قرر المستشار طارق جلال المحامى العام الأول لنيابات بنى سويف، حبس الأب الذي قام باحراق نجلته وأصاب زوجته ونجلته الصغرى 4 أيام على ذمة التحقيقات وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وامر بتشريح جثة فاطمة محمد احمد 18 سنة ودفن الجثة بعد التشريح. وعاين فريق من النيابة العامة منزل الاب المتهم الموجود أمام مستشفى بنى سويف الجامعى بحي مقبل القديم وتبين من المعاينة وجود جركن يحتوي على بنزين داخل الشقة، وتبين أن زوجة المتهم حاولت الاستغاثة بالجيران أثناء قيام زوجها بإشعال النيران في نجلتيه فسقطت من بلكون الدور الثاني، كما كشفت معاينة النيابة أن الزوج اقتحم منزل الزوجية في الخامسة من صباح امس وهدد أفراد أسرته ببيع البيت وعندما رفضوا أشعل النيران فيهم كان أهالى مدينة بنى سويف شيعوا جثمان الفتاة أمس إلى مثواها الاخير في مقابر العلالمة بمركز بنى سويف وسط غضب شديد من من والدها الذي احرقها وطالبوا بالقصاص منه وقال شافعى أبوناصر بن خال المتوفية فاطمة محمد، إنها فتاة لم تتخطى عامها الثامن عشر، لم ترى من الحياة سوى الشقاء، لم ترى طفولتها مثل من في سنها، نزلت للعمل مبكرًا لمساندة والدتها في توفير نفقات الأسرة، واعتادت على العمل في أكثر من مكان في وقت وقت، لم تعلم أن نهايتها ستكون على يد والدها، أب تجرد من مشاعر الإنسانية، حولته الخلافات الزوجية والمادية إلى إنسان بلا رحمة، تجمه على زوجته وابنائه وأشعل النيران فيهم. «فاطمة م. أ.» فتاة في الثامنة عشر من عمرها، شُيعت جنازتها إلى مقابر الأسرة مساء امس السبت، عقب وفاتها متأثرة بإصابتها بحروق في أنحاء مختلفة من جسمها، عقب سكب والدها البنزين عليها وشقيقتها ووالدتهما، لرغبته في بيع الشقة التي يقطنون بها، ورفضهم لذلك، تلك هي الفتاة التي تحولت صفحات مواقع التواصل الإجتماعي إلى دفتر عزاء لها، وواسى أسرتها وترحم عليها الجميع. هنا في شارع مستشفى الجامعة بمدينة بني سويف، ما زالت «الفرشة» التي كانت تقف عليها فاطمة موجودة تنسدل منها الأحذية حيث إعتادت «فاطمة» على الوقوف يوميا عقب عودتها من العمل في أحد المصانع بشرق النيل، في محاولة لتوفير نفقات أسرتها بمساندة والدتها التي كانت تفترش الأرض لبيع الفاكهة أسفل شقتهما المواجهة للمستشفى، الجميع هنا يتحسر على ما حدث للفتاة التي شهد لها الجميع بمواقفها وجدعنتها ومساعدة الصغير والكبير وبخاصة المترددين على المستشفى. يقول محمد أشرف، أحد أهالي المنطقة «رحم الله فاطمة، لم نرى منها إلا الجدعنة والأصول، عاشت بيننا، لم نرى منها إلا كل الخير والعمل ومواقف الجدعنة، حسبي الله ونعم الوكيل في أبوها، كان يخاف يعدي من المكان واحنا موجودين، ولما جه عشان يولع فيهم إنتهز فترة محدش موجود فيها، والشارع كله نائم، كانت الساعة 5 صباحًا». وتابع «أشرف»: «فاطمة كانت تعمل في مصنع، وعاملة فرشة لبيع الأحذية بجوار فرشة والدتها تسترزق منها، تجيب أي مصاريف لأخوتها وتجهز نفسها، لأن والدها اللي موتها ده مصرفش قرش عليهم، وعاوز منهم هما الفلوس، ربنا ينتقم منه». وأضاف خالد محمود حسن، أحد أهالي المنطقة «يعلم الله إننا كنا نعاملها كأبنة لنا، لا تعرف إلا الجد، الشغل وبس وكأنها كانت حاسة باللي هيحصل فيها ده، ربنا المنتقم الجبار، ليلة الحادث كانت واقفة جنب والدتها تسترزق بجنيهات من بيع الشباشب، وطلعوا اخر اليوم لأن الشقة أعلى الفرشة بتاعتهم، وفوجئنا صباحًا بحالة هلع في الشارع بعدها عرفنا إن والدها ولع في والدتها وشقيقتها وفاطمة نفسها إللى ماتت بعد ساعتين من نقلها للمستشفى، ربنا يرحمها ويتجاوز عن سيئاتها». وكانت فتاة لقيت مصرعها، متأثرة بإصابتها بحروق بالجسم بعدما أقدم والدها على إشعال النيران في والدتها وشقيقتها، اليوم السبت، وسكب مواد مشتعلة «بنزين» عليهن داخل منزلهم بالجزيرة المرتفعة بمدينة بنى سويف، ونقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وقامت سيارات الإسعاف التابعة لمرفق لبنى سويف بنقل المصابين إلى مستشفى بني سويف التخصصي، إذ تبين أن المصابين هم الأب «أحمد. م. ح» 51 سنة، مصابًا بحروق باليد وزوجته «آمال. ق. م» 46 سنة، مصابة بحروق من الدرجة الثالثة بالوجه والذراعين والساقين بنسبة 40٪ من مساحة الجسم، واثنين من الأبناء هما «أسماء»، 16 سنة، مصابة بحروق بنسبة 40٪ من مساحة الجسم، و«فاطمة» 19 سنة، مصابة بحروق من الدرجة الثالثة بنسبة 70٪، من مساحة الجسم ولقيت مصرعها متأثرة بإصابتها. وتبين من التحريات الأولية للواقعة أن الأب قام بسكب مواد مشتعلة «بنزين» على زوجته وبناته لخلافات زوجية ورغبة الأب في بيع شقتهم ورفض الأسرة لذلك، تم احتجاز الأم وبناتها داخل قسم الحروق بمستشفى بنى سويف التخصصي لعمل الغيارات الطبية اللازمة على الأماكن المصابة بالجسم وتمكنت مباحث بندر بني سويف من ضبط الأب، وجارٍ عرضه على النيابة العامة لسماع أقواله.