فى انتظار «فينجادا»

لا تزال الكرة المصرية فى انتظار نيلو فينجادا، الذى تم تعيينه الشهر الماضى مديرًا فنيًا للاتحاد المصرى لكرة القدم.. وظيفة يتم تحديد مرتبها، لكن لا أحد يهتم بتحديد تفاصيلها ومهامها وشروطها ولوازمها.. وتعاقد الاتحاد المصرى مع المدرب البرتغالى لشغل هذه الوظيفة مقابل مليون جنيه شهريًا، وإن كان أحمد مجاهد، رئيس الاتحاد، يؤكد أن المرتب أقل من هذا الرقم.. وبعد إتمام التعاقد.. تم الاتفاق على سفر «فينجادا» إلى البرتغال ليعود إلى القاهرة ويبدأ مهمته فى أول شهر مايو الحالى.. وهو ما يعنى أن «فينجادا» يشغل رسميًا هذه الوظيفة منذ عشرة أيام..
وبالتأكيد هى فترة لا يمكن الاستناد إليها للحكم على الرجل ووظيفته الجديدة.. وحتى لو انتظرنا مائة أو ألف يوم.. فلن نستطيع أيضًا الحكم على «فينجادا» لأننا لم نعرف أولًا ما دوره بالتحديد وما المهام المطلوبة منه حتى نستطيع معرفة هل نجح فى القيام بها أم لا مثل كل مَن سبقوه فى نفس المنصب.. ونتيجة لذلك لا نعرف أيضًا هل «فينجادا» هو الرجل المناسب لهذه الوظيفة ويملك المؤهلات والشروط اللازمة لها أم لا.. كما أننا لا نعرف ما حدود «فينجادا» وفقًا لوظيفته الرسمية داخل اتحاد الكرة.. هل يملك حق مناقشة حسام البدرى بشأن المنتخب الأول أو شوقى غريب بشأن المنتخب الأوليمبى.. هل يملك «فينجادا» أيضًا سلطة وضع التصور لمسابقات الشباب والناشئين والكرة النسائية والشاطئية أم أن ذلك من اختصاص مجلس إدارة الاتحاد، الذى لن يتنازل عنه حتى لمدير اختاره نفس الاتحاد؟.. ومن الواضح أن «فينجادا» لن يقوم بأى عمل حقيقى كمدير فنى للاتحاد، وإن كنت أتمنى أن أكون مخطئًا، ونرى إضافات كروية حقيقية ل«فينجادا»، صاحب التاريخ الطويل مع الأندية والمنتخبات.. ولا أزال أذكر حوارًا طويلًا أجريته مع «فينجادا» منذ سنوات.. وفى هذا الحوار المنشور قال لى «فينجادا» إن تدريب أى منتخب عربى هو أسهل وأجمل وظيفة فى العالم، حيث يتقاضى مرتبًا شهريًا ضخمًا مقابل قيادة المنتخب عدة مباريات فى السنة وقليل من معسكرات الإعداد.. وقال لى ضاحكًا إنه حين تعاقد لتدريب أحد المنتخبات العربية قضى ثلاثة أسابيع فى الفندق مع زوجته دون أى عمل.. وساوره القلق هو وزوجته بشأن المرتب إلى أن طمأنه مسؤولو الاتحاد بأن مرتبه مستمر دون أى شروط.