حرائق غابات واسعة فى كاليفورنيا.. وموجة حر قياسية تضرب الصين

قال مسؤولون فى إدارة الإطفاء إن حريق الغابات لا تزال مشتعلة لليوم الثالث على التوالى، غرب متنزه يوسيميتى الوطنى فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وإن ألسنة النيران انتشرت بسرعة كبيرة ليل أمس الأول، بفعل درجات الحرارة المرتفعة وجفاف الغابات، مما حول الحريق إلى إحدى كبرى حرائق الغابات هذا العام وأجبر آلاف السكان على الفرار من منازلهم.
وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، حالة الطوارئ فى جزء من الولاية بسبب الحرائق، وذكر مكتب حاكم الولاية، فى بيان، أن الحرائق التى نشبت بمقاطعة ماريبوسا فى أشجار البلوط، التهمت أكثر من 11500 هكتار من الأراضى، وأجبرت أكثر من 3 آلاف شخص على الفرار منازلهم قبل أن تأتى عليها النيران، وأضاف أن مركز عمليات الولاية ينسق جهود مواجهة الحرائق وإرسال المساعدات وتلبية احتياجات إدارة الطوارئ، فى حين لم تتمكن جهود عناصر مكافحة الحرائق من احتواء النيران التى اندلعت قرب المنتزه الوطنى. وأوضح البيان أن النيران التهمت كميات كثيفة من الأشجار والوقود فى منطقة الحرائق، وأن عمليات الإخلاء والتحذيرات سارية، مشيرا إلى أن أسباب الحريق قيد التحقيق.
وفى الوقت نفسه، سجلت العديد من مدن الصين درجة حرارة غير مسبوقة وأعلنت حالة التأهب القصوى بسبب موجة الحر، فيما طلب من عشرات ملايين الأشخاص البقاء فى منازلهم، ففى مقاطعتَى تشجيانغ وفوجيان، بلغت الحرارة أكثر من 41 درجة مئوية، وهى الأعلى تسجلها المدينتان على الإطلاق.
وطلب من سكان المناطق التى أعلنت فيها حالة تأهب قصوى بمواجهة الحر، ومعظمها فى الجنوب الشرقى والشمال الغربى، «بوقف كل النشاطات الخارجية» و«إيلاء اهتمام خاص للوقاية من الحرائق»، بحسب ما قالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية فى إشعارات متعددة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وصادف يوم السبت الماضى «الحرارة العظمى» فى التقويم الصينى التقليدى، والذى يعرف أنه أكثر فترات العام حرّا، لكن هذا الصيف كان حارّا بشكل استثنائى، كما سجّلت شنغهاى أعلى درجة حرارة بلغت 40،9 درجة مئوية منذ بدء تسجيل البيانات عام 1873.
ودفعت الحرارة المرتفعة بمئات الأشخاص إلى الشاطئ فى مدينة شيامن فى فوجيان، بينما اختبأ آخرون من أشعة الشمس تحت القبعات وخلف أغطية الوجه، كما أثرت موجة الحر الشديد على شبكة الكهرباء فى الصين التى تتعرّض للضغط بسبب ارتفاع تشغيل مكيفات الهواء، وتعمل أكبر محطات الطاقة فى البلاد بقدرة قياسية، ولجأت بعض الحكومات المحلية إلى إطفاء أضواء مصابيح الشوارع ورفع رسوم الكهرباء خلال فترة الذروة على المصانع.
وفى الأشهر الأخيرة، ضربت موجات حر قاتلة مساحات شاسعة من العالم، من أوروبا الغربية إلى الهند، وشهدت اليونان والبرتغال وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا واليونان حرائق غابات أتت على مساحات شاسعة، وأدت موجة الحر إلى وفاة أكثر من 500 شخص فى إسبانيا، ويقول العلماء إن الظروف المناخية القصوى وتزايد غازات الدفيئة، أصبحت أكثر تواترا بسبب تغير المناخ، ومن المرجح أن تزداد شدة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.