أجدادنا لخصوا تجارب سنوات.. «فيرونيكا» تُحيى التراث بتجسيد الأمثال الشعبية فى لوحات

«القرعة تتباهى بشعر بنت أختها، عشمتنى بالحلق خرمت أنا ودانى، اللى ماتعرفش ترقص تقول الأرض عوجة»، وغيرها من الأمثال الشعبية الشهيرة، التى تتناقلها ألسنة المصريين مع مرور الزمن، بشكل شفهى، دون معرفة معناها أو قصتها الحقيقية، أو عُمق الحكمة منها، إلا أن فيرونيكا عطاالله، 24 عامًا، خطرت لها فكرة «تجسيد الأمثال المصرية» فى شكل لوحات فنية، ورسومات طريفة ومعبرة، وذلك ضمن مشروع تخرجها.
تهوى «فيرونيكا»، إحدى الطالبات بكلية فنون جميلة قسم تصوير جدارى، منذ صغرها، الرسم والفن بمختلف أشكاله وألوانه، واختارت الأمثال الشعبية، نظرًا لأن التعمق فيها يحمل دلالات ومعانى عميقة، قد لا يعلمها الكثيرون، معبرة عن ذلك فى حديثها ل«المصرى اليوم»: «دايما كانت بتجذبنى الأمثال الشعبية وعمق الحكمة اللى جواها، وإزاى أجدادنا قدروا يلخصوا تجارب سنوات طويلة فى جمل قصيرة وبسيطة ومعبرة فى نفس الوقت».
وأضافت: «كتير من جيلنا فكرة الأمثال بعيدة شويه عن ثقافتهم وبقوا يستخدموا مرادفات أخرى أو كوميك من أفلام علشان يستخلصوا الحكمة أو الفكرة لأى حدث».
ومن خلال قراءتها لكتاب عنوانه «القيم فى الأمثال الشعبية بين مصر وليبيا»، استطاعت «فيرونيكا» أن تصقل معرفتها بتلك الأمثال، لإحياء هذا النوع من التراث الشعبى، وتجسيده بمجموعة من اللوحات التى تعبر عنها بصورة سهلة وبسيطة، كما أنها تعد فرصة للمشاهد أو الناظر لها، لاستيعابها وفهمها ولكى تظل معُلقة فى ذهنه.
أما عن المثل الأبرز فى مشروع تخرج «فيرونيكا»، تقول: «(عشمتنى بالحلق)، والغريب أنى فى دراستى للموضوع وجدت أن بعض الأمثال غير معروفة كاملة، والناس تتداول مقطعا واحدا منها، لكن وجدت أن هناك تكملة لبعض الأمثال زى المثل الشهير (عشمتنى بالحلق خرمت انا ودانى)، اكتشفت فى رحلة البحث أن له تكملة تقول (لا خرم ودنى اتسد ولا الحلق جانى)، تعبير عن العشم أو الوعد لما مش بيتحقق بيسيب علامة لا يمكن أن تمحى».
أما عن الأمثال الأخرى التى حولتها «فيرونيكا» إلى لوحات فنية: «(القرعة تتباهى بشعر بنت اختها)، وده مثل بيتكلم عن الشخص اللى إمكانياته ضعيفة، بس دايما يتفاخر بإمكانيات الآخرين، وأيضا مثل (اللى ماتعرفش ترقص تقول الأرض عوجة)، والمثل ده بيتكلم عن الشخص اللى دايما يرجع اللوم على الآخرين فى فشله».
وقد تنوعت خامات اللوحات، وعددها أربع، ما بين الزجاج والموزاييك على الخشب، أما بالنسبة للألوان فكانت مستوحاة من الفن الشعبى الذى يتسم بألوانه الدافئة والزاهية.