الفرق بين المكملات الغذائية وحبوب اليود التي تحمي من الإشعاع النووي

تزايدت مخاوف العالم من وقوع كارثة نووية، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وما يمكن أن يصل بالحرب إلى استخدام السلاح النووي، أو انهيار محطة نووية، ما جعل الخبراء ينصحون بضرورة اتباع إرشادات السلامة حال التعرض لإشعاع نووي.
وجاء التهديد الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيدافع عن روسيا بكل الطرق الممكنة، في إشارة اعتبرها العالم، توحي لاستخدام الأسلحة النووية، وهو ما زاد من مخاوف شعوب العالم، ولذلك سعي الكثيرون للحصول على حبوب اليود، للحماية من الإشعاع النووي -بحسب ما ذكرته صحيفة قبرص ميل -.
اوضح المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه في حالات الطوارئ الإشعاعية، قد يتم إطلاق اليود المشع الذي يدخل الجسم مما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بين الفئات الأصغر عمرًا.
ولذلك قد يُطلب من بعض الأشخاص تناول يوديد البوتاسيوم (KI) لحماية الغدة الدرقية- التوصية بجرعة 130 مجم للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 18 إلى 40 عامًا، مما يوفر لهم الحماية لمدة 24 ساعة.
وهذه الجرعة تعني، أن حبة المكملات الغذائية- المتوفرة في الصيدليات- من 300 ميكروغرام تقدم فقط 0.3 ملغ من حبة اليود المستخدمة للحماية من الإشعاعات النووية.
وتقدم هيئة السلامة النووية والإشعاعية النرويجية نصيحة مماثلة: «يجب عدم الخلط بين أقراص اليود المستخدمة في حالة وقوع حادث نووي (Jodix) والمكملات الغذائية التي تحتوي على اليود».
وتقتصر فائدة حبوب معالجة الإشعاع بشكل عام على الفئات العمرية الأصغر سنًا، إذ يوصى ب KI فقط للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا والنساء الحوامل أو المرضعات، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها- بالاتفاق مع هيئة السلامة النووية والإشعاعية النرويجية؛ التي تقول: «الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا معرضون لخطر ضئيل جدًا للإصابة بسرطان الغدة الدرقية ولا يحتاجون إلى تناول أقراص اليود.»
فيما تقول السلطات النرويجية إن هذه الأقراص يمكن أن توفر الحماية ضد اليود المشع في حالة وقوع حادث نووي، ولكن يجب ألا يتم تناولها إلا بناءً على نصيحة السلطات العامة.
KI واليود المشع كلاهما نوعان من اليود، والغدة الدرقية تمتص كلاهما، ولكي يعمل KI يجب على الشخص تناوله قبل التعرض لليود المشع أو بعده بفترة وجيزة، فعندما يأخذ الشخص الكمية المناسبة من KI في الوقت المناسب، يمكن أن يساعد في منع الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع، ويحدث هذا لأن الغدة الدرقية قد امتصت بالفعل KI، ولا يوجد مجال لامتصاص اليود المشع.
وبالرغم من أنه يتم توزيع حبوب اليود بشكل روتيني على أولئك الذين يعيشون على بعد 20 كيلومترًا من محطة للطاقة النووية، فإن الخبراء غير متأكدين من مستوى الحماية التي قد يقدموها في حالة حدوث انفجار نووي.