عمرها 150 عامًا.. كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية ب«شكل جديد» (صور)

شهدت كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية، والتي تعد الأقدم في مصر والشرق الأوسط، والتي يتعدى عمرها 150 عامًا أعمال «نيولوك» جديدة تضمنت المرحلة الأولى من مشروع عملاق لترميم وتطوير المرقسية بالكامل بتكلفة إجمالية بلغت نحو 10 ملايين جنيه جميعها قادمة عن طريق التبرعات من أقباط، حيث يعد المشروع الأول لها منذ توسعة الكنيسة قبل نحو 30 عامًا.
قال القمص إبرام إميل، وكيل عام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية، إن البعثة الأثرية اليونانية المكلفة بتنفيذ مشروع ترميم المبنى بالكامل من الداخل أنهت المرحلة الأولى من المشروع، والتي بدأت في نوفمبر 2017، حيث يجري حاليًا وضع اللمسات النهائية «رتوش» للمبنى.
وأوضح الوكيل البابوي، في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن البعثة الأثرية اليونانية بدأت مشروع مكون من مرحلتين، المرحلة الأولى شملت ترميم الأيقونات المقدسة والمقتنيات الأثرية والدكك الخشبية وأجهزة التكييف، كما شملت الأعمال حجاب الهيكل (حامل الايقونات المقدسة) وأجهزة التكييف والهياكل والخشب ودكك المصلين ونظافة السقف والجدران وتغيير مداخل الكنيسة على أن تبدأ المرحلة الثانية فور تحديد الموعد والمتوقع العام المقبل عقب الاحتفال بمرور 150 سنة على تأسيس الكاتدرائية.
ولفت إلى أن حامل الأيقونات يعد أثرًا حيث يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1870 ومنشأ على الطراز اليوناني، كما أن المشروع يعد الأول منذ توسعة الكنيسة في عام 1990، وأن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع والتي بلغت نحو 10 ملايين جنيه جميعها تبرعات للكنيسة من الشعب القبطي.
وعن البطريركية التي يجري بها مشروع الترميم والتطوير، قال القمص إبرام إميل إنها تعد أول كنيسة في مصر وأفريقيا، حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الأول الميلادي، حيث أنشئت في عام 1870 في القرن ال19 الميلادي، وأعيد ترميمها في عام 1952، وبالتالي لها أهمية خاصة، إذ تعتبر رمز الكنيسة القبطية في مصر، ويزورها العديد من الجاليات الأجنبية من مختلف الجنسيات والأديان باعتبارها رمز تاريخي وأثري لا رمز فقط ديني فقط.
وأشار الوكيل الباباوي إلى أن أعمال التطوير تضم إلى جانب حجاب الهيكل، ترميم الأبواب والمنبر القديم وعشرات الأيقونات الأثرية القديمة والأعمدة الرخامية، موضحًا أن حامل الأيقونات معمول على الطراز البيزنطي خاصة وأن وقتها لم يكن الفن القبطي قوي فتم إنشائها على الطراز البيزنطي اليوناني باعتباره كان الفن الشيك إلا أن الكنيسة بدأت مع مباركة البابا تواضروس الثاني مشروع تحت رعايته شخصيًا لإعادة صورتها البهية بما يليق بزوارها من كل بلاد العالم، حيث توصلت الكنيسة إلى بعثة يونانية أثرية متخصصة في ترميم الفن البيزنطي وتتبع وزارة الآثار اليونانية، ومتخصصة في ترميم هذا النوع من الآثار، وتم التعاقد معها بعد تقديم دراسة علمية عن الترميم.
وذكر الوكيل البابوي أن المرحلة الثانية من المشروع ستشمل تغيير جميع إضاءة الكنيسة من خلال تركيب نجف جديد فضلاً عن تغيير الخشب من تكك وشبابيك مع الحفاظ على الطابع الأثري اليوناني للمكان، خاصة وأن الكنيسة تجمع بين أمرين العبادة باعتباره مكان صلاة للأقباط وكونه مزار سياحي وقبلة لكل الجاليات الأجنبية، لافتًا إلى أنه سيتم إعادة تصميم الفناء الخاص بالكنيسة بحيث يضم أماكن لخدمة السائحين وعمل بروشورات وتذكارات دعاية تحكي تاريخ الكنيسة، كما سيتم عمل بانوراما بصرية ومتحف ذكي بكل لغات العالم، حيث يتيح التطبيق لمستخدميه من الزوار الأجانب من مختلف أنحاء العالم عبر الهاتف المتحرك الإطلاع على ما تحتضنه من المعالم التاريخية والتحف النادرة والمنحوتات واللوحات الفنية، التي يتم عرضها باستخدام التقنيات الحديثة مثل تقنية 360 درجة وتقنية الواقع المعزز فضلا عن تخصيص أماكن استراحات الزوار من السائحين أسوة بالمواقع الأثرية المفتوحة في مصر.
الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية في ثوبها الجديد
الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية في ثوبها الجديد
الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية في ثوبها الجديد