مضخة الأنسولين.. «بديل البنكرياس» لأطفال السكرى

فى خطوة مهمة لأطفال مرضى السكرى، اعتمد مستشفى الدمرداش للأطفال بجامعة عين شمس، تركيب مضخات الأنسولين، المتعارف عليها عالميا، بسعر مناسب، مع توفير الأنسولين الخاص بالمضخة بسعر مدعم، وذلك لأول مرة فى مستشفى جامعى داخل مصر، وهى الخطوة التى اعتبرتها الدكتورة إيمان منير، رئيس وحدة السكر والغدد الصماء بالمستشفى، مهمة للغاية لإنقاذ أرواح الآلاف من الأطفال وإراحتهم من معاناة «وخز إبر الأنسولين»، وتعد أشبه ب«بديل للبنكرياس» خارجيا، مستدركة أن المضخة بشكل عام يمكن تركيبها لأى مريض سكرى، فى أى سن، ولكن ما يتم دعمه داخل الجامعة هو للأطفال فقط، حتى سن 18 عاما.
وقالت إيمان ل«المصرى اليوم» إن تكلفة المضخة 85 ألف جنيه، ولكن يتم دعم تركيبها للأطفال داخل مستشفى جامعة عين شمس، ليصل ثمنها إلى نحو 32 ألف جنيه، مع دفع نحو 1750 جنيها شهريا لمستلزمات الجهاز، وقد تتفاوت هذه الأسعار وفقا لحالات الأطفال.
وأضافت: «مضخة الأنسولين تصلح لمرضى السكرى من جميع الأعمار ممن يعانون من النوع الأول، والذى يعتمد علاجهم على الأنسولين فقط وليس الأقراص، حيث يمكن تركيبها من عمر شهر دون حد أقصى، وتعتبر وسيلة إعطاء الأنسولين الأقرب للبنكرياس الطبيعى، لأنها تتميز بضخ الأنسولين بشكل متواصل ومنظم على مدار اليوم، مما يُؤْمِّن الاستقرار فى مستوى السكر فى الدم، وتعطى مطلق الحرية فى اختيار أوقات الأكل، وممارسة الرياضة»، موضحة أن الدراسات الطبية أكدت شعور المرضى بتحسن كبير فى جودة الحياة بعد استخدام مضخة الأنسولين وتجنب استخدام الحقن المؤلم باستمرار.
وتابعت: «بدأنا مشروع توفير مضخة الأنسولين لأطفال السكرى والمسجلين بالعيادة، والذين تنطبق عليهم بعض الشروط والمعايير الطبية والاجتماعية بأسعار مخفضة، حرصا على تقديم أفضل رعاية صحية لهم وتجنب حدوث مضاعفات مرض السكر»، لافتة إلى أن هناك نوعين من مضخة الأنسولين، الأول نوع يوجد به جهاز لقياس نسبة السكر وتكلفته تكون عالية، ونوع آخر بدون جهاز القياس فعندما يشعر المريض بانخفاض السكر أو ارتفاعه يأخذ جرعة إضافية، ولكن بصفة عامة المضخة مميزة جدا لمريض السكرى، خاصة الأطفال، الذين يهربون من حقنة الأنسولين، بسبب الوخز الذى يصل أحيانا إلى أكثر من 5 مرات، لأنها تضخ الأنسولين للجسم أوتوماتيكيا، أشبه بالبنكرياس داخل الجسم، ولا تسبب أى آثار جانبية لها، ولكن يفضل أخذ دورة تعليمية لمعرفة كيفية استخدام الجهاز قبل استعماله.
وشرحت الدكتورة إيمان منير، رئيس وحدة السكرى والغدد الصماء بمستشفى الأطفال بجامعة عين شمس، طبيعة مضخة الأنسولين، وقالت إنها عبارة عن أداة صغيرة مبرمجة، تحتوى على الأنسولين الذى يتم ضخه إلى الجسم لمرضى السكرى، عن طريق أنبوب يمتد من المضخة وينتهى بإبرة توضع تحت جلد البطن أو الأرداف، لتمد جسم مريض السكرى بشكل مستمر، وعلى كميات صغيرة بالأنسولين على مدار اليوم.
وأضافت: «الكثير من مرضى السكرى يستخدمون مضخة الأنسولين المدمجة مع جهاز استشعار، التى تراقب باستمرار مستويات السكر، وتعفى من أخذ الحقن عدة مرات فى اليوم، وتقوم بعملية تنبيه فى الوقت المناسب بواسطة صفير أو اهتزاز عند وجود مستويات غير طبيعية، من السكر فى الدم، وتعمل على منع حالات نقص السكر فى الدم والتى تشكل خطرا على الحياة، مما يسمح بنمط حياة نشط وسليم، لذا فإن مضخة الأنسولين تقضى على أهم المشاكل الرئيسية التى يواجهها مرضى السكرى، وهى ضرورة إجراء عدد كبير من فحوصات السكر يوميا لضبط جرعة الأنسولين، لمنع حدوث مضاعفات خطرة».