تحدث العالم كثيرًا عن الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وحذرت المنظمات الدولية خلال الأعوام الفائتة من ويلاته وما يمكن أن يسببه من كوارث تجول العالم بأسره، واليوم تشهد العديد من البلدان حرائق الغابات في قارات مختلفة كأحد تبعات التغير المناخي، لتكون بمثابة إنذار للتحرك الفوري. ف "حرائق الغابات" التي تقضي على الأخضر واليابس حيثما اشتعلت في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، والتي وصلت إلى معدلات غير مسبوقة في بعض الدول، مثل بريطانيا العظمى، التي عاشت ساعات أشبه بالجحيم، في يوم هو الأشد حرارة في تاريخها، وأثر على الحياة اليومية لسكانها. وفي السطور التالية، نستعرض خريطة الحرائق حول العالم، والتي شغلت اهتمام الرأي العام العالمي، وآثارت مخاوف دول أخرى خشية أن تمتد إليها ألسنة اللهب. البداية من المغرب فقد اشتعلت حرائق فى مناطق الغابات، والتي التهمت مساحات كبيرة منها، بسبب موجة شديدة الحرارة بلغت فى بعض المدن المغربية 48 درجة.واستنفرت طائرات الإطفاء من طراز "كنداير"؛ للمشاركة في عمليات الإطفاء والسيطرة على هذه الحرائق التى اشتعلت في مناطق العرائش وتطوان ووزان شمال المغرب وكذلك منطقة تاهلة ضواحى مدينة تازة. وفي إقليم العرائش تضرر نحو 4660 هكتارا من الأراضي وطالت ألسنة النيران النصف منها تقريبا، حيث رصِدت بؤرة حريق كبيرة وجرى إجلاء 1325 أسرة موزعة على 19 دوارا (قرية). حرائق تونس شهدت العاصمة التونسية وضواحيها درجات حرارة مرتفعة، أمس الثلاثاء، ناهزت في أقصاها أربعين درجة مئوية كانت قد تسببت في حريق آخر عند ساعات الظهر في أرض زراعية بمنطقة منوبة. "جيش الطيران نفذ منذ مساء أمس وإلى صباح اليوم، 40 طلعة جوية باستعمال مروحيتين وطائرة C130 بعد تجهيزها بالمواد الخاصة بإخماد الحرائق، في إطار المساهمة في التدخلات الميدانية لإخماد الحريق الذي اندلع بمنطقة برج السدرية". حرائق كوريا الجنوبية اندلع الحريق في الرابع من مارس في مقاطعة أولجين الساحلية الواقعة في شرق البلاد، بالقرب من محطة هانول للطاقة النووية، وانتشر في أنحاء مدينة سامتو القريبة وأتى على أكثر من 14800 فدان ودمر 159 منزلا على الأقل ودفع 6200 شخص إلى ترك المنطقة. وأمر رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن ببذل جهود شاملة لحماية محطة هانول للطاقة النووية من حرائق الغابات. حرائق القارة العجوز وتشهد بريطانيا وأوروبًا عموما في الأونة الأخيرة درجات حرارة قياسية تصل إلى 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) لأول مرة. وفي بريطانيا اندلعت عدة حرائق في أرجاء العاصمة لندن ومناطق أخرى من المملكة المتحدة بسبب الحرارة المرتفعة. بلغت الحرارة 40 درجة مئوية للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وهذه ثاني موجة حر تضرب أوروبا في ظرف شهر مع ما يرافقها من حرائق عنيفة في شبه الجزيرة الإيبيرية وفرنسا. وأشارت التقارير إلى أن السلطات المعنية دعت المواطنين الى تفادي التدخين وتفادي حفلات الشواء في الحدائق العامة والمنزلية والمناطق الغابية، مشيرة إليعدم أعلان السلطات عن خسائر بشرية في انتظار تحديد حجم الخسائر المادية. كما أعلن محافظ لندن صادق خان، حالة "الحدث الكبير" في العاصمة البريطانية، والتي تعد بمثابة إعلان حالة الطوارئ، بعدما انتشرت الحرائق في عدة مناطق جراء ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في البلاد، لافتا إلى أن الوضع "حرج". حرائق تركيا وقبل بضعة أيام، اجتاحت النيران مساحات شاسعة من غابة تقع جنوب غربي تركيا، في غابات داتشا التي تقع في منطقةٍ سياحية عند ملتقى بحر إيجة بالأبيض المتوسط، والحرائق امتدت إلى بيوتٍ سكنية تقع في محيط غابات داتشا التي تتبع إدارياً لولاية موغلا والقريبة من مدينة بودروم السياحية، وشاركت في جهود الإطفاء مروحيات. حرائق إسبانيا دمرت حرائق الغابات التي اندلعت في إسبانيا قبل أيام 30 ألف هكتار بجميع أنحاء البلاد، وأنهت حياة شخصين بثاني موجة حارة تشهدها هذا العام، وأجبرت الحرائق رينفي، على تعليق القطارات بين مدريد وجاليسيا بسبب شراسة النيران في مقاطعتي زامورا وأورينس. حرائق فرنسا As temperatures soar across Europe, massive wildfires have erupted throughout the continent. Spain, Greece, France, Italy and the UK are all battling blazes, while Portugal reported more than 1,000 deaths from the heat https://t.co/yQ5vXsSyGX pic.twitter.com/NEW5BMhj2n — Reuters (@Reuters) July 20, 2022 يسعى رجال الإطفاء في منطقة جيروند بجنوب غرب فرنسا لإخماد النيران المستعرة منذ سبعة أيام وسط جو ملتهب ودخان كثيف. حيث تحولت الأشجار والنباتات إلى رماد على مساحة 17 ألف هكتار. وتعرقل الرياح القوية التي تهب من دون انقطاع عمليات رجال الإطفاء المعززين بطائرات "كنادير" الخاصة، ما دفع بالسلطات إلى إجلاء آلاف الأشخاص. حرائق اليونان استمر حريق كبير مستعراً على مشارف العاصمة اليونانية، أثينا، مع وصول ألسنة اللهب إلى مناطق سكنية، حيث دمرت العديد من المنازل. وتم إغلاق أجزاء من الطريق الرئيسي بين المدينة والمطار بسبب انخفاض مستوى الرؤية. وارتفعت أعمدة الدخان الكثيف، بلون بني، فوق جميع أنحاء أثينا تقريبا صباح اليوم الأربعاء، ومن المتوقع أن تصل درجة حرارة العاصمة اليونانية إلى 31 درجة مئوية. وتم إغلاق أجزاء من الطريق الرئيسي بين المدينة والمطار بسبب انخفاض مستوى الرؤية. حرائق البرتغال اندلع حريق غابات يوم 17 يوليو في منطقة موركا في شمال البرتغال وامتد صوب فيلا بوكا دي أجيار وكارازيدو دي مونتينيجرو. وألحق الحريق أضرارا بمساحة بلغت 14800 فدان، طبقا لبرنامج كوبرنيكوس لمراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي. وعُثر على زوجين مسنين ميتين داخل سيارة محترقة. كما اندلعت عدة حرائق غابات في السابع من يوليو تموز في منطقتي لايريا وسنتاريم في منطقة أوريم. واحترق أكثر من 7413.1 هكتار وأغلقت السلطات الطرق السريعة الرئيسية والطرق الجانبية في الوقت الذي تسببت فيه الرياح القوية في إعاقة فرق الإطفاء عن أداء عملها. وتم أيضا إغلاق أهم طريق سريع في البرتغال بسبب حريق آخر اندلع إلى الجنوب. Firefighters in France, Spain, Greece and the UK battled to contain massive wildfires, while Portugal reported more than 1,000 heatwave-related deaths https://t.co/yQ5vXsSyGX pic.twitter.com/0xrCaK51x1 — Reuters (@Reuters) July 20, 2022 حرائق إسبانيا اندلع حريق يوم 15 يونيو في إقليم زامورا بالبرتغال وساعدت على اشتعاله موجة حر حطمت الأرقام القياسية. وأحرقت ألسنة اللهب 61 ألف فدان على الأقل وتم إجلاء أكثر من 6000 شخص من 32 قرية في المنطقة. وأودى الحريق بحياة شخصين ولحقت بثلاثة آخرين إصابات خطيرة. كما اندلع حريق في الثامن من يونيو في إقليم ملقة على منحدرات جبل بوجيرا في سييرا بيرميجا. ودمر الحريق 8600 فدان من الغابات والأدغال، وتسبب في إجلاء ألفي شخص من بلدة بينافيس المجاورة. وبلغ الحريق مرحلة الاستقرار الآن. حرائق الولايات المتحدة اندلع حريق في الثامن من يوليو في جزء من متنزه يوسيميتي الوطني بولاية كاليفورنيا الذي يضم بعض أضخم وأقدم أشجار السيكويا العملاقة في العالم. والتهمت النيران 3772 فدانا بحسب تقرير نشره نظام المعلومات إنسي ويب حتى 13 يوليو تموز. ولم يصب أي من أشجار السيكويا المعروفة في يوسيميتي حتى 11 يوليو. حرائق كندا اندلع حريق يوم 14 يوليو بالقرب من قرية ليتون في كولومبيا. وهو أكبر حريق غابات في الإقليم حتى الآن هذا العام بحسب خدمة بي.سي. لحرائق الغابات. في اليوم التالي لاندلاع الحريق احترق نحو ألفي فدان. وأصدرت السلطات المحلية أوامر إجلاء لملاك عقارات قريبة من الحريق في حين طلبت من سكان محميات فيرست نيشن الرحيل عن المنطقة.
