إخماد النيران فى برلمان جنوب إفريقيا بعد 24 ساعة من اشتعالها

نجحت فرق الإطفاء فى جنوب إفريقيا، أمس، فى السيطرة على الحريق المدمر الذى اندلع، أمس الأول، فى برلمان جنوب إفريقيا فى مدينة كيب تاون، ما أسفر عن تدمير جزء كبير من المبنى التاريخى، نظرًا لاستمرار النيران مشتعلة فى مقره أكثر من 24 ساعة، وكافح أكثر من 70 من رجال الإطفاء لساعات للسيطرة على الحريق، واستغرق الأمر حتى صباح أمس، حتى تم إعلان إخماد ألسنة النيران.
وقال الناطق باسم فرق الإطفاء، جيرماين كاريلسى: «تمت السيطرة على الحريق، ولايزال نحو 20 عنصرًا حول مقر البرلمان لأن النيران لاتزال مشتعلة فى أقدم جزء من المبنى الذى يضم كنوزًا، من بينها حوالى 4 آلاف قطعة فنية يعود بعضها إلى القرن ال17». وأفادت مصادر فى جنوب إفريقيا بأن الحريق لم يطل مكتبة البرلمان التى تضم مجموعة فريدة من الكتب. ولم يُعرف على الفور حجم الأضرار إلا أن حرم الجمعية الوطنية تم تدميره بالكامل، وقال كاريلسى: «يُرجح أن يكون الجزء الأكبر من الأضرار وقع فى المبنى الذى لن يكون من الممكن استخدامه لشهور»، وبحسب التحقيق الأولى، اندلع الحريق فى مكانين منفصلين، وأدى قطع إمدادات المياه إلى منع نظام الإطفاء الآلى من العمل بشكل صحيح.
وأوقفت الشرطة رجلًا يبلغ 49 عامًا داخل مجلس النواب، وواجه اتهامات ب«السطو وإضرام النار عمدًا»، وسيُحاكم بتهمة تهديد ممتلكات الدولة، بحسب ما أعلنت وحدة شرطة النخبة فى جنوب إفريقيا، وسيمثل أمام المحكمة اليوم.
من جانبه، قال الرئيس سيريل رامافوزا، من مكان الحادث: «يبدو أن نظام الإطفاء الآلى لم يعمل كما يُفترض»، وأكد أن «عمل البرلمان سيستمر».
وقال مسؤول خدمات الإنقاذ والحرائق فى المدينة، جان بيار سميث: «إن سطح المبنى القديم الذى يشمل الجمعية الوطنية انهار، ولم يبقَ منه شىء، وأصيب كل شىء بأضرار بالغة جراء الدخان والماء»، وقال النائب عن مقاطعة الكاب الغربية، بريت هيرون: «من المحزن رؤية جمعيتنا الوطنية على هذا النحو»، فيما أعرب البرلمانى السابق، مموسى ميمان، عن أسفه لوقوع «مأساة»، كما تضرر مبنى تاريخى يضم مجموعة قيمة من الكتب والنسخة الأصلية من النشيد الوطنى الأول المثير للجدل، والذى كان يُغنَّى خلال حقبة نظام الفصل العنصرى، ثم امتدت النيران لتلتهم أحدث أجزاء المبنى، وأظهرت صور جوية بثها التليفزيون ألسنة اللهب تتصاعد من فوق سطح المبنى المهيب بواجهته المبنية من الطوب الأحمر والأبيض.
واندلع الحريق قرابة الساعة الخامسة صباح أمس الأول، فى أقدم جناح بالمبنى الذى تم بناؤه فى عام 1884، ويضم قاعات مغطاة بخشب ثمين، وبُنيت الملحقات الأخيرة فى عشرينيات وثمانينيات القرن الماضى، وسبق أن شهد المبنى حريقًا تم احتواؤه بسرعة فى مارس الماضى، وبدأت النيران من أقدم أجنحة المقر.
وأشارت تقديرات إلى أن تكلفة إصلاح الأضرار التى خلفها حريق برلمان جنوب إفريقيا تُقدر بمئات الملايين من الدولارات، وقال جان-بيير سميث، مفوض الأمن فى كيب تاون: «سنحتاج إلى مئات الملايين، إن لم يكن مليارات الراندات»، وهى عملة جنوب إفريقيا، وتحدث عن أوجه قصور خطيرة ربما كان سببها ضعف الصيانة، وأوضح أنه لم يتم فصل التيار الكهربائى تلقائيًا، واستمرت أنظمة التهوية فى العمل، كما أنه لم يتم تفعيل نظام إنذار الحرائق إلا بعد وقت طويل.
ويتألف المبنى الضخم من 3 أجزاء، يضم أحدها الجمعية الوطنية، والثانى المجلس الوطنى للمقاطعات، المجلس الثانى فى البرلمان، والجزء التاريخى وهو الأقدم، حيث كان يجتمع البرلمانيون سابقًا. من المقرر أن يجتمع رئيسا المجلسين وأعضاء الحكومة خلال ساعات لتقييم الأضرار، بعد أن يتم رفع تقرير خلال 24 ساعة إلى رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامابوزا. وفى هذا المبنى الضخم، أعلن آخر رئيس فى عهد نظام الفصل العنصرى «الأبارتيد»، فريديريك دو كليرك، فى فبراير 1990، نهاية نظام الفصل العنصرى فى البلاد بحق الأقلية السوداء.