الاقتصاد.. قاطرة الفائز في الوصول إلى البيت الأبيض

عرض الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطى، جو بايدن، برنامجين اقتصاديين على طرفى نقيض، فالقضايا الاقتصادية هى قاطرة الوصول إلى البيت الأبيض، ولا سيما بشأن الضرائب التى يعتزم ترامب خفضها، ويريد بايدن زيادتها على الأثرياء، وأيا كان الفائز، فهو بحاجة غالبية فى الكونجرس لتطبيق سياسته، وكانت كل المؤشرات الاقتصادية جيدة قبل وباء كوورنا، وسادت سوق العمل أفضل ظروف منذ 50 عاما، ووفر الاقتصاد الأمريكى 6.6 مليون وظيفة جديدة خلال السنوات الثلاث الأولى من حكم ترامب، فيما تم شطب الملايين من الوظائف بسبب كورونا، وتوقع صندوق النقد الدولى أن ينخفض الناتج الاقتصادى الأمريكى 5.9% هذا العام بعد نمو 2.3% العام الماضى، ويتوقع أن يحقق الاقتصاد انتعاشا قويا بمجرد رفع إجراءات احتواء الفيروس.
وفى حال انتخاب بايدن، فإن الشركات الكبرى وكبار الأثرياء الأمريكيين سيدفعون ضرائب إضافية بقيمة 4 آلاف مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، ويعتزم بايدن إعادة توظيف هذه العائدات الضريبية فى برامج اجتماعية والتعليم، والبنى التحتية المترهلة، فيما نند ترامب بتلك السياسة، لاستقطاب كبرى الشركات ورجال الأعمال، ويريد ترامب تمديد قانون الإصلاح الضريبى لعام 2017 الخاص بالأفراد، ويؤكد بايدن الذى يصف نفسه بأنه مرشح الطبقات الوسطى أن سياسة خصمه تفيد الأكثر ثراء، وأوضح خبراء أمريكيون أن «الأسر ذات الدخل المتدنى والمتوسط ستستفيد من سياسة بايدن أكثر، موضحين أن ترامب سيواصل العمل بالتخفيضات الضريبية التى استفادت منها الشركات الكبرى وكبار الأثرياء.
ويتفاخر ترامب بسجله فى الاقتصاد وبخلق المزيد من فرص عمل وتدنى مستويات البطالة، ويؤكد أن إدارته «ولدت أفضل اقتصاد فى تاريخ البلاد» متوقعا انهيارا وبؤسا إن فوز بايدن، ويرى خبراء أن اقتراحات بايدن «ستعطى الاقتصاد دفعا فى وقت يتعافى من الركود العالمى ومن كورونا»، وأن بايدن سيكون فى موقع أفضل لإنعاش الاقتصاد بشرط تخليه عن سياسات ترامب فى التجارة الخارجية والهجرة. وحذر كارل روزن رئيس نقابة «اتحاد عمال الكهرباء والإذاعة والآلات فى أمريكا»، التى تمثل 35 ألف عامل فى مختلف القطاعات الصناعية، بأنه «إذا علقنا فى 4 سنوات إضافية من رئاسة ترامب، فسيلحق ضرر كبير ببلادنا وبالعمال»، وأضاف أن النقابة لا تدعم بايدن، لأن برنامجه الاقتصادى يفتقر إلى الجرأة.
وتقوم خطة بايدن على الدعوة لإنقاذ الطبقة الوسطى لإنقاذ أمريكا، ودعا إلى أن تتجاوز حزمة التحفيز والإغاثة الحكومية 2 تريليون دولار، لتشمل مساعدات للولايات، فيما وقع ترامب 4 مشاريع قوانين مخصصة لتقديم الإغاثة للاقتصاد الأمريكى، وأهمها قانون «كيرز» لدعم تبعات كوورنا بتكلفة 2 تريليون دولار، كما يتحدث المرشحان عن مشاريع بنية تحتية تزيد قيمتها على تريليون دولار.
وفيما يتعلق بالرعاية الصحية، تقترح ميزانية ترامب تخفيض الإنفاق ضمن برنامج «ميدكير» بكلفة 450 مليار دولار وبرنامج «ميدكيد» بكلفة 900 مليار، ووعد بخفض أسعار الأدوية، لكنه لم يحقق نتائج مهمة، ويقترح بايدن قانون رعاية صحية حكوميا، وخفض سن الأهلية فى برنامج «ميدكيد» إلى 60 عاماً، وتغطى خطته تأمين 97% من الأمريكيين، وتبلغ تكاليفها 750 مليار دولار.
ولايزال خطاب ترامب فى الحرب التجارية مع الصين فى تصاعد، وانخفض العجز التجارى لأول مرة منذ 6 سنوات فى 2019، ووعد بوضع شعار «أمريكا أولاً» فى التعاملات مع الدول الأخرى.