ختام «الحوار المصرى - الأمريكى»: تنسيق المواقف المشتركة وتفاهم حول القضايا الخلافية

أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، ونظيره الأمريكى أنتونى بلينكن، أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، وحددا مجالات مستهدفة لتعميق التعاون الثنائى والإقليمى، بما فى ذلك الشؤون الاقتصادية والتجارية، والتعليم، والموضوعات الثقافية، والشؤون القنصلية، وحقوق الإنسان، والعدالة وإنفاذ القانون، والدفاع والأمن، ومكافحة الإرهاب، كما اتفقا كذلك على أهمية إجراء الحوار الاستراتيجى المصرى- الأمريكى بشكل دورى.
وبحسب خبراء ومراقبين، فإن إعادة الحوار الاستراتيجى بين البلدين يعكس عودة اهتمام واشنطن بقضايا المنطقة بما تملكه من أوراق التأثير، فيما لاتزال القاهرة لاعبا إقليميا محوريا، ولاسيما من الناحية الأمنية، بداية من مكافحة الإرهاب العابر للحدود إلى ضبط قضايا أمن الطاقة وأمن الممرات الملاحية.
وانتهت جولة الحوار الاستراتيجى بين البلدين إلى إيجاد صيغة تفاهم حول القضايا الخلافية، لضمان تنسيق بعض المواقف المشتركة تجاه قضايا المنطقة، وهو ما أكدته الولايات المتحدة ومصر فى بيانهما المشترك الصادر فى ختام الجلسات، بالتزامهما الراسخ بالأمن القومى للبلدين والاستقرار فى الشرق الأوسط.
من جهتها، أشادت مصر بدور الولايات المتحدة فى التنمية الاقتصادية فى مصر، وبإمداد مصر بالمعدات الدفاعية، وكذا بالتعاون المشترك لتعزيز القدرات الدفاعية لمصر، وأعربت عن تقديرها لقيادة مصر فى التوسط لإيجاد حلول للنزاعات الإقليمية، ولاسيما لتعزيز السلام وإنهاء العنف فى غزة.
وجددت الولايات المتحدة تأكيد دعم الرئيس بايدن للأمن المائى لمصر.. ودعت الولايات المتحدة ومصر إلى استئناف المفاوضات حول اتفاقية بشأن سد النهضة وبرعاية رئيس الاتحاد الإفريقى، اتساقًا مع البيان الرئاسى الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى 15 سبتمبر 2021، واتفاق إعلان المبادئ لعام 2015.
وشدّدت الدولتان على أهمية إجراء الانتخابات فى ليبيا فى 24 ديسمبر، ودعمتا خطة عمل اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 + 5) لإخراج كافة القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة.
كما ناقش الجانبان، الأمريكى والمصرى، الأوضاع فى السودان، وتسوية النزاعات الإقليمية، والأزمات الإنسانية فى سوريا ولبنان واليمن، واتفقا على مواصلة المشاورات رفيعة المستوى حول قضايا الشرق الأوسط وإفريقيا. وأجرى الجانبان حوارًا بناءً حول حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما فى ذلك الحقوق المدنية والسياسية وحرية التعبير ومكافحة العنصرية وتمكين المرأة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما شَمِل الحوار موضوعات حقوق الإنسان فى المحافل متعددة الأطراف.
هذا ورحبت مصر بانتخاب الولايات المتحدة بمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.. ورحبت الولايات المتحدة بالاستراتيجية الوطنية المصرية لحقوق الإنسان وكذلك بالخطط الوطنية لتعزيز حقوق الإنسان فى البلاد بالتعاون مع المجتمع المدنى. وقد اتفق الجانبان على مواصلة الحوار حول حقوق الإنسان. وأعادت الولايات المتحدة ومصر تأكيد التزامهما بالتعاون الثنائى فى مجال الدفاع من أجل مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، بما فى ذلك مجالات مكافحة الإرهاب.
فى سياق موازٍ، عقد وزير الخارجية، أمس الأول، اجتماعًا مع عدد من ممثلى المنظمات اليهودية الأمريكية، وذلك خلال زيارته الحالية إلى واشنطن.
وتناول اللقاء عمق العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ورؤية مصر تجاه أبرز قضايا المنطقة، بالإضافة إلى تحرك مصر الدؤوب لإحياء مسار السلام سعيًا نحو تحقيق السلام الشامل ودعم ركائز الأمن والاستقرار فى المنطقة.
وأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أهمية عقد جلسات الحوار الاستراتيجى المصرى- الأمريكى، مشيرا إلى أن استئناف جلسات الحوار بعد انقطاع منذ عام 2015 يدل على أن الإدارة الأمريكية الحالية لديها الرغبة فى تنشيط علاقاتها مع مصر، خاصة أنها وجدت مصر نقطة استقرار فى المنطقة من ناحية، ودورها رئيسيا فى حل قضايا المنطقة من ناحية أخرى.
ولفت إلى أن جلسات الحوار الاستراتيجى تناولت ملفين أساسيين، على رأسهما ملف العلاقات الثنائية والتعاون بين مصر فى المجالات الاقتصادية والتعليمية والتعاون بين البلدين فى المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب الدولى وسبل مواجهة الفكر المتطرف.
ونوه «حسن» بأن قضية سد النهضة تم بحثها خلال الحوار، وتأثير ما يحدث فى إثيوبيا من حرب أهلية على استئناف عملية التفاوض. وقال: «بالرغم من أن هناك تفهما أمريكيا لاحتياجات مصر المائية وكيفية المحافظة على حصة مصر من مياه النيل، إلا أنه من غير الواضح أن واشنطن تقوم بالضغط على إثيوبيا لإبداء حسن النية والدخول فى مفاوضات جادة تفضى إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة».
وتطرقت جلسات الحوار إلى الملفات الإقليمية، على رأسها الأزمة الليبية واستعدادات إجراء الانتخابات الليبية ديسمبر المقبل، وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وأوضح أن الحوار تطرق إلى الأزمة السورية، خاصة أنه آن الأوان لحلها، لافتا إلى أن الوضع فى السودان أخذ حيزا كبيرا من التشاور خلال جلسات الحوار.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن القضية الفلسطينية أخذت حيزا كبيرا خلال جلسات الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى، إضافة إلى الوضع فى لبنان.