جولة أفريقية لوزير الخارجية لشرح موقف مصر من سد النهضة

بدأت القاهرة تحركات مكثفة فى عدد من العواصم الإفريقية لشرح وجهة نظر مصر فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة الإثيوبى، بعد وصولها إلى طريق مسدود، نظرًا لتعنت «أديس أبابا» ورفضها أى مقترحات من جانب «مصر والسودان»، بهدف التوصّل لاتفاق قانونى مُلزم فيما يتعلق بقواعد الملء والتشغيل.
وسلّم سامح شكرى، وزير الخارجية، رئيس جمهورية كينيا، أوهورو كينياتا، رسالة موجّهة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بشأن وضع المفاوضات حول سد النهضة والموقف المصرى، وذلك خلال لقاءٍ معه فى مستهل جولته الإفريقية لعدد من دول القارة.
وقال السفير أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن «شكرى» حرص خلال اللقاء على استعراض مجريات اجتماعات «كينشاسا» الأخيرة التى استضافتها جمهورية الكونغو الديمقراطية يومى 4 و5 إبريل الجارى، والتى شاركت فيها مصر بإرادة سياسية صادقة، بهدف الاتفاق على إطلاق مسار تفاوضى جاد يسفر عن اتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، ويحفظ حقوق الدول ال3 ويحقق مصالحها المشتركة، معربًا عن تطلع مصر إلى العمل مع الدول والأطراف المعنية لإيجاد حل لهذه الأزمة والتوصل لاتفاق، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة.
وتناول اللقاء كذلك العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شدد وزير الخارجية على عمق العلاقات المصرية الكينية، وثمن الإرادة السياسية القائمة لدى الجانبين لتطويرها واستغلال ما تشهده حاليًا من زخم، مؤكدًا فى هذا الإطار اهتمام مصر بدعم المشروعات التنموية فى كينيا، وذلك فى المجالات التى تمثل أولوية لدى الجانب الكينى.
من جانبه، أشار هانى رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات لشؤون السودان وحوض النيل، ل«المصرى اليوم»، إلى أن جولة وزير الخارجية فى عدد من دول إفريقيا تأتى فى إطار الجهود التى تبذلها مصر على المستويين الإقليمى والدولى، بهدف شرح وجهة نظر مصر وموقفها من أزمة السد الإثيوبى، وشرح لماذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود بعد 10 سنوات من الصبر الطويل وإبداء المرونة الفائقة سعيًا وراء الوصول إلى حل متوازن يحقق مصالح شعوب الدول الثلاث.
وأضاف «رسلان» أنه نظرًا لأن هذه الأزمة بها الكثير من التفاصيل الفنية، فإن الكثيرين يحتاجون لشرح طبيعة ودرجة المخاطر التى تتعرض لها مصر نتيجة إصرار إثيوبيا على التعنت الشديد والتصرف الأحادى، بما يعنى أنها تعتبر نهر النيل الأزرق ملكيتها الخاصة، ولا تعبأ بإلحاق الضرر بنحو 150 مليون شخص فى الدولتين- أسفل المجرى.
واعتبر «رسلان» أهمية مثل هذه الجولة فى أن إثيوبيا تردد الكثير من المغالطات بتكرار الحديث عن رفضها الاتفاقيات الاستعمارية أو بإقحام قضية تقاسم المياه وأيضًا باستدعاء كل دول حوض النيل لإجراء هذا التقاسم، وأكد أن المفاوضات تتعلق فقط بملء وتشغيل السد، وليس لها علاقة على الإطلاق بكل ما تذكره إثيوبيا ومحاولة التشويش على عملية التفاوض، ورفضها أى وساطة، وكل ذلك تستخدمه كذرائع للتغطية على موقفها، بالادّعاء بأنها مالكة للنهر تتصرف فيه كما تشاء.
وحول ما إذا كانت الجولة الإفريقية لوزير الخارجية محاولة مصرية للرد العملى على ادّعاءات إثيوبيا «بتصوير التفاوض حول سد النهضة على أنه مفاوضات بين العرب والأفارقة»، أوضح «رسلان» أن الجولة تُعد جزءًا من هذا، لأن إثيوبيا تسعى طوال الوقت لاصطناع مواجهات كاذبة لاستدرار العطف الإفريقى وتدعيم موقفها العدوانى، كما تستغل وجود مقر الاتحاد الإفريقى لديها أسوأ استغلال، كى تروج لمثل هذه المقولات التى تلحق أكبر الضرر بالاتحاد الإفريقى نفسه كمؤسسة، وتستغله كأداة لتحقيق أهدافها الذاتية.