"دق جرس الهاتف وإذا بصوت خافت تملؤه البراءة لطفلة لم تتعد 5 سنوات من عمرها، ظلت تردد دون تركيز، عايزه أروح المدرسة زي العيال، وأجيب زمزمية واخد مصروف أحوشه واجيب حاحات حلوة، ماما بتعيط ونفسها تجيبلي لبس المدرسة والشنطة، صاحبة المدرسة زعقت لبابا واخدت العيال ومش راضية تاخدني، بصي خدي بابا عاوز يكلمك" - كلمات قالتها ملك مستعرضة مشكلتها على طريقتها العفوية ثم بدأ حديث الأب. "يا افندم أنا والد ملك أنا بستغيث بالميت والحي، أناشد السيد معالى وزير التربية والتعليم، يا وزير اغيثني من مديرة مدرسة "شفيق الجندى" بقرية البتانون التابعة لإدارة شبين الكوم التعلمية -منوفية، مديرة المدرسة امتنعت عن استلام ملف ابنتي بمرحلة "رياض الأطفال" متعمدة الرفض دون سند قانونى، بنتى في الشارع هتضيع عليها السنة بالرغم من قبول أطفال في نفس المدرسة أصغر منها في السن لوجود واسطة ومحسوبية- حسب ولي أمر الطفلة ملك. شروط وتنسيق واختبارات ومحسوبية وواسطة في سن الحضانة؟ سؤال طرحناه على الرجل الذي فقد هدوءه وصرخ قائلًا: ورشاوي وكوسة وكل ما تتخيليه يا استاذة يتم بالفلوس، نفسي أفهم ليه الافتكاسات والعراقيل دي، تنسيق إيه دا في سن الحضانة هو احنا في ثانوية عامة يا بشر، وما الداعي لفتح ملفات ب25 جنيهًا أو أكثر، ولماذا الاضطهاد لكل مَن يحاول أن يسأل أو يعرف حقوقه وواجباته، ملفات بتتفتح بفلوس وتقديم وصور ومصاريف منعرفش بتروح في جيب مين وفي النهاية الورق يرفض وأطفال تتشرد وأطفال تتشال على الرأس.