أطفال السكرى يعانون من «الشكشكة».. مطالب بإدراج «مضخة الأنسولين» فى التأمين الصحى

يعانى الأمهات والآباء مع أطفالهم المصابين بالسكرى من النوع الأول، بسبب معاناة «الشكشكة» الناتجة عن قياس نسبة السكرى فى الدم، وتناول حقن الأنسولين بشكل متكرر، وبالتالى التعرض لألم «الوخز» سواء من جهاز القياس الذى يحتوى على سن لوخز الإصبع وتمرير الدم على الجهاز للقراءة، أو حقن الأنسولين مما قد يتسبب فى «تورم» أصابع اليد فى بعض الأحيان.
وقال الدكتور هشام حفناوى، رئيس معهد السكر الأسبق، إن عدد مرضى السكرى من النوع الأول فى مصر يتراوح بين 80 و100 ألف مصاب، نصفهم مقيد بالتأمين الصحى، وعدد مرضى السكرى بشكل عام فى مصر 10.9 مليون حسب إحصائيات الاتحاد الدولى للسكرى، مشيرًا إلى أن الطفل المصاب بمرض السكرى يصل عدد «الوخزات» التى يتعرض لها باليوم إلى 10 وخزات، وهو مجموع وخزات جهاز قياس نسبة السكر فى الدم، وهى 6 وخزات يومية بعد كل وجبة، مع وخز حقن الأنسولين وهى من 4 - 5 مرات يوميًا، أى حوالى أكثر من 300 وخزة «شكة» بالشهر الواحد، وعليه يتأثر الصغار نفسيًّا بسبب الألم المصاحب للوخز، ويؤدى بهم إلى الرفض التام لتناول جرعات الأنسولين.
ومن هنا جاء الحل فى توفير مضخة الأنسولين، وأكد الدكتور هشام الحفناوى أنها جهاز صغير يشبه الهاتف فى حجمه، يخرج منها «كانيولا» صغيرة، تثبت تحت الجلد، ومرفق معها حساس خاص بقراءة السكر، لا تسبب ألمًا فى تركيبها، وترحم الصغار من آلام الوخز، وتكمن وظيفتها فى ضخ الأنسولين القاعدى على مدار 24 ساعة، فبعد كل وجبة تساعد المضخة فى دفع نسبة من الأنسولين المتفق عليها، وتمنع ضخ الأنسولين فى حالة السكر المنخفض، وتضخ الأنسولين بنسب متفق عليها فى حالة ارتفاع نسبة السكر.
وأضاف أن المضخة تتميز بميزة خاصة وهى إطلاق صافرة إنذار إذا ارتفع الأنسولين بدرجة كبيرة عن المعتاد، تنبيهًا للأم، التى بعدها تقوم بإعطاء الطفل الجرعة اللازمة المتفق عليها مع الطبيب المعالج، وبالمثل تطلق ذات الصافرة إذا انخفض السكر بنسبة كبيرة، ومن جانبها تقوم الأم بإعطائه مغذيات سكرية، تجنبًا للدخول فى نوبات هبوط السكر.
كما أشار استشارى أمراض السكرى إلى أن المضخة تفيد مع الأطفال الذين يعانون من بعض المضاعفات، ويتناولون نسبة كبيرة من الأنسولين، بالإضافة إلى الأطفال الذين لا يستطيعون ضبط سكرهم مع وجباتهم، إذ يرغبون فى تناول الطعام أكثر من مرة.
وفى المقابل حدد «الحفناوى» بعضًا من عيوب المضخة، وهى أنها باهظة الثمن تبلغ تكلفتها من 150 - 160 ألف جنيه، وتحتاج شهريًا من 5- 6 آلاف جنيه ثمن قطع الغيار المرفقة، كما تتسبب أى حركة عنيفة من الطفل الذى يصعب السيطرة عليه، فى تحرك المضخة وخروجها من مكانها، دون شعور المصاب، ومن ثم تحدث مضاعفات كأن يرتفع السكر دون إدراك ذلك.
بدوره أعرب الدكتور أحمد السبعاوى، إخصائى الغدد الصماء بمعهد السكر، أن مرضى السكرى يمكنهم التحكم فى السكر من خلال تنظيم الأكل، وممارسة الرياضة، مع استخدام العلاج المناسب، والذى يتنوع بين الأقراص والأنسولين بأنواعه، والذى يتنوع طرق استخدامه ما بين السرنجات والأقلام، ومضخة الأنسولين، إلى بخاخ الأنسولين حديثًا.
وعليه أكد «السبعاوى» أن لمضخة الأنسولين أهمية قصوى فى متابعة نسبة الأنسولين، وضخ الأنسولين على مدار 24 ساعة، والحفاظ على الطفل من الدخول فى نوبات هبوط سكرى، هذا بالإضافة إلى حماية الطفل من تعرضه لوخزات يومية كثيرة، ولكنه حدد بعض الملاحظات التى لابد أن تؤخذ فى الاعتبار لمضخة الأنسولين، حيث تحتاج المضخة إلى إدخال المعلومات بشكل دورى لمواكبة الحالة الصحية للمريض، حتى تستطيع العمل بكفاءة، كما يجب الخضوع للتدريب للتعامل معها لتجنب الوقوع فى أخطاء تؤثر على جرعات الدواء اللازمة، وتحتاج المضخة إلى صيانة دورية للتأكد من سلامتها ودقتها.
وعن أهميتها أوضح «السبعاوى» أنها تغنى عن الاستخدام اليومى للحقن وما تسببه من ألم وإزعاج للمريض، وتجنب حدوث المضاعفات الخطيرة، لأنها تستطيع مراقبة مستويات السكر فى الدم بدقة، كما أنها تغنى عن إغفال تناول الجرعات العلاجية، فهى بالفعل مثبتة بالجسد وتقوم بعملها تلقائيًا، وتساعد فى إدارة ارتفاع نسبة السكر فى الدم فى الصباح الباكر، وتجعل القلق بشأن بعض الأطعمة يتلاشى، لأنها تعمل تلقائيًا مع تغير مستوى السكر جراء تناول الطعام، وتجعل ممارسة الرياضة تبدو أيسر لتحكمها فى الجلوكوز.
وطالبت شيماء العدوى، والدة شاب مصاب بالسكرى منذ الطفولة، ويبلغ من العمر الآن 17 عامًا، من خلال صفحة أنشأتها على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك تسمى (أطفالنا والسكر)، بضرورة إدراج مضخة الأنسولين، وجهاز قياس السكر بدون وخز للتأمين الصحى، إذ إنها عرضت الفكرة على وزيرة الصحة السابقة لكنهم مازالوا يدرسون الموضوع حتى الآن.