«عرين الأسود» تؤرق تل أبيب .. لماذا تحذر الصحافة العبرية الأجهزة الأمنية من استهدافهم؟

بينما تؤرق مجموعات «عرين الأسود» الفدائية التي ظهرت في الضفة الغربية المحتلة في الآونة الأخيرة معلنة عن مسؤوليتها عن عمليات إطلاق نار صوب قوات الاحتلال، حذرت وسائل إعلام عبرية من استهداف عناصر الجماعة، معتبرة أن ذلك سيسهم في تغولها، وتعاظم شعبيتها مؤكدة أن ثمة اختلاف بين الأجهزة الأمنية والاجهزة العسكرية في إسرائيل على كيفية التعامل مع هذه المجموعات.
اعادوا ماضي الانتفاضة الفلسطينية
وأقرت هيئة الإذاعة البريطانية « بي بي سي بأن جماعات «عرين الأسود» الذين نشطوا شمالي الضفة في أحياء جنين ونابلس، أعادو ماضي الانتفاضة الفلسطينية.
وتناولت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم الاثنين، في مقال لمراسل الشؤون العسكرية، يانيف كوبوفيتس، تحدّث فيه، خشية المؤسسة الأمنية والعسكرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي من تنامي وتعاظم مجموعة «عرين الأسود» الفدائية، مشيرة إلى اختلافات في المؤسسة بشأن كيفية التعامل مع «عرين الأسود«.
وفقًا للصحيفة الإسرائيلية، فإن استهداف عناصر عرين الأسود ينذر بتعاظم المجموعة وازدياد شعبيتها في الضفة.
ويأتي ذلك بعد تحميل «عرين الأسود» قوات الاحتلال مسؤولية استهداف أحد عناصرهم في تفجير دراجته البخارية في نابلس.
شوكة في ظهر الاحتلال
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية، مسؤولية «عرين الأسود» عن معظم عمليات إطلاق النار التي وقعت في الضفة الغربية، مؤكدة أنهم باتوا شوكة في ظهر الأجهزة الأمنية والعسكرية لإسرائيل، فيما هدفهم المعلن هو مواجهة جنود الجيش الإسرائيلي عند دخولهم المدينة، أو لدى تأمين مصلّين يهود في قبر يوسف، لكن الصحيفة حذرت في الوقت ذاته من التعامل معهم كغيرهم من الجماعات الفدائية الفلسطينية.
وفيما أطلقت بعض الجبهات المعارضة للحكومة الإسرائيلية، دعوات لتسخير الطائرات المسيّرة من أجل تنفيذ اغتيالات منظمة من الجو لعناصر «عرين الأسود»، شبيهًا بما يجري في قطاع غزة.
اختلاف بين المؤسستين الأمنية والعسكرية؟
وأشارت «هآرتس» إلى اختلاف المؤسستين الأمنية والعسكرية على كيفية التعامل مع «عرين الاسود»، إذ أعربت مصادر أمنية مؤخرًا عن خشيتها بشأن تنفيذ اغتيالات لعناصرها في الضفة، كون ذلك سيؤدي إلى زيادة قوتهم وتعاظم شانهم في الضفة.
في نهاية الشهر الماضي، أفادت «القناة 12» العبرية أن اقتحام الجديش الإسرائيلي الأخير لجنين والذي قتلت فيه قوات الاحتلال 4 فلسطينيين، كان الجيش الإسرائيلي ععلى بُعد «خطوة» من استخدام طائرات مسيرة من أجل تنفيذ اغتيالات جوية لعناصر «عرين الاسود»، لكن ذلك قوبل برفض سياسي واستخباراتي.
وأضافت«هآرتس» أنّه في مداولاتٍ أمنية مغلقة أُجريت في الأسابيع الأخيرة بين المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تناولت السلطات الإسرائيلية استمرار محاصرة الفلسطينيين في نابلس ومنع خروجهم منها .
وكانت قوات الاحتلال أغلقت منافذ المدينة وحاصرت سكانها في ال12 من أكتوبر الجاري؛ إذ أغلقت قوالت الاحتلال المنافذ الأساسية للخروج من المدينة، وجعل دخولها قاصرًا على 3 نقاطٍ خاضعة لتفتيشٍ أمني قاس.