«الباقى منه سندوتش وشبشب».. مصرع طفل سقط من أسانسير ب«الدقهلية»

ترك يد شقيقه الأكبر مُصرًّا على أن يعود لمنزله وحضن أمه بمفرده، لكن لم يمهله القدر لتذهب روحه البريئة لخالقها، ويُكتب اسمه فى قوائم ضحايا الإهمال. «محمد أحمد حسين صالح»، أكمل عامه الحادى عشر منذ أيام قليلة، وقبل أن تفرح والدته بعامه الجديد، لقى مصرعه إثر حادث سقوط من الأسانسير بالدور السادس بحى الأشجار بالمنصورة، فتهشم رأسه وتكسرت عظامه وتسقط أمه مغشيا عليها بعدما رأت جثته فى بئر الأسانسير ولم يتبق من متعلقاته سوى «سندوتش وشبشب»، نتيجة توغل الإهمال والفساد فى المحليات التى تركت أبراجًا مخالفة تُبنى وأسانسيرات غير مطابقة للمواصفات تعمل ليل نهار فكانت الضريبة حياة الطفل.
بدأت الواقعة بتلقى اللواء سيد سلطان، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء إيهاب عطية، مدير المباحث، بورود بلاغ لقسم أول المنصورة بسقوط طفل من الأسانسير بالدور السادس بمنطقة حى الأشجار ووفاته. انتقل المقدم أحمد شبانة، رئيس مباحث قسم أول، وضباط المباحث، وسيارة الإسعاف، إلى مكان البلاغ، وتبين مصرع الطفل «محمد أحمد صالح حسين»، 11 سنة، نتيجة سقوطه من الأسانسير بالدور السادس والذى تعطل به فجأة.
وتبين من المعاينة أن العقار محل الواقعة مخالف وتم توصيل المياه له بممارسة وليس بعدادات، كما أن الأسانسير لا يوجد به باب داخلى ولا يوجد سوى الباب الرئيسى بالأدوار، كما أن عتبة الأسانسير ضعيفة ومكسورة، وهى التى تسببت فى سقوط الطفل بين الأسانسير والجدار ولا يوجد عقد للصيانة.
شقيقه الأكبر «عمر أحمد حسين»، 19 سنة، يقول: «أخويا محمد هو آخر العنقود، وإحنا نقلنا فى البرج ده من 27 يوم فقط، وكان فرحان جدا، ويوم الحادث ماما طلبت منى بعض الطلبات للبيت وسندوتشات، فمحمد قاللى هاجى معاك، وفعلا خرجنا واشتريت له السندوتشات، وقاللى هيرجع لوحده وأنا هفضل مع أصحابى، وبعد ربع ساعة بالظبط لقيت تليفون من ماما بتصرخ وبتقولى أخوك وقع من الأسانسير.. الحقنا».
يبكى: «خلال 10 دقائق بس كنت هناك، ولقيتهم مش عارفين يفتحوا الأسانسير وماما بتصرخ والجيران، وبحثنا عن محمد فى الأدوار كلها وكان الأسانسير متعلق بين دورين، ففتحنا الباب بمفتاح الأمان اللى مع حارس العقار ولم نجده، لكن للأسف لقيت كيس السندوتشات وشبشب يخص محمد، فعرفت ان أخويا كان فعلا فى الأسانسير».
وأضاف متأثرا: «نزلت جرى للدور الأرضى وفتحنا الباب بمفتاح الأمان، ولقيت محمد أخويا غرقان فى دمه فى بير الأسانسير نزلت وشيلته، لقيت كل عظامه متكسرة ورأسه مكسور وقاطع النفس، خرجته والدم غرق السلم، وطلبنا الإسعاف، لكن رفض يشيله وقال إنه مات ولازم ننتظر الشرطة تعاين وتعمل محضر».
وانهار قائلا: «أخويا الصغير آخر العنقود مات فى لحظة علشان إهمال صاحب البرج اللى حتى الآن لا يرد علينا وهرب، مش مهتم إنه قتل أخويا وحرمنا منه».وطالب السكان وأسرة الطفل بالقصاص ومحاكمة صاحب العقار محل الواقعة، لتورطه فى قتل طفل بسبب الإهمال والمخالفات الجسيمة بالأسانسير والعمارة.