البنكرياس الصناعى هو الأمل الجديد الذى يعتمد عليه الأطباء اليوم ليقوم بإفراز الأنسولين استجابة للتغيرات فى مستوى السكر فى الدم، بطريقة مشابهة لعمل البنكرياس الطبيعى. ويجرى باحثو جامعة مونبلييه فى فرنسا، فى إطارالمشروع الأوروبى، آخر الاختبارات السريرية على الأشخاص الذين يعانون من السكر النوع الأول بمضخة أنسولين سواء بزرعها أو ارتدائها. فالبنكرياس الصناعى هو جهاز يتكون من أجهزة استشعار تحت الجلد ويقوم بقياس نسبة السكر بالدم بشكل مستمرعلى مدار اليوم، ومضخة الأنسولين مزودة بانبوب تحت الجلد يستطيع أن يكون حلقة الوصل بين أجهزة الاستشعار والمضخة تلقائيا، ويتم مراقبة عمل البنكرياس الصناعى عن طريق ربطه بهاتف ذكى، وهو ما يجعل المريض المصاب بداء السكرى من النوع الأول على دراية دائمة بمستوى السكر فى دمه. وقد قام الأطباء بتزويد عشرين بالغا بالبنكرياس الصناعى لمدة شهر، وهى أطول فترة اختبار للبنكرياس الصناعى حتى الآن، فوجدوا أنه يقوم بتحسين مستوى السكر فى الدم بنسبة 73% مقارنة بنسبة 53% عند استخدام أجهزة قياس مستوى الدم التقليدية. وسيتم البدء فى دراسة جديدة يعتمد فيها المرضى على البنكرياس الصناعى لمدة 6 أشهر، وإذا مضت الأمور كما هو مخطط لها فإن البنكرياس الصناعى سيتم تسويقه فى 2017. ويوضح الدكتور محمد رضا حلاوة أستاذ السكر والغدد الصماء والباطنة بجامعة عين شمس وعضو الجمعية الأمريكية للسكر، أن العلماء أوجدوا جهازا موصولا بمضخة الأنسولين لقياس السكر على مدار ال 24 ساعة مما يسمح بتغيير جرعات الأنسولين، مع إضافة نوع آخر من الهرمونات وهو الجلوكاجون، وهو أحد الهرمونات التى يفرزها البنكرياس، والذى يمنع انخفاض السكر فى الدم، والفكرة أن البنكرياس الصناعى لم يكن قادرا على قياس مستوى السكر فى الدم كما يفعل البنكرياس الطبيعى، لذا عكف العلماء على المعادلات الحسابية لقياس مستوى السكر لتحصل الاستجابة الأتوماتيكية بحيث تتوقف المضخة عن إفراز الأنسولين إذا انخفض معدل السكر فى الدم، حيث إن انخفاض السكر يؤدى إلى فقدان الوعى والغيبوبة، ويحدث ذلك خلال فترة الليل وهو ما يشكل مصدر قلق للآباء. ويضيف الدكتور حلاوة أن مضخة الأنسولين تستخدم فى مصر بصورة محدودة نظرا لارتفاع تكلفتها، ولدينا النوع الأمريكى والتايوانى، وهى عبارة عن حزام موصول بجهاز إفراز الأنسولين متصل بقسطرة صغيرة يتم تغيرها كل 3 أيام وهى تعفى مريض الأنسولين، وخاصة من الأطفال، من ألم الشك عند كل حقنة أنسولين. ولكن بصرف النظر عن التكلفة العالية التى قد تصل إلى 35 ألف جنيه والغيار الشهرى ب 3 آلاف جنيه، إلا أن هذا العلاج يشكل نقلة فى علاج مرضى السكر النوع الاول.