«اختفت ملامح وجهها تمامًا، جسدها محروق بالكامل».. هكذا أضحت أسماء شعبان، 23 عامًا، ترقد بغرفة العناية المركزة فى أحد المستشفيات.. أسماء تسأل بين الحين والآخر: «فين ولادى؟!». الجريمة وقعت بقرية ناهيا البلد بكرداسة فى محافظة الجيزة، على مرأى ومسمع من سكانها البسطاء، كان المشهد غريبًا، أن يشاهدوا رجلاً يسكب البنزين على جسد زوجته ويحرقه، وبعد تدخلهم لإطفاء النيران المشتعلة، فوجئوا بالزوج يهرول خلفها، محاولاً الإمساك بها وإضرام النيران بجسدها مرة أخرى قائلًا: «مش هسيبك هموتك محروقة». لم ينقذ «أسماء» سوى جدها «فتحى»، الذى فوجئ بامرأة تقف أمامه بملامح لا يعرفها، وجسد محروق، صدمه المشهد للوهلة الأولى فقال لها: «إمشى يا ست إنتى مين؟!»، وحين نطقت باسمها سألها: «مين عمل فيكى كده؟!»، لتخبره «جوزى حرقنى ودلق عليّا بنزين، وجاى ورايا عايز يخلص عليّا»، ليفاجأ الجد بقدوم زوج حفيدته، يوبخها بسيل من الشتائم والوعيد ب«الحرق مرة تانية»، فخلصها الجد من يد الزوج. جد الزوجة يروى: «لقيت زوج أسماء جه وراها، وحاول يشدها منى بالعافية وعايز ياخدها ويحرقها، صفعته على وجهه وطردته من البيت». اتصل جد «أسماء» على باقى أفراد الأسرة: «تعالوا أحمد ولع فى أسماء»، وأخبرهم بأن زوجها العاطل سكب بنزينًا من الموتوسيكل على جسدها وولع فيها»، تروى أسماء: «جريت فى الشارع والنار ماسكة فى جتتى، والجيران طفوا الحريق ولبسونى هدوم تانية». كان المشهد برمته، بمدخل العقار محل سكن الزوجين، أمام طفليهما «سجدة»، 3 سنوات، و«محمد»، سنتان، ووالدا وجدة الزوج، ولم يستطع أحد إثناءه عن جريمته، وهو يهدد والدته وجدته. «أسماء» كانت «قرة عين» حماها وحماتها وجدة زوجها: «علشان بتخدمهم بعينيها»، وكذا كان يعرف الزوج فنفذ تهديده حين طالب أسرته ب«700 جنيه يا إما هولع فيها». «أحمد» اقترب من زوجته، وقال لها بنبرة مليئة بالعنف: «هاتى فلوس»، فسألته وجسدها يرتعش: «منين؟!»، فأخبرها وهو يمسك برقبتها: «مش أبويا إدالك 200 جنيه»، ولم ينتظر ردًا من زوجته، وأشعل النار فى جسدها وتعمد سكب البنزين على وجهها ليحرقه «كانت ست جميلة وشكلها حلو». دائمًا كانت «أسماء» تأتى لبيت أهلها غضبانة، فيطالبها والدها بالعودة «علشان بيتك ميتخربش يا بنتى»، والآن والدها يقول بندم: «أنا غلطان.. وآخر مرة كنت هطلقها، لأن زوج بنتى مكانش بيصرف عليها هى والعيال». والدة المجنى عليها لم يمكّنها مرضها من زيارة ابنتها فى المستشفى، وتقول «عاوزين القصاص من المتهم بالقانون، متابعة: «أصل كل ما هشوف بنتى بوجهها المحروق وملامحها اللى زى القمر راحت هفتكر اللى حصل طول العمر». الأم تكشف عن معاناة ابنتها مع زوجها: «من يوم زواجها من 5 سنين، وبعد إنجابها طفلين تتعرض للضرب والإهانة على يد زوجها، وبنعرف بالصدفة، لأنها كانت بتخاف على بيتها من الخراب، وإحنا فى بلد أرياف، وعلشان عيالها يعيشوا وسطهم»، تتساءل الأم فى حزن: «دلوقتى زوج بنتى حافظ على بيته ولا خربه؟». وتواصل: «زوجها كسر لها ذراعها قبل ما يولع فيها، وكذبت عليّا، وقالت لىّ: (وقعت من على السلم)، وكانت تحتاج شرائح ومسامير، وسكوتها انتهى بأن (جوزها ولع فيها)»، مرددة: «عاوزين ناخد حقنا، إيه ذنبها يتولع فيها؟! عشان أهله مرضيوش يدوله فلوس؟!». الجيران حكوا للأم أنهم «أنقذوها لما شافوا جسمها مشتعلا من عند الوجه حتى البطن، ولبسوها هدوم تانية»، وحاولوا الإمساك بالزوج «علشان عاوز يكمل حرق فيها»، فجريت المجنى عليها إلى بيت جدها «فتحى»، و«جوزها جرى وراها علشان يخلص عليها». أجهزة الأمن ضبطت المتهم، وأمرت النيابة العامة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وأظهر التقرير الطبى إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة، بنسبة 40% من مساحة الجسم الكلية بالوجه والرقبة والصدر والبطن وأجزاء من الطرفين العلويين.
