إذا لم نستيقظ اليوم فلن نستيقظ أبدًا!

تمر هذه الأيام الذكرى الأربعون لانعقاد أول جلسة لجامعة الدول العربية فى تونس، بعد انتقال مقرها من القاهرة، حيث كانت منذ تأسيسها عام 1945.. وذلك احتجاجًا على توقيع مصر معاهدة السلام. وقد قرر المشاركون فى أول جلسة فرض عقوبات سياسية واقتصادية على مصر، وتعليق عضويتها بالجامعة.. لقد اندلعت الأزمة عقب قيام الرئيس الراحل أنور السادات بمبادرة السلام، التى أدت إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام 1979.
أحدثت التطورات فى العلاقات المصرية الإسرائيلية ردود فعل عنيفة ضد مصر من كافة الدول العربية، واتُهمت بأنها خرجت عن الإجماع العربى. اتخذت الدول العربية قرارات سياسية واقتصادية لمحاولة إثناء مصر عن الاستمرار فى التصالح. واستمرت تلك المقاطعة عشر سنوات، لكن مصر لم تتراجع واستمرت فى طريق السلام، حتى جاء الوقت الذى أصبحت فيه دول عربية كثيرة تتمنى لو أنها حذَت حذو مصر، ولكن كان الأوان قد فات!
ما هدفى من استرجاع هذه الأحداث؟ ولماذا الآن بالذات. السبب هو ما يحدث من خراب فى سوريا: من عدوان تركى، وتمزق وحروب أهلية وشعب يهرب بحثًا عن مأوى. وضع مؤلم للغاية!
أين جامعة الدول العربية مما يحدث فى هذا البلد الشقيق؟ أين الإجماع العربى الذى تحقق عند الغضب على مصر؟ لا نريد شجبًا ولا إدانة ولا مؤتمرات قمة. نريد مواقف حاسمة واتفاقًا بين العرب لوقف هذا الاعتداء الغاشم على الشعب السورى.. ومطلوب من جامعة الدول العربية موقف حاسم، وتنسيق الجهود لتحقيق اتفاق بين كل الدول العربية.
قوتنا كعرب فى تضامننا. إذا اختلفنا أصبحنا أشبه بالأرقام المطروحة من بعضها، وحاصلها صفر، لكن إذا توحدت كلمتنا أصبحنا قوة يُحسب لها ألف حساب.
هذا الكلام قاله آباؤنا وكررناه نحن حتى أصابنا الملل، ومع الأسف أن بعض مسؤولى الدول العربية لا يصدقون، ويتصورون أنهم إذا خرجوا عن الصف تقدموا الصفوف!
كل ما أصاب دولنا العربية من ضعف هو نتيجة الخلافات التى حدثت بيننا، ولو كنا صفًا واحدًا لما جرى لنا ما جرى، ولو عاملنا بعضنا كإخوة لما فعلنا فى أنفسنا كل ما تمنى أعداؤنا أن يُفعل بنا! عجزنا أن نجتمع. وأصبح اجتماع الدول العربية مشكلة فى حد ذاتها، تحتاج مساعى ومفاوضات ومباحثات ورسلًا، بينما كنا فى الماضى نتفق على الاجتماع فى 24 ساعة!
كل هذا يجب أن يتغير فورًا. يجب أن نضم صفوفنا ونوقف خلافاتنا. يجب أن نعلم أن ما يحدث فى سوريا الشقيقة لا يمسها وحدها، وأننا سنضيع جميعًا إذا استمر هذا حالنا واستمر تفرق كلمتنا.
إذا لم نستيقظ اليوم، فلن نستيقظ أبدًا!
Safia_mostafa_amin@yahoo.com