متى توقفت أجراس الكنائس قبل كورونا؟ وكيل عام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس يُجيب

منذ قرون مضت والكنائس تقرع أجراسها كل يوم بنوعيها «الحزايني والفرايحي» معلنة بدء القداسات أو دخول الجمعة الكبيرة في أسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة المجيد أو استقبال البطريرك والأساقفة إلا أنها توقفت عن الدق مرات عديدة لأسباب خارجة عن إرادتها على مدار تاريخها، ولعل آخرها حتى الآن فيروس كورونا المستجد، والذي بسببه أغلقت جميع الكنائس أبوابها لمدة أسبوعين، معلنة تعليق جميع القداسات والصلوات والطقوس الدينية والأنشطة لتتحول بيوت الأقباط إلى دور عبادة لممارسة الطقوس الدينية الخاصة.
القمص رويس مرقص، راعي كنيسة السيدة العذراء والشهيد العظيم مارجرجس الروماني بغبريال في الإسكندرية، قال إن الأجراس تقرع نوعين من الرنات هما «الرنة الفرايحي» وتسمى رنة الفرح والقداسات، والرنة الحزايني وتسمى رنة الموت كما هو معروف.
وأوضح «القمص مرقص»، في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، أن الرنة الحزايني، والمعروفة ب«رنة الموت» هي عبارة عن دقات بطيئة متقطعة تفصلها ثوان معدودة، ويتم دقها في صلوات «الجمعة الكبيرة» بأسبوع الآلام، والأموات مما يسهل تعريف الأقباط أن هناك متوفى في الكنيسة لتسهيل النزول للكنيسة، والسؤال عن هوية المتوفى، وهي رنات حزينة تصيب الأجساد بالقشعريرة.
وأشار إلى أن الرنة الثانية هي «الرنة الفرايحي» وهى رنة الفرح وهى دقات سريعة متتالية تصدرها الأجراس في الأعياد وأثناء استقبال البابا والأسقف وعادة ما يتم استخدام أكثر من جرس، وبدونها لا يشعر الأقباط بفرحة العيد، فهي إما أن تصدر حتى نتأكد أن الكنيسة تستعد لصلاة قداس العيد، حيث نجتمع نتقاسم الفرحة والبهجة، مشيرًا إلى أن الرنة الفرايحي تدق أثناء القداسات في بدايتها للإعلان عن بدء الصلوات باعتبارها الدقة المعتادة في صلاة القداسات والصلوات.
وقال القمص إبرام إميل، وكيل عام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية، وراعي الكنيسة المرقصية الكبرى، أن الكنيسة القبطية المصرية مرت بفترات تاريخية صعبة تنوعت ما بين الاضطهاد الوثني والملكاني (العقيدي) تم خلالها إغلاق الكنائس واجتاز الأقباط المصريين هذة الفترات العصيبة بالاستعانة بالسلام وتخصيص جزء من صلواتهم كطلبة للسيدة العذراء مريم العذراء عليه السلام يطلبون شفاعتها لتظل جميع الكنائس مفتوحة ولا تغلق.
وأضاف «اميل»، في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن قرع الأجراس لم يذكر في الكتاب المقدس، بل هو عادة تم توارثها عبر الأجيال لتذكير المؤمنين بوجود الله في العالم وبدء الصلوات في الكنيسة بطريقة تبث الفرح وتم استخدام الأجراس للإعلان عن بدء الصلاة في الكاتدرائيات، بالإضافة إلى استخدامها فيما بعد انتشار المسيحية للإعلان عن الصلوات في الكنائس كلها.
وعن بداية الأجراس، قال «إميل» إنها بدأت عبارة عن لوح خشبي أو معدني يحمله الراهب ويدق عليه إيذانًا ببدء الصلاة، وهذه العادة لازالت موجودة في بعض الأديرة البيزنطية القديمة حتى الآن لإيقاظ الرهبان من أجل الصلاة، مثل دير سانت كاترين ودير جبال أسوس في اليونان إلى أن تم تشريعها رسميًا فيما بعد ثم انتشرت في أوروبا الشّمالية تزامنًا مع وصول الإرساليات الإيرلندية إلى أن تطورت إلى الأجراس الكهربية الموجودة حاليًا.
وأوضح «إميل» أن الأقباط يتذكرون أشهر مرتين تم فيهما غلق الكنائس، وهما في العصر الملكاني ونتيجة للاضهاد الذي تم ممارسته تم إغلاق جميع الكنائس وإجبار الأقباط على الصلاة في الكنائس الملكانية إلا أن الأقباط رفضوا هذه الضغوط، والمرة الثانية في عصر الدولة الفاطمية في عهد الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي، حيث أصدر أوامره وقتها بغلق الكنائس ليحول الأقباط بيوتهم إلى دور عبادة تقام فيها الصلوات الخاصة نظرًا لعدم تمكنهم من الصلاة في الكنائس.