وصول مركب الملك خوفو الأول إلى المتحف المصرى الكبير

استقبل المتحف المصرى الكبير، فجر أمس، مركب الملك خوفو الأول، وذلك بعد 48 ساعة من بدء عملية نقله من مكان عرضه بمنطقة آثار الهرم إلى المتحف المصرى الكبير.
ويهدف مشروع نقل مركب خوفو الأول إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوى، مصنوع من الخشب، فى التاريخ الإنسانى، وهو مركب خوفو الأول الذى يبلغ عمره أكثر من 4600 عام، وعرضه بطريقة لائقة تتناسب مع أهميته بالمتحف المصرى الكبير.
وأوضح اللواء عاطف مفتاح، المُشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة به، أن عملية نقل مركب خوفو الأول تعد من أهم المشروعات الهندسية الأثرية المعقدة والفريدة، مشيرًا إلى أن عملية نقل المركب تمت بدقة شديدة مع ضمان سبل الحماية للمركب والذى تم نقله كقطعة واحدة داخل هيكل معدنى وتم رفعه إلى العربة الذكية آلية التحكم عن بعد والتى تم استقدامها خصيصًا لهذا الغرض من الخارج، ليستقر المركب فى موقعه الجديد فى مبنى متحف مراكب خوفو بالمتحف المصرى الكبير.
وأكد الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن عملية نقل مركب خوفو جاءت بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، وفقًا لقانون حماية الآثار، للحفاظ على المركب الذى كان معروضًا فى متحف باسمه تم بناؤه فى الموقع الذى اكتشف فيه عام 1954 عند الضلع الجنوبى للهرم الأكبر بمنطقة آثار الهرم والذى ظل على مدار عقود يشوه المنظر الجمالى للهرم الأكبر، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة، غير أن وسائل العرض والحفاظ على المركب به لا تواكب أساليب وطرق العرض الحديثة والمتطورة، فكان لابد من نقله للحفاظ عليه للأجيال القادمة.
وتابع أن الأعمال التحضيرية لتنفيذ مشروع النقل تمت على يد لجان هندسية أثرية رفيعة المستوى بالتعاون مع جهات علمية محلية ودولية مع الالتزام التام بضرورة تأمين المركب وعدم تعرضه لأية مخاطر أثناء عملية النقل.
وقال الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الأثرية بالمتحف المصرى الكبير، إنه قبل عملية النقل تم عمل مسح رادارى للأرض الصخرية تحت مبنى المتحف القديم بمنطقة آثار الهرم حتى الطريق الأسفلتى فى الجهة الشرقية للتأكد من قدرتها على تحمل الأوزان والممرات التى تمت إقامتها لتأهيل المبنى والمركب للنقل.
وأشار إلى أن هناك فريقًا من مرممى مركز ترميم المتحف المصرى الكبير والمجلس الأعلى للآثار أجروا مسحًا بأشعة الليزر للمركب لتوثيق أدق تفاصيله وتغليفه استعدادًا للنقل، وبالتوازى مع ذلك، تم تصميم وتصنيع الهيكل المعدنى حول المركب، وإقامة شدادات وسقالات معدنية خارج وداخل المبنى لتدعيمه.
وأشار الدكتور مجدى شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والأثار ل«المصرى اليوم»، أن المركب تم اكتشافه عام 1954 بالجانب الجنوبى من الهرم الأكبر وكان موجودًا فى صورة 1214 قطعة مفككة وبها الحبال الخاصة بالمركب.
وأوضح كبير الأثريين أن الحاج أحمد يوسف وهو مرمم، هو من قام بجمع المركب وإعادة تركيبه إلى الشكل الأصلى له، لافتا إلى أن عملية التجميع استلهمها من الرسوم التى توجد على المقابر المصرية القديمة إلى جانب أن الرجل قام بزيارة مدينة دمياط والعمل بها فى صناعة المراكب.
وتابع أن عملية تجميع المركب وإعادة بنائه كانت صعبة للغاية لأنه كان مجمعًا من خلال «العاشق والمعشوق».
وأشار «شاكر» إلى أن هناك فريقًا من الأثريين والمرممين ومؤسسة الجايكا يقوم بتجميع مركب خوفو الثانى مستعينين بعمل أحمد يوسف المرمم المصرى الذى استطاع تجميع مركب خوفو الأول، ولفت إلى أن مراكب الشمس كان يتم تفكيكها باعتبارها إحدى الأدوات التى سيستخدمها الملك فى العالم الآخر، ولا يجوز أن يستخدمها غيره وهذا هو السبب فى تفكيك المركب، ودفنه بهذا الشكل حيث كان المصرى القديم يقوم بترقيم قطع المركب بترتيب معين حتى يتم جمعها من جديد ليستخدمها الملك عند البعث.
جدير بالذكر أن المتحف المصرى الكبير سينظم خلال الأيام القليلة المقبلة مؤتمرًا لوسائل الإعلام المختلفة حول تفاصيل نقل مركب خوفو الأول من مكان عرضه بمنطقة آثار الهرم إلى المتحف المصرى الكبير.