اللهم بلغنا 14 فبراير..

منقول فيسبوكيًا، البرد فى بر مصر أربعون يومًا، يسمونها قديمًا «أربعينية الشتاء»، أربعون ليلة، من 25 ديسمبر وحتى 2 فبراير، تقسم إلى عشرين بيضاء، ومثلها عشرون سوداء، والعشرون البيضاء مقسمة إلى عشر «كوالح» من 25 ديسمبر وحتى 3 يناير، وعشر «طوالح» من 4 يناير وحتى 13 منه، وكذا العشرون السوداء مقسمة إلى عشر «موالح» من 14 يناير وحتى 23 منه، وعشر «صوالح» من 24 يناير وحتى 2 فبراير.
فى الليالى السود يفتح كل عود، جدودنا كانوا يحبون الليالى السوداء، تنبت فيها جذور الزرع فى الأرض المثلجة، الطرية، ويبدأ الإنبات، يعقبها عشر «لياب» تسمى «عشرة العزازة» من 2 فبراير حتى 11 منه، يتقلب الجو بين برد ودفء، ولياب، أَقَلُّ مِنْ مِلْءِ الفَمِ مِنَ الطَّعامِ، أو قَدْرُ لمسة مِن الدفء، ثم ثلاث من برد قارس، تسمى «قرة» وآخرها 14 فبراير، وقِرَّةٌ أى باردَةٌ، بعدها يلمّ الشتاء أيامه ويرحل، اللهم بلغنا 14 فبراير، البعير هلك.
وليس بغريب علينا هذا الشتاء المثلج، فنحن فى عز طوبة، وأشهر ما يمتاز به شهر «طوبة» البرودة الشديدة التى تخلف قشعريرة فى الأوصال، أما عن ماء طوبة فلا تسل، مذاق الثلج الجميل، ينقصنا ندف الثلج لنجرب طقسًا أوروبيًا مثلجًا.
الفلاحون فى الحقول والبرارى يخشون برد طوبة تمامًا، ويتمنون تقصر أيامه، وإذا استسخفوا شخصًا، يُقال فى أثره «دمه أبرد من مية طوبة»، باعتباره إنسانا باردا، وإذا اشتد برده طفقوا يناوشونه بأمثالهم، «طوبة تخلى الصبية كركوبة»، لكثرة البرد والرطوبة، و«طوبة أبو البرد والعنوبة»، البرد والأعناب، أى العنب يخضر فى الكرم.
وآدى الشتا يا طول لياليه، طويلة أيام طوبة، شهر ذو شخصية قاسية، شهر من الشهور ذات البصمة، ليس شهرًا عاديًا، يقع ما بين 9 يناير، و7 فبراير من كل عام فى التقويم الميلادى، ويسبقه شهر «كيهك» المشهور بقصر يومه وطول ساعات ليله، ويعقبه شهر «أمشير» بزعابيبه.
ونحتاج لمراجعة العلامة «وسيم السيسى» فى نسبة شهر «طوبة» إلى الإله أمسو أو طوبيا الأسمى أو الأعلى أو إله المطر، الذى سُميت باسمه مدينة طيبة بالأقصر، وكلمة «طوبيا» تعنى غسيل أو تطهير، وفيه تنمو الطبيعة من كثرة المطر وتخصب الأرض، معلوم طوبة أول موسم النمو فى مصر القديمة، وفيه تبدأ الحقول فى الازدهار والنماء بعد العواصف الثلجية.
«طوبة» الشهر الخامس من شهور السنة القبطية المصرية، ويعد التقويم القبطى واحدًا من 19 تقويمًا تحكم شعوب العالم من شرقه إلى غربه، أبرزها التقويمان الميلادى والهجرى، وهو النظام الفرعونى للتقويم المصرى القديم الذى يحتفظ به المصريون حتى الآن باعتباره جزءًا من التراث الفرعونى، ويستعين به الفلاحون فى تنظيم دوراتهم الزراعية، حيث يتطابق مع تغيرات الطقس على مدار العام.