حكاية باولو روسي مع كأس العالم 1982.. «من العار إلى البطولة»

توفي فجر اليوم الخميس، أسطورة المنتخب الإيطالي باولو روسي، عن عمر ناهز 64 عاما، وساهم «روسي» في تتويج الأزوري باللقب الثالث في كأس العالم عام 1982 في أسبانيا.
ونستعرض في السطور التالية أبرز المحطات في حياة النجم الراحل:
بدايات اللاعب الكروية
ولد ابن مدينة براتو بإقليم توسكانا في إيطاليا، عام 1956، وبدا مسيرته الاحترافية، في أحد الفرق الصغيرة في مدينة فلورنسا، وفي السادسة عشر من عمره انضم لفريق يوفتنوس، في الفترة بين 1973 إلى 1975، ولم يكن له حضور مميز.
ثم انتقل إلى نادي في الدرجة الثانية الإيطالي، «فيتشينزا» ليصعد به إلى الدرجة الأولي، ويحقق المركز الثاني معه في موسم 1977–78.
لكن فضيحة مراهنات كادت أن تنهى حياة اللاعب كروياً، في عام 1980، وجد روسي نفسه غارقًا في الفضيحة الشائنة المعروفة باسم توتونيرو والتى هبطت على إثرها الفرق المتلاعبة إلى الدرجة الثانية.
واتهم «روسي» بالتلاعب في نتيجة مباراة فريقه نادي بيروجيا أنذاك ضد أفيللينو وعلى إثر تلك الفضيحة تم إيقاف المهاجم لمدة ثلاث سنوات من كرة القدم ولكن تم تقصير عقوبته إلى موسمين بدلاً من ذلك. فيما أصر روسي على أنه برئ طوال تلك الفترة.
كأس العالم 1982: مونديال الخلاص لروسي
انتهت فترة إيقاف في مايو 1982، قبل المونديال بشهر، ليستطيع روسي اللحاق، بكتيبة المدرب إينزو بيرزوت، في مونديال إسبانيا عام 1982، وسط شكوك في إمكانية أن يكون اللاعب مؤهل بشكل كاف لخوض البطولة، لكن روسي -25 عام- سطر تاريخ في تلك النسخة، لتحصل عليها إيطاليا بتوقيع روسي، فيما سماه روسي «الخلاص الشخصي بعد الفضيحة»، ويكون اللاعب هو البطل الذي أهدى الطليان لقبهم الثالث في كأس العالم.
كان نظام المونديال مختلفا عما هو عليه الآن كانت تقسم الفرق المشاركة 24 فريقا، على 6 مجموعات، يتأهل أول وثاني كل مجموعة، ثم يلعب الدور الثاني من 4 مجموعات كل مجموعة بها 3 فرق.
يتأهل منهم أول كل مجموعة ليلعبوا مباراة قبل النهائي بنظام خروج المغلوب، ثم النهائي.
قدم الأزوري في بداية البطولة أداء باهت لا يدل على أنه من مرشحي البطولة، بتعادل مع الفرق الثلاث في المجموعة، الكاميرون وبولندا والبيرو، ليصعد ثاني المجموعة، ويتأهل للدور الثاني.
نتائج الطليان لم تكن مبشرة خاصة وانه وقع في مجموعة الموت، مع الأرجنتين حامل اللقب، والبرازيل بجيلها الذهبي.
واستطاع الأزوي إحداث المفاجأة والتغلب على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، ليحقق فوزا ثمينا، وتبع ذلك هزيمة أخرى للتانجو أمام البرازيل، لتودع البطولة.
وتبقى المباراة الحاسمة بين إيطاليا والبرازيل، وقبل مباراة البرازيل لم يقدم باولو روسي أرواق اعتماده في المنتخب الإيطالي، وصام عن التهديف، مما جعل المدرب إينزو بيرزوت يشركه في المباراة كفرصة أخيرة للاعب، لكن تعد مباراة البرازيل هي بداية تاريخ بالنسبة لبطل قصتنا.
كان فريق البرازيل في جيله الذهبي، بقيادة المدرب تيلي سانتانا وكوكبة من النجوم أبرزهم سقراط وزيكو وفالكاو.
وكانت السامبا هي المرشحة الأوفر خظا لحصد اللقب، بجانب أداء ممتع من كتيبة المدرب سانتانا، لكن كان لروسي رأي آخر، فقد تكفل روسي براقصي السامبا وحده، بإحرازه لثلاث أهداف، مقابل هدفين للبرازيل، في مباراة كما قال عنها روسي «أبكت البرازيل».
وأحرز روسي هدف في بداية المباراة في الدقيقة الخامسة وسرعان ما عادل سقراط النتيجة للسيليساو في الدقيقية 12، لكن روسي كان مصر على تجاوز فريقه لعقبة البرازيل فأحرز الهدف الثاني في الدقيقة 25، وفي الشوط الثاني أعاد فلكاو البرازيل للمباراة، بهدف في الدقيقية 68، الأمر لم يستغرق أكثر من 6 دقائق حتى يحرز روسي هاتريك في المباراة ويعبر فريقه للدور الثاني.
ليمر بإيطاليا لبر الأمان وتصعد أول مجموعة لملاقاة بولندا الفريق الذي تعادل معه في مباراة الافتتاح، روسي أيضا كان في الموعد، وأحرز هدفي المباراة. لتنتهى بنتيجة 2-0 لصالح الأزوري.
وجاءت أخر خطوات الطليان لتحقيق اللقب الغائب عن خزائنهم منذ عام 1938، أي قبل الحرب العالمية الثانية، الحرب التي تحالفت فيها أيطاليا مع ألمانيا، لكن في يوم 11 يونيو 1982، وعلى ملعب سنتياجو برنابيو، كان الفريقان يستعدان لمعركة كروية كبرى، لتحقيق اللقب الثالث لخزائن كلا الفريقين.
وكالعادة كان الهدف الأول في المباراة من توقيع باولو روسي، في الدقيقة 57، تبع ذلك في الدقيقية 69 ماركو تارديلي، للطليان، أليساندرو ألتوبيلي أكد تفوق الأزوري بهدف في الدقيقية 81، وقلص بول برايتنر الفارق للمانشافت في الدقيقية 83، لحفظ ماء الوجه، وتنتهي المباراة بفوز إيطاليا باللقب بعد فوزها بنتيجة 3-1 على الماكينات الألمانية.
ليأتي المنتخب الإيطالي من بعيد في البطولة، ليكون حصانها الأسود، ويكون فارسها باولو روسي، ويساهم في وضع إيطاليا للنجمه الثالثة على قميصها.
لتبتسم الساحرة المستديرة لروسي في ذلك العام، وعقب البطولة اختير كأفضل لاعب، كما حقق لقب هداف البطولة ب 6 أهداف، وفاز أيضا بلقب أفضل لاعب في العالم «الكرة الذهبية»- «البالون دور» في نفس العام.
كما سطر اسمه في التاريخ ليس فقط كأحد أساطير الأزوري بل في تاريخ كرة القدم.
واعتزل عام 1987 بعمر ال 31، بعدما خاض حوالي 400 مباراة في الدوري الإيطالي، سجل خلالها 154 هدفا، و48 مباراة دولية، سجل فيها 20 هدفا.
تجميع لأهداف باولو روسي في مونديال 1982