والدة ضحية سور مدرسة كرداسة: «دخّلتها الفصل ورجعتلى جثة» (صور)

تلطم خديها وتضرب بيديها صدرها، وحولها تلتف السيدات يحاولن تهدئتها، وسيارة الإسعاف تحمل ابنتها «ملك» إلى المستشفى: «يا خرابى يا بنتى.. لبِّستك بإيدى»، قالت والدة الطالبة بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة المعتمدية بنات بكرداسة في الجيزة، إحدى ضحايا انهيار سياج خرسانى، محاولةً ركوب السيارة، وهى تجهش بالبكاء: «يا بنتى.. يا بنتى»، ومنعها المسعفون: «العربية مليانة حالات».
والدة «ملك» تصل إلى مستشفى الموظفين بإمبابة، ويمنعها العاملون، ولا تعرف سببًا: «اشمعنى أنا.. ده أولياء الأمور كلهم دخلوا»، وقفت تنتظر زوجها، وهى تندب حظها: «حبيبتى ده أول يوم.. ينفع اللى حصل؟!. السور وقع عليكِ، ولسة واخدين مننا فلوس لترميم المبنى» لترتمى في أحضانها صديقات ابنتها: «شدّى حيلك يا خالتو.. شدّى حيلك».
حالة صراخ تنتاب الأم، تمسك بملابس زميلات ابنتها، تطلب منهن أن يُعِدْن ما سمعته توًّا: «بتقولوا إيه؟. (ملك) مالها؟. جرى لها إيه؟»، تصمت الصغيرات، يتحول محيط المستشفى إلى سرادق عزاء: «بنتى رُحْت دخّلتها الفصل، ورجعت لى جثة»، قبل أن يُغشى عليها.
وكيل النائب العام، يناظر جثمان «ملك» ويكتب بتصريح الدفن رثاءً للصغيرة ويعزى أسرتها، لتخرج جنازتها بحضور مئات من الأهالى.
اقرأ أيضًا| «العيال جريوا وخافوا ووقعوا على بعض».. إصابة 7 طالبات في انهيار سور مدرسة بكرداسة (قصة كاملة)
بغرف المستشفى، ترقد 15 طالبة مصابات في الحادث يتلقين العلاج، ويبكين زميلتهن الضحية، وكان أولياء الأمور يسردون المأساة. «محمد» اعتاد توصيل ابنته «أميرة» في أول يوم أملًا في أن يرسم البهجة على وجه ابنته: «قعّدتها في الفصل زى كل سنة، وبعد مرور ساعتين جت لى مكالمة إن جزء من سور وقع على العيال».
والد «أميرة»، ما أن وصل للمدرسة «لقيت عربيات إسعاف كتيرة بتنقل الطلبة، وقعدت أدور على بنتى فيهم ملقتاشها»، يقول الأب: «قلبى أكلنى برضة، روحت على المستشفى، وبعد رحلة عناءً لقيتها بغرفة العناية».
«بنتك تحت السور».. تلقت «أم مريم» اتصالًا، وهى في عملها، يخبرها بالواقعة، وتكشف: «جريت على طول، ووقعت تحت الميكروباص، وربنا ستر»، وحضرت إلى المستشفى: «لقيت البنت متبهدلة، وقالتلى يا ماما وقعت تحت العيال، وطوبة وقعت علىَّ»، وبدهشة تقول: «لسة دافعة فلوس لترميم المدرسة»، وتستنكر: «هو السور ده عشة فراخ علشان يقع؟!».
اقرأ أيضًا| «واخدنى فين يا عمو؟».. فشل في استدراج طفلة «صقر قريش» فتركها ب«80 غرزة» (تفاصيل وصور)
«كريمة» و«رحمة» و«فرح» ضمن الطالبات المصابات، أبدين رغبتهن بعدم عودتهن إلى المدرسة مرة أخرى، ويحكين: «كان في حصة ألعاب، وقالولنا انزلوا الفسحة.. ولقينا السور بتاع السلم وقع، وأول بنت نزلت، (ملك)، ماتت، الكل كان بيجرى بسرعة، وحصلت حالات دهس».
عدد من أهالى الضحايا قالوا إنهم نقلوا أولادهم ب«توك توك» إلى المستشفى، واتهموا إدارة المدرسة بالإهمال والتقصير في العمل، بما أدى إلى وقوع الحادث.
شكلت النيابة العامة فريق تحقيق انتقل إلى المدرسة محل الواقعة لمعاينتها وسؤال مديرها، ومشرف الدور، ومشرف اليوم، ومسئولي الأمن والصيانة بها، وكذا سؤال المسؤولين بهيئة الأبنية التعليمية ورئيس حي كرداسة، وسائر من يمكن سؤالهم من الشهود.