دبت فوضى دامية فى مبنى الكونجرس الأمريكى (الكابيتول هيل) عندما داهمت مجموعة من الغوغاء من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قوة الشرطة التى تحمى مقر الكونجرس، فيما وصفه مسؤولون عن إنفاذ القانون بأنه «فشل كارثى فى الاستعداد للاحتجاجات»، وقالوا إن حصار الكونجرس يمثل واحدة من أخطر الثغرات الأمنية فى التاريخ الأمريكى الحديث، إذ حوّل واحدًا من أبرز رموز السلطة الأمريكية إلى بؤرة للعنف السياسى.. وبحسب تقرير لوكالة «رويترز»، قال المسؤولون إن التخطيط والاستعداد للاحتجاجات كان أقل بكثير مما يعد لمهمة حماية الجلسة المشتركة لمجلسى الكونجرس للمصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية، وحدثت الثغرة رغم علامات تحذيرية صارخة على احتمال وقوع أعمال عنف لأنصار ترامب المتشددين بعد أن ألهبت مشاعرهم مزاعمه بسرقة الانتخابات وأمله فى عرقلة تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وتتولى حماية الكونجرس وحَرَمه الواقع على 126 فدانًا قوة مؤلفة من 2000 فرد، ولأسباب غير واضحة لم تصل أفرع أخرى من أجهزة الأمن الاتحادية قبل محاصرة واقتحام المبنى، وذلك رغم صدور تحذيرات من تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعى بأن احتجاجات مؤيدة لترامب قد تتطور إلى أعمال عنف. وقال مسؤول كبير إنه رغم المخاطر لم تطلب قوة شرطة الكابيتول دعمًا مسبقًا من الأجهزة الاتحادية الأخرى، مثل وزارة الأمن الداخلى، ولم تتم تعبئة تعزيزات الحرس الوطنى التى استدعاها رئيس بلدية المدينة لأكثر من ساعة بعد أن اخترق المحتجون الحواجز الأمنية. وقال تيرانس جينر، قائد شرطة الكابيتول السابق، إن العديد من النوافذ والأبواب فى المجمع الذى يعود للقرن التاسع عشر يتعذر الدفاع عنها، وأضاف «جينر»: «يجب حدوث محاسبة كاملة». ومع تدفق المشاغبين الذين تجولوا بحرية عبر القاعات التاريخية من شرفة لأخرى، نهب بعضهم مكتب نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب، وجلس آخرون على مقعد رئيس مجلس الشيوخ، والتقطت صورة لمشاغب يرفع علم القوات الكونفيدرالية فى الحرب الأهلية الأمريكية داخل الكونجرس. وأرجع نواب الفشل الأمنى التاريخى إلى عدم الاستعداد للحدث، وقال النائب الديمقراطى فيسنت جونزاليس: «أعتقد أن الشرطة أدت مهمة رائعة فى ظل الظروف.. لكن من الواضح أنه لم يحدث تخطيط كاف». وحاول عدد من النواب الديمقراطيين الضغط على الأجهزة الحكومية للحصول على معلومات عن التهديدات والتصدى لها، وقال مصدر فى الكونجرس: «لم يظهر أى مؤشر على أن أحدا يجمع معلومات جادة عن احتمال وقوع اضطرابات أو يخطط للتصدى لها»، وقال مسؤول كبير بأجهزة إنفاذ القانون: «إنه ذُهل لأن شرطة الكابيتول لم تستعد، ولم يكن يجب أن يحدث ما حدث». منذ سنوات، صدرت تقارير عن تحديات تأمين الكابيتول، وقال «جينر» إنه اقترح فى 2013 إنشاء سياج بوابة الكابيتول، وإن الاقتراح لم ينفذ لأن النواب أرادوا الحفاظ على حق الشعب فى الوصول للكونجرس، ورفضوا أن يبدو المجمع وكأنه حصن. وقال مسؤولان أمريكيان إن مسؤولى العاصمة كانوا يأملون تفادى أن يكون الرد عسكريا على الاحتجاجات، خشية تكرار مشاهد الرد العنيف من الشرطة على المظاهرات المناهضة للعنصرية، وأوضحا: «من غير الواضح سبب تأخر قوة شرطة المدينة فى الوصول إلى مبنى الكابيتول». وقال الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، إن اقتحام الكونجرس «مُخزٍ»، ولكنه «ليس مفاجئا، التاريخ سيتذكر أعمال العنف فى الكابيتول بتحريض من رئيس كذب بلا هوادة بشأن نتيجة الانتخابات، باعتبارها لحظة خزى وعار على بلدنا». واعتبر الرئيس الأسبق، جورج بوش الابن، أن ما حدث يليق ب«جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديمقراطية». وقال الرئيس الأمريكى الأسبق، بيل كلينتون، إن الهجوم على الكونجرس غذته «4 سنوات من السياسات المسمومة والتضليل المتعمد»، وإن ما حدث «اعتداء غير مسبوق على المؤسسات الأمريكية».