2014 بلدان بالقضاء على الجوع بحلول عام 2025 عبر الاهتمام بالنمو الزراعي«، كما توصى الأمم المتحدة بالاستثمار في القطاع الزراعي بإفريقيا للقضاء على الجوع في العالم؛ إذ وتضع ذلك هدفًا ضمن استراتيجيها للتنمية المستدامة.
ويتطلب تحقيق إفريقيا للاكتفاء الذاتي، ارتفاع نسبة استخدام البذور المحسنة من 25% ل50% وذلك وفقًا لرئيسة التحالف من أجل ثورة خضراء في إفريقيا (AGRA)، أجنيس كاليباتا، على هامش قمة«داكار»؛ إذ تنفق إفريقيا حوالي 75 مليار دولار سنويًا على إجمالي وارداتها الغذائية؛ فيما تحتاج 28.5 مليار دولار إضافية كحد أدنى في سنويا وذلك لبلوغ هدفها المتمثل في إطعام 1.4 مليار نسمة دون الحاجة إلى المصادر غير المستدامة.
ورغم ضعف أنظمة بلدان القارة الاقتصادية ووقعها تحت مطرقة التأثيرات الخارجية؛ إلا أنها اتخذت خطوات مهمة، في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي، بدلًا من الاعتماد على واردات غذائية غير مستدامة من الغرب؛ إذ عززت بلدان إفريقية تقنيات الزراعة المبتكرة، لتزويد إنتاجها الزراعي، بما في في ذلك استخدام بذور جديدة لأصناف القمح والذرة المقاومة للحرارة والجفاف، بما يتماشي مع التغيرات المناخية؛ بعد أن زودت تقنيات التحول الزراعي الإفريقي (TAAT) التابعة لبنك التنمية الأفريقي (TAAT) 12 مليون مزارع ببذور مُحسنة، في السنوات الثلاث الماضية.
و في شرق إفريقيا، حققت أصناف القمح المقاومة للحرارة في السودان وإثيوبيا نتائج مذهلة؛ إذ أصبحت إثيوبيا مكتفية ذاتيا في إنتاج القمح العام الماضي مع زيادة بأكثر من عشرة أضعاف في مساحات الأراضي المنخفضة المزروعة بالقمح بها، ما أضاف 1.6 مليون طن إلى إمدادات القمح المحلية، وبات السودان ينتج نحو 50٪ من احتياجاته من القمح وهو في طريقه لتحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100٪ بحلول عام 2025، بعدما زُرعت 67000 طن من بذور الأصناف المقاومة للحرارة.
وفي جنوب إفريقيا، منحت السلطات 5.2 مليون أسرة أصناف الذرة المقاومة للجفاف.
في المقابل، تتصارع القوى الكبرى على مد نفوذها في القارة، وسط انتقادات من عدم تحقيق توازن في العلاقات يسمح بتبادل المنفعة بين تلك القوى والقارة؛ التي زارها الأسبوعين الماضيين وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ونظيره الصيني، تشين جانج، فيما تتختم وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين جولتها المطولة بها نهاية الشهر الجاري.
ودخلت قوى جديدة على الخط الإفريقي بينها بريطانيا وألمانيا؛ إذ خفّضت بريطانيا، الرسوم الجمركية على 90% من الصادرات النيجيري، وصرح نائب المفوض السامي البريطاني لنيجيريا، بن لويلين جونز، أمس الأول، عند إطلاق مخطط التجارة للبلدان النامية (DCTS)، اعتبارًا من إبريل المقبل، لتوسيع التجارة المعفاة من الرسوم الجمركية، لا سيما على الصادرات غير النفطية، موضحًا أن القرار سيسهم في الاستفادة من السلع الإفريقية، ويخفض تكاليف الاستيراد بأكثر من 750 مليون جنيه إسترليني سنويًا، مما يسهم في خفض الأسعار وتخفيض التضخم في المملكة.
وبالتزامن مع ذلك، تناولت صحيفة«دوتش فيليه» الألمانية، أمس، استراتيجية تقدمت بها وزيرة التنمية الألمانية، سفينيا شولز، لتعزيز التعاون بين برلين وعواصم القارة السمراء.