اجتاحت آلاف الحرائق عددا من البلدان في مختلف القارات في شهر يوليو الجاري إثر ارتفاع بالغ في درجات الحرارة والجفاف, مما أدي إلي إجلاء مئات الآلاف من السكان في هذه البلدان, وإعلان حالات الطوارئ.فقد شهدت كل من إيطاليا, وجمهورية الجبل الأسود, والولايات المتحدةالأمريكيةوكندا والجزائر, وفرنسا, آلاف الحرائق التي لا يزال أكثرها مشتعلا وتستعصي السيطرة عليها.وتواصل درجات الحرارة في العالم, وفقا لقناة سكاي نيوزس ارتفاعها للعام الثالث علي التوالي في مثل هذا الوقت من العام, وتجاوزت الأربعين مئوية في العديد من المناطق في أوروبا, الأمر الذي أدي إلي اندلاع حرائق فيها. منذ أيام وتستمر حرائق الغابات في جنوب أوروبا خصوصا في البرتغالوفرنساوايطالياوكرواتيا حيث بلغت النيران ضاحية سبليت, ثاني مدن البلاد, فيما كشف نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي إيفيس بأن عدد الحرائق الكبيرة في إيطاليا قد زاد هذا العام علي خمسة أمثال الأعداد المسجلة في الأعوام الأخيرة. في كرواتيا, اندلعت عشرات الحرائق في منطقة سبليت علي الساحل الادرياتيكي, ودمرت حوالي4500 هكتار من غابات الصنوبر وبساتين الزيتون والأحراج. وبلغ الحريق ضاحية سبليت, ودمر عددا كبيرا من السيارات وأدي إلي إخلاء مركز تجاري. واندلعت النار في مكب عام للنفايات, وغرقت المدينة تحت سحابة دخان سوداء كثيفة. لكن أجهزة الإطفاء تمكنت من السيطرة علي الحريق. وفي مونتينيجرو المجاورة, أدي عدد كبير آخر من الحرائق إلي إجلاء حوالي مئة شخص كانوا يخيمون في شبه جزيرة لوستيكا, غرب البلاد, لكن الوضع تحسن أمس بعد تراجع الرياح, كما ذكرت السلطات. وكانت مونتينيجرو وجهت منذ يومين نداء للحصول علي المساعدة الدولية لمكافحة الحرائق. وأعلنت أجهزة الإغاثة المحلية السيطرة علي كل هذه الحرائق أمس. وفي البرتغال, أسفر اخطر حريق غابات في التاريخ الحديث للبلاد عن64 قتيلا و254 جريحا منذ نحو أسبوعين في منطقة بدروجاو جراندي الوسطي, وتطلبت ثلاثة حرائق كبيرة في الشمال, وحدها, استنفار1400 رجل إطفاء واثنتي عشرة طائرة ومروحية قاذفة للماء. وكافح مئات من رجال الإطفاء أيضا الحرائق في مانجولدي, قرب فيسو وفي منطقة جواردا. وشهدت هذه المناطق أحوالا جوية أفضل امس, ودرجات حرارة قصوي ستبقي دون30 درجة مئوية في مقابل ما يفوق35 درجة مئوية في الأيام السابقة.وفي ايطاليا, تواصلت الحرائق وقام رجال الإطفاء بحوالي1300 عملية تدخل خلال اليومين الماضيين علي امتداد الأراضي الايطالية. وتزايدت الحرائق أيضا في جنوبفرنسا بسبب الرياح والحرارة والجفاف, خصوصا في شمال مدينة نيس وجزيرة كورسيكا. وبالأمس كان اكثر من450 رجل إطفاء ما زالوا يحاولون إخماد حريق شمال نيس( جنوب شرق) اجتاح أكثر من100 هكتار لكنه لم يتوسع. كما تعرض حوالي200 هكتار من الغابات أمس الأول للتلف قرب بونيفاسيو في جنوب كورسيكا. وفي نهاية الأسبوع الماضي, أتت النيران علي800 هكتار قرب اكس- اون- بروفانس( جنوب شرق), وقد نجم هذا الحريق علي الأرجح عن عقب سيجارة لم ينطفئ. وفي جمهورية الجبل الأسود ذكرت وسائل إعلام رسمية أمس أن الحكومة طلبت من حلف شمال الأطلنطي( ناتو) إرسال طائرتين للمساعدة في جهود مكافحة حرائق الغابات المنتشرة في البلاد. وفي كندا, دفعت حرائق الغابات الهائلة في مقاطعة كولومبيا البريطانية في الغرب السلطات إلي القيام بعمليات إجلاء جديدة للسكان ما يرفع عدد المنكوبين إلي39 ألف شخص منذ أكثر من أسبوع, حسبما أعلن وزير الأمن العام الفيدرالي رالف جودال في مؤتمر صحفي بأنها اكبر عملية إجلاء للسكان في تاريخ كولومبيا البريطانية. فيما كشف المتحدث باسم ادارة مكافحة الحرائق في المقاطعة كيفن سكريبنيك انه تم حشد حوالي ثلاثة آلاف رجل إطفاء جاءوا من جميع أنحاء كندا ومئتي مروحية وطائرة لمكافحة اكثر من159 بؤرة بينها27 حريقا كبيرا.