جلست على ذلك الكرسى المواجه لتمثال سعد باشا لأستمتع بنسائم تهب من البحر ساعة عصارى فتداعب وجه الإسكندرية، نسمات تحمل معها رائحة اليود الذى يجلى أحزان الصدور.. سمعت على مقربة منى سائحين يستوقفان شاباً مصرياً بهى الطلعة ويسألانه عن اسم صاحب التمثال الشامخ.. فرد بود وترحاب شديدين اسمه سعد زغلول.. فقال أحدهم لابد أن الرجل كان مهماً ليصنع له مثل هذا التمثال المهيب، ماذا كان يعمل؟ فنظر الشاب للتمثال برهة ثم قال إنه كان ممثلا مشهورا! وعرفت من الشاب بعد ذلك أن لغته الإنجليزية لم تسعفه لأن يشرح لهما أنه زعيم سياسى مصرى تخطت شعبيته الآفاق، فلم يحظ أى زعيم مصرى بشعبية كالتى حظى بها سعد زغلول، حتى لقب بزعيم الأمة، وأطلق على بيته «بيت الأمة» وعلى زوجته صفية أم المصريين.. كما أقامت له الحكومة تمثالين أحدهما فى القاهرة والآخر فى الإسكندرية المهم هنا ليس موقف الشاب ولكن السؤال المهم هو هل عجزت الجهات المسؤولة «المحافظة» أو وزارة السياحة أن تضع أسفل التمثال لوحاً رخامياً به نبذة مختصرة عن هذا الزعيم مكتوبة بعدة لغات؟ مجرد سؤال!!