كشف غموض جريمة حدائق الأهرام: «الزوج قتل زوجته وانتحر»

كشف قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، بالتنسيق مع مباحث الجيزة، أمس، غموض جريمة حدائق الأهرام التى راحت ضحيتها أسرة كاملة هم: «أشرف. ص»، مقاول، 45 عاماً، وزوجته «إيمان.م»، 34 عاماً، وابنتهما «نجوى» 7 أشهر، إذ استخلص فريق البحث بإشراف اللواء علاء الدين سليم، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، من استجواب الشهود والمتعاملين مع الزوج، ومعاينة الشقة والجثث، أن الزوج المدين ب31 مليون جنيه لمقاولين آخرين، خنق زوجته ب«كوفية» ثم احتضن ابنته وألقى بنفسه من الطابق الرابع فى «المنور».
تلقى ضباط مباحث الهرم، بلاغاً من موظف، 31 عاماً، وحارس عقار، 29 عاماً، وطالب، 9 أعوام، باكتشافهم سقوط زوج والدة المُبلغ الثالث، مقاول، وابنته «نجوى» فى منور العقار وإصابتهما بكسر فى عظام الجمجمة من الخلف، حيث لقيا مصرعهما، بالإضافة لمصرع زوجة المتوفى الأول، والدة المُبلغ الثالث، ووجود آثار خنق بالرقبة باستخدام كوفيه خاصة بالمجنى عليه الأول «زوجها». وقاد اللواء محمود السبيلى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة فريق البحث، واستمع لأقوال الطفل الذى قرر أنه عقب استيقاظه من النوم فوجئ بوفاة والدته داخل شرفة غرفة النوم، وتبين له عدم وجود زوجها وشقيقته من الأم، فاستغاث بالمُبلغين الأول والثانى واللذين عثرا على جثتى الأب ورضيعته فى منور العقار أسفل غرفة النوم.
كما انتقل المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث الهرم والرائد باسم داود، معاون مباحث الهرم إلى الشقة، وتبين أنها توجد بالطابق الرابع ومكونة من 3 غرف وصالة ودورتى مياه ومطبخ، وكانت جميع المنافذ سليمة ولا توجد بعثرة فى محتويات الشقة وعُثر على جثة المجنى عليها بشرفة غرفة النوم بملابسها وتتحلى بمشغولات ذهبية.
كما استمع فريق البحث لما قرره نجل المجنى عليه الأول، 16 عاماً، مُقيم فى المرج، أنه توجه صحبة والده من منطقة المرج إلى مدينة المنصورة واصطحب المجنى عليهما الثانية والثالثة، ونجلها «المُبلغ الثالث» إلى الشقة، حيث طلب منه والده الانتظار أسفل المبنى لحين حضور شريكيه «مقاولين» ولدى حضورهما صعد للشقة وبالطرق على بابها لم يستجب والده فانصرفوا.
وتوصلت التحريات ومعاينة مسرح الحادث ومناقشة الشهود إلى عدم وجود شبهة جنائية وأنه نظراً لمرور المقاول «المتوفى» بأزمة نفسية لكونه مدينًا بمبالغ مالية كبيرة لعدد من أقاربه الذين هم شركاؤه فى العمل، حيث تم إلزامه مؤخراً بسداد تلك المبالغ على دفعات محددة، حيث اقترض من أسرة زوجته مبلغا ماليا أيضاً كما قررت والدة المجنى عليها أنه قال لابنتها قبل الحادث إنه يمر بأزمة نفسية ويفكر فى الانتحار.
كما أظهرت التحريات أن الزوج يوجد بينه وبين مقاولين آخرين تعاملات تصل ل31 مليون جنيه، وبعد كثرة مطالباته بإعادة الأموال إلى أصحابها، لم يستطع سدادها، فقرر قتل زوجته الثانية «إيمان.م»، وطفلته «نجوى».
وأضافت التحريات أنه تم العثور على جثة الزوجة فى بلكونة الشقة السكنية مخنوقة ب«كوفية» زوجها، والزوج والطفلة الرضيعة «نجوى.أ»، 7 أشهر فى منور العقار، حيث اكتشف الواقعة ابن الزوجة من زوجها الأ،ل، وقام بإبلاغ المباحث ابن الزوج من زوجته الأولى.
من جهتها، قررت نيابة الهرم فى الجيزة، برئاسة عبدالعزيز عثمان، التصريح بدفن الجثث بعد عرضها على الطب الشرعى، والتى أفادت المناظرة بأنها لا تحتوى على أى طعنات، وأن الواقعة هى انتحار الزوج عقب تخلصه من زوجته خنقاً، واحتضانه ابنتهما الرضيعة، وقفز بها من نافذة الطابق الرابع على المنور، مؤكدة سلامة نوافذ الشقة محل الواقعة، وأن تراكم الديون التى بلغت 31 مليون جنيه أدت لانتحار رب الأسرة.
وكانت «المصرى اليوم» انتقلت إلى مسرح الجريمة، ورصدت أقوال شهود العيان، وأقرباء المقاول المنتحر، إذ كشف أحمد على، أحد الجيران، أنه سمع صراخ «إيمان» من شقتها مع أذان الفجر، فنادى على حارس العقار طلب منه «شوف الست اللى فى الدور الرابع عمالة تصوت ليه»، وبعد دقائق سمع أصوات ارتطام قوية بالمنور، فاكتشف جثة المقاول «أشرف»، وابنته الرضيعة.
وقالت «أم جنى»، زوجة حارس العقار، إن «أحمد» حضر إليها وزوجها «محمد»، وأخبرهم بأصوات الصراخ بالطابق الرابع، فقالت له: «إزاى إحنا قافلين باب العمارة الساعة 11.30 مساءً، وأشرف وزوجته إيمان وأولاده كانوا مسافرين».
وأوضحت أن أسرة المقاول المنتحر حضرت إلى الشقة عشية يوم الواقعة دون أن يراهم أحد و«زوجى طلع الطابق الرابع، فتقابل مع الطفل آدم، ابن الزوجة الضحية، ودخلا إلى الشقة، فاكتشفا جثة إيمان بشرفة الشقة».
وقال «محمد»، الحارس، إنه تقابل مع «كرم»، ابن عم رب الأسرة، والذى يقطن بالشقة المقابلة للشقة محل الواقعة، وعندما اكتشفا جثة «إيمان»، قال كرم: «أصلها أغمى عليها، ومش لقينا بنتها الرضيعة»، وبنزولهما من العقار، اتصلا على سيارة إسعاف للحضور على الفور، فعثرا على جثة الأب «أشرف»، وطفلته «نجوى»، بالمنور، وأشار «كرم» فى أقواله، إلى أن الديون كانت تلاحق ابن عمه.
وذكر حارس العقار، شاهد العيان، أن «أشرف» استأجر شقته منذ سنتين، فيما استأجر ابن عمه «كرم» الشقة المقابلة من حوالى سنة، والأخير يعمل بمجال المقاولات أيضًا، موضحًاً أن الأول يسافر دائمًا بحكم عمله وخلال تلك الأثناء كانت زوجته الضحية تذهب رفقة رضيعتها وابنها آدم، إلى منزل عائلتها فى مدينة المنصورة، وتعود إلى الشقة بعد عودة زوجها من السفر.
وأفاد شكرى على، ابن عمومة المقاول المنتحر، بأن الأخير متزوج من سيدة أخرى من محافظة قنا، وهى مسقط رأسه، وأنجب منها 4، منهم شاب يقطن منطقة المرج بالقاهرة.
وأكد صبرى عمر، الذى يقطن بالعقار الكائن به الواقعة، أنه فوجئ بحضور الابن الأكبر ل«أشرف» رفقته شخصان آخران، لا يعرفهما، وطرقا باب الشقة كثيرًا، ولم يجب عليهما أحد، وعقب نزولهم من العقار، فوجئوا بانتحار رب الأسرة حاملاً ابنته الرضيعة، وقتل زوجته بشقنها ب«كوفية».