أعمال عنف وسلب رفضا لسجن رئيس جنوب إفريقيا السابق

أعلنت المحكمة الدستورية، أعلى هيئة قضائية في جنوب إفريقيا، أنها ستعيد دراسة الحكم بالسجن 15 شهرا مع النفاذ الصادر بحق رئيس البلاد السابق، جاكوب زوما بتهمة تحقير القضاء، بعد اندلاع أعمال عنف واسعة راح ضحيتها 5 أشخاص وعشرات المصابين، وانتشار السلب والنهب واعتقال 60 شخصا، في احتجاجات رافضة لحكم السجن بحق «زوما».
وكان محامو زوما كتبوا إلى المحكمة العليا لطلب تعليق قرار توقيفه، بانتظار أن تبت المحاكم في قرار سجنه، أو حتى أن تدرس المحكمة الدستورية طلب مراجعة إدانة الرئيس السابق، وكان زوما، 79 عاما، سلم نفسه، مساء الأربعاء الماضى، وأودع سجن «إستكورنت» حديث النشأة. وقالت محكمة بيترماريتسبرج إن حجج زوما حول تقدمه بالسن والمخاطر على صحته من احتمال الإصابة بوباء كوفيد- 19، «غير مدعومة»، وقالت هذه المحكمة إنها غير مختصة في الطعن بالحكم الصادر عن أعلى هيئة قضائية لكنها نددت ب«التهور القضائى» لمحامى الدفاع عن زوما الذي أفلت من القضاء لفترة طويلة. وقبل هذا القرار، كانت المحكمة الدستورية وافقت على حجج زوما وحددت جلسة للنظر فيها، أمس، قبل أعمل النهب وإضرام النار في مناطق قبيلة الزولو، وفى جوهانسبرج، احتجاجا على دخول زوما السجن، وتتواصل أعمال النهب والتخريب لليوم الرابع على التوالي.
ومن المقرر أن يعرض محامو الرئيس السابق الذي أزيح عن السلطة عام 2018 بسبب فضائح فساد، الحجج المتعلقة بحالته الصحية، ويمكن لزوما كأى سجين آخر أن يحصل على إطلاق سراح مشروط بعد قضائه ربع عقوبته أي بعد 4 أشهر، ولكنه لا يحظى بأى «معاملة تفضيلية» في السجن «حيث يعامل كأى سجين آخر دون حرس أو أمن خاص» بحسب ما أعلن وزير العدل الجنوب إفريقى، رونالد لامولا. وتعرضت متاجر للنهب وأُغلق المحتجون طريقا سريعا وخرج محتجون يلوحون بالعصى في جوهانسبرج، المركز الاقتصادى لجنوب إفريقيا، مع اتساع نطاق العنف عقب سجن زوما، في حين شهد إقليم كوازولو ناتال، مسقط رأس زوما، القدر الأكبر من أعمال العنف.
وقالت الشرطة إن بعض العناصر الإجرامية تستغل الغضب الذي يشعر به البعض من سجن زوما للسرقة، وحذرت هيئة المخابرات الوطنية من أن المحرضين على العنف قد يواجهون اتهامات جنائية، وذكرت شرطة جوهانسبرج أن بلاغات وردتها بشأن إطلاق أعيرة نارية على السيارات. وقال رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامابوسا، إنه لا يوجد مبرر للعنف، وإن الاضطرابات «تضر بجهودنا لإعادة بناء الاقتصاد».
وأضاف: «فى حين يوجد أشخاص تعرضوا للأذى أو أناس غاضبون، فإنه لا يوجد أي مبرر لمثل هذه الأعمال العنيفة والمدمرة والتخريبية»، واعتبر الرئيس الجنوب إفريقى أن الحكم على زوما وتنفيذه اختبار لقدرة الدولة على تطبيق القانون بعدالة، بعد انتهاء الفصل العنصرى حتى على ساسة ذوى نفوذ بعد 27 عاما من تمكن المؤتمر الوطنى الإفريقى من الإطاحة بحكام الأقلية البيضاء وبدء الديمقراطية. لكن سجن زوما أغضب مؤيديه وكشف انقسامات داخل الحزب.