انطلقت المشاورات النيابية الإلزامية فى لبنان، أمس، على أمل التوصل إلى اتفاق بين الكتل السياسية المختلفة لاختيار رئيس وزراء جديد لتشكيل الحكومة المقبلة، مع صعود أسهم وزير التربية السابق حسان دياب لتولى المنصب، فى حين أعلن تيار المستقبل برئاسة رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريرى، أنه لن يسمى أحدا لتشكيل الحكومة، ولن يشارك فيها، بعد اعتذار الحريرى مساء أمس الأول عن عدم إعادة تسميته لقيادتها. وبدأ الرئيس اللبنانى ميشال عون الاستشارات بلقاء الحريرى، الذى اكتفى بقوله: «الله يوفق الجميع»، ولم يتضح موقف الحريرى من تسمية دياب لخلافته فى رئاسة الحكومة، فى حين أبلغت كتلة «تيار المستقبل» برئاسة الحريرى، رئيس الجمهورية، بقرارها عدم تسمية مرشح لرئاسة الحكومة خلفًا لسعد الحريرى، وقال مصدر مقرب من الحريرى ووسائل إعلام لبنانية إن تيار المستقبل لن يشارك فى الحكومة الجديدة، لأنها لن تكون حكومة تكنوقراط، كما يطالب الشارع اللبنانى، وامتنع كل من رئيسى الحكومة السابقين نجيب ميقاتى وتمام سلام عن تسمية أى مرشح، وقال ميقاتى، بعد لقائه عون: «وضعنا ككتلة الوسط المستقل معايير لاختيار رئيس الحكومة الذى سيقوم بالمهمة الصعبة، ولم نجد أحدا يمتلك هذه المواصفات مع احترامى للأشخاص، واعتذرنا عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة». وأكدت وسائل إعلام محلية توافق حزب الله مع الرئيس عون وحلفائهما، على تسمية حسان دياب، لرئاسة الحكومة، وبعد إعلان تأييد حزب الله لترشيح دياب، قال محمد رعد، النائب البرلمانى عن الحزب، إن الجماعة قدمت يد العون من أجل صالح البلاد، وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبنانى، إيلى الفرزلى، حليف حزب الله، بعد لقاء مع عون، إنه رشح حسان دياب لمنصب رئيس الوزراء، مما يشير إلى موافقة حزب الله وحلفائه على الترشيح، كما أعلن النائب فيصل كرامى باسم اللقاء التشاورى تسمية حسان دياب رئيسا للحكومة. وذكرت صحيفة «اللواء» اللبنانية أن «الأكثرية النيابية المؤلفة من التيار الوطنى الحر و«حزب الله» و«حركة أمل» و«اللقاء التشاورى» (سُنة 8 آذار)، توافقت على اختيار دياب لتكليفه برئاسة الحكومة الجديدة وتشكيلها»، وتوقعت وسائل إعلام محسوبة على حزب الله حصول حسان دياب على دعم 70 نائبا فى البرلمان المؤلف من 128 عضوا، ولكن مع نهاية الجولة الأولى من المشاورات النيابية نال حسان دياب دعم 21 نائبا، مقابل 12 للسفير نواف سلام، من بينهم نواب كتلة اللقاء الديمقراطى، بينما لم يحسم 23 نائبا موقفهم خلال تلك الجولة الأولى، وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، استأنف عون مشاوراته النيابية فى قصر بعبدا فى الثالثة عصرا، بلقاءات مع كتلة التنمية والتحرير التى يرأسها رئيس البرلمان نبيه برى، والتيار الوطنى الحر، وتكتله النيابى برئاسة جبران باسيل، وهى الكتل التى توافقت على ترشيح حسان دياب لقيادة الحكومة المقبلة.