النجوم الزاهرة.. فنون خزفية يبدعها باسل الحلوجى

بينما يحلم العديد من الأشخاص بالسفر إلى أمريكا للحصول على فرصة لتحقيق أحلامهم، عاد الفنان باسل الحلوجى من هناك بعد مرور أكثر من عشرين عامًا لتحقيق حلم عمره ثمانى سنوات، وهو صناعة الخزف.
عاد الفنان باسل الحلوجى إلى أرض الكنانة منذ أكثر من عام حاملًا معه شغفه بصناعة الخزف، وتاركًا خلفه وظيفته القديمة مدرسًا فى أرض الفرص.
ما الخزف؟
يعتبر الخزف من أقدم الفنون التى عرفها الإنسان، وهو عبارة عن فخار محروق يتم طلاؤه بطلاء زجاجى شفاف محروق فى الفرن ليصبح لونه لامعًا وشفافًا، وتتشابه عملية صناعة الخزف والفخار فى جميع الخطوات والمراحل باستثناء اختلاف واحد يكمن فى ما بعد مرحلة الحرق الأولى.
وتعتمد هذه الصناعة على الخامات المحلية المستخرجة من البيئة، وأول من أشار إلى هذه الصناعة باسم «الخزف» هو المقريزى فى كتابه «النجوم الزاهرة».
وفى أحد أحياء مصر القديمة، اتخذ الحلوجى استوديو للبدء فى مشروع «الخزف» الخاص تحت اسم «Ngm ceramics».. وعلى الرغم من أن الخزف الصينى يعتبر أشهر أنواع الخزف، إلا أن الحلوجى يفضل أن يستوحى تصاميمه من الأشكال الهندسية المتعلقة بالتراث العربى والمصرى والإسلامى، مثل أشكال المساجد والقصور القديمة.
أصول الخزف فى مصر
تعتبر صناعة الخزف من الصناعات القديمة فى مصر، التى تمتد جذورها إلى عهد الفراعنة، حيث تم العثور على مجموعة من «البلاط الخزفى» فى مقبرة «زوسر»، كما تم اكتشاف العديد من القطع الخزفية بمقبرة توت عنخ آمون، وازدهرت هذه الصناعة فى عهد الدولة الإسلامية فى القاهرة، خاصة فى عهد الدولة الفاطمية.
وعلى الرغم من أن الحلوجى واجه الكثير من الصعوبات أثناء تنفيذ مشروعه، إلا أن شغفه بتحقيق حلمه كان أقوى من هذه الصعوبات، لذلك دائمًا ما يستعين بالإنترنت للتغلب على المشكلات التى تواجهه.
وقال الحلوجى ل«أيقونة»، إن أبرز المشكلات التى واجهته هى قلة عدد الورش التعليمية التى تمارس هذه المهنة فى مصر، بالإضافة إلى عدم توافر المواد الخام المستخدمة فى صناعة الخزف فى مصر، لذلك فعند حاجته إلى أنواع معينة من «الطين» يلجأ للبحث والدراسة على الإنترنت ليصنعها.
كما أشار إلى أنه يستخدم الموارد المصرية فى صناعة الخزف ولا يلجأ إلى الخامات المستوردة إلا فى أضيق الحدود، والتى عادة ما تكون متوافرة فى مصر، بالإضافة إلى أنه يقوم بصناعة الألوان بنفسه، من خلال دمج المواد الكيميائية مع بعضها ليصل إلى درجة اللون المرغوب فيها.