أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن اللطف الإلهى منع سقوط مصر، متابعا: «ربنا قال مصر مش هتتدمر.. يخططوا ويصرفوا، لكن مصر مش هتدمر. ربنا هيأ لنا الأسباب، وأنا عارف إن ربنا منع سقوط مصر». وأوضح الرئيس، خلال لقاء مفتوح مع مجموعة من شباب العالم، على هامش منتدى الشباب، أن خوفه على المصريين فى عدم تحمل الظرف الصعب الذى تمر به البلاد، كان السبب وراء حرصه على اختزال الوقت فى الإصلاح والبناء، وقال: «زمايلى فى الحكومة شايفين عندى اندفاع شديد للبناء واختزال الوقت.. أنا مستعجل علشان كنت خايف على المصريين فى عدم تحمل الظرف الصعب، وبالتالى إذا تحركت الجماهير مفيش حد يقدر يوقفها أبدا مهما كانت قوته.. وإنتوا شوفتم الخراب اللى بيتم فى حالة التعامل العنيف مع الجماهير». وفى إجابة على سؤال شابة كردية حول الصراعات فى العالم والأقليات، وأين حقوق الإنسان فى ظل مستقبل ضبابى تراه؟ أكد الرئيس أن الهوية الكردية لن يستطيع أحد محوها، مشددا على أن الشعب الكردى عانى على مدار 60 عاما مضت. وتابع السيسى أن الدولة الكردية القديمة، وخلال 80 سنة مضت، تعرضت للتقسيم، ما أفرز الواقع الذى نعيشه الآن: أكراد فى سوريا وتركيا والعراق وإيران وغيرها، مضيفا: «ده مؤلم، بس أنا لى مقاربة هادئة جدا تعتمد على العمل والسلام، محدش يقدر ياخد هوية حد أو يغيرها.. بدليل بعد السنين دى بنتكلم فى هذا الأمر، والإجراءات اللى فاتت كانت كفيلة بالتغيير أو بالطمس ولكن ده محصلش ومش هيحصل». وأضاف السيسى، فيما أجهشت الفتاة بالبكاء: «حد تانى فى موقعى ده يقول إنها فرصة لإشعال الموقف، علشان نثأر حتى من اللى بيتعمل فينا من دول معينة.. لا إحنا مش بنفكر كده، ومبنقولش أبدا نصايح تؤدى إلى دمار وخراب الأمم والشعوب». وأشار الرئيس إلى أن الجسور ستمتد بالسلام رغم أنف الجميع، متابعا: «لما يكون عندى مجموعة عاوزة تنفصل عن الأمن القومى للدولة، الأمر غير مقبول بغض النظر عن وجاهة الطرح.. شوفوا التجارب الموجودة للدول التى انفصلت.. الدولة مقوماتها كبيرة جدا.. ولو أنا دولة مساحتها 2 مليون كيلومتر، وعندى جيش واحد وحكومة واحدة، لما ننقسم لاثنين لازم نفكر: هل قدراتنا تسمح ببناء ده ولا نبقى دول هشة وضعيفة وغير قابلة للاستمرار». وقال السيسى: «أنا إنسان مسالم جدا.. ومش معنى مسالم إن أنا مش مقاتل. أنا مقاتل عندما يُفرض علىّ القتال بأشرس مما تتصورون». وأكد الرئيس أن أحدا لم يطلب منه إعطاء فرصة لشباب الأحزاب للحصول على مناصب تنفيذية، قائلا: «على القادة أن ينظروا لشعوبهم بتجرد، بغض النظر عن التوافق من عدمه، وليس الهدف أن تكون معى فى كل شىء، فلابد من إعطاء فرصة للشباب من أجل مصر، على أن يتم إطلاعهم على الواقع، وما يوجد داخل بلدنا»، مؤكدا أن الوطن ليس ملكا لأحد وأنه ملك للجميع، لذلك «علينا دعم الشباب بصفة عامة للمشاركة فى العمل العام». وأشار الرئيس إلى إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب على التدريب والقيادة، معلنا استمرارها فى إعداد كوادر شبابية، موضحا أنه كان هناك حديث عن وضع فقرة فى الدستور تنص على أنه «لا توظيف لأى شاب بدون حصوله على شهادة من الأكاديمية»، وتم رفضه لتصبح الأكاديمية وسيلة لإعداد وتأهيل القادة لتولى المناصب، و«أنا مع الشباب، وأوافق على أى رأى طالما فيه الصواب». وطالب السيسى المحافظين والوزراء بإعطاء الفرصة لجيل الشباب، قائلا: «محدش يقول الشباب يزاحمنى.. يجب ألا نحجب عن الشباب الخبرة أو المعلومة، وعلينا العمل على تدريبهم، وبدأنا فى هذا الموضوع دون انتظار، وبدأنا فى تعيين الشباب». وأوضح أنه خلال فترة ليست طويلة تولى فيها رئاسة الاتحاد الإفريقى أصبح لمصر مكان وصوت بالاعتدال والتوازن والإخلاص تجاه إفريقيا كلها، لافتا إلى وجود نزاعات «نسعى ونجحنا فى حلها، وأخرى تأخذ وقتا». مؤكدا أنه سيُطلق العام المقبل مبادرة إسكات البنادق، مردفاً: «إحنا بنساعد علشان دور مصر مينتهيش بأننا نسلم رئاسة الاتحاد لجنوب إفريقيا، ونستمر فى دعمنا لها فى عملها، ومساعينا فى إنهاء الأزمات الموجودة، ومساعدة مؤسسات الاتحاد الإفريقى، مجلس السلم والأمن فى إفريقيا، القوة الإفريقية لحفظ السلام، ولجنة التنبؤ بالمنازعات، أو لجنة الحكام وصندوق السلام، وكلها كيانات معنية بإدارة التغلب على النزاعات الموجودة فى القارة». وأشار الرئيس السيسى إلى أنه فى النزاعات الموجودة «كانت لنا مشاركة فى تهدئة الأوضاع فى جنوب السودان، وفى مناطق أخرى، وهو ما يتم تناوله فى الإعلام، لكن ليس فى بؤرة اهتمام المواطن المصرى العادى فى ظل الظروف الحالية». وعن دول ساحل الصحراء الخمس، قال الرئيس: «كان لنا نقاش قاس وممتد فى زيارتنا الأخيرة لألمانيا، بأننا لا نترك دول ساحل الصحراء تقاتل وحدها، لأنها لا تستطيع، بمواردها وقدراتها الأمنية أو الاقتصادية، الاستمرار فى هذه الحرب»، معقبا «اللى إحنا بنتحرك فيه نعمله». وأوضح أن الإرهاب قتال بين دول لا تحقق فيه إحداها أى نجاح، ويسعى الإرهاب خلال السنوات الماضية لتعجيز حركة مصر ووقف تقدمها، ولا يمكن للإرهاب أن ينجح، وهو مشروع قائم على القتال والخراب، يضيع أى بارقة أمل فى مستقبل أفضل، أما المشاريع الناجحة فهى التى تقوم على العمل والبناء والتنمية والتعمير والسلام. وشهد اللقاء مداعبة الرئيس السيسى لنائب محافظ المنوفية محمد إبراهيم موسى، الذى عرّف نفسه بأنه كان أحد شباب تنسيقية الأحزاب، فرد الرئيس قائلا: «خلى بالك إنت بقيت فى الحكومة».