الجفاف يؤثر على عمليات الشحن.. انخفاض منسوب مياه نهر الراين في ألمانيا

انخفضت مستويات نهر الراين، أكبر أنهار ألمانيا، إلى مستوى جديد اليوم السبت، بسبب الجفاف المستمر في ألمانيا وأماكن أخرى في أوروبا، مما زاد من تقييد توزيع الفحم والبنزين والقمح والسلع الأخرى.
انخفض منسوب المياه في كاوب بالقرب من فرانكفورت- نقطة وسيطة رئيسية حيث يكون الممر المائي أقل عمقًا من أي مكان آخر على النهر- إلى أقل من 40 سم بعد ظهر يوم الجمعة، وهو المستوى الذي لم يعد مناسبًا للعديد من المراكب لعبور النهر، وفقًا لما نشرته صحيفة الجارديان.
ووفقًا لنشرة يومية صادرة عن إدارة الممرات المائية والشحن الفيدرالية الألمانية، كانت مستويات المياه في الممر المائي الرئيسي عند مستوى منخفض بشكل غير عادي في هذا الوقت من العام، ويُقدر أنها ستنخفض بمقدار 10-15 سم أخرى خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة القادمة، وفي حين أن توقعات الطقس خلال ال14 يومًا تتنبأ بارتفاع مستويات المياه من منتصف الأسبوع المقبل، قالت الإدارة إنه من غير المرجح أن يكون لهذا تأثير كبير.
وتعتمد الشركات الألمانية الكبيرة على نهر الراين لتزويدها بالوقود، كما تنقل السفن الموجودة على النهر الفحم إلى محطات الطاقة التي اختارت الحكومة استخدامها بشكل مكثف ردًا على قيام روسيا باختناق خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي.
وبينما كانت السفن لا تزال قادرة على السفر على نهر الراين الأسبوع الماضي، اضطرت الشركات إلى تقليل حمولتها، وكانت القدرة على تحويل النقل إلى السكك الحديدية أو الطرق محدودة، ويمكن أن تحمل السفينة النهرية عادة حوالي 1000 طن من القمح، على سبيل المثال، الأمر الذي يتطلب حوالي 40 شاحنة لنقل نفس الكمية من البضائع.
وأعرب نشطاء البيئة عن مخاوفهم بشأن الخسائر الناجمة عن ارتفاع درجات حرارة المياه على البيئة، فيما قال عالم المناخ كارستن براندت لمجلة دير شبيجل: «لدينا درجات حرارة عالية جدًا في المياه، الأمر الذي له تأثير سام على سكان نهر الراين، وعلى الأسماك، وعلى النظام البيئي بأكمله».
وفي تطور منفصل، أعرب مسؤولون في ألمانيا وبولندا، عن قلقهم المتزايد بشأن نفوق جماعي للأسماك في نهر أودر، حيث حذر وزير البيئة الألماني، شتيفي ليمكي، يوم الجمعة من وقوع كارثة.
وتم العثور على أطنان من الأسماك الميتة في أواخر يوليو في النهر الذي يمر عبر البلدين، وقال الجانبان إنهما يعتقدان أن اللوم يقع على مادة سامة لكنهما لم يحدداها بعد، وأعلن علماء في ألمانيا، أمس الجمعة، عن زيادة كثافة الزئبق في العينات المأخوذة من النهر.
وقال ليمكي لمجموعة صحفية RND: «كارثة بيئية وشيكة»، وتعمل جميع الأطراف بجهد كبير للعثور على أسباب هذا الانقراض الجماعي وتقليل الضرر الإضافي المحتمل.