«جودة التعليم» تقييم 6 برامج بكلية الزراعة جامعة القناة    برلماني: قانون تحويل المراكز الشبابية إلى تنمية شبابية يحتاج لإعادة النظر    رئيس جامعة حلوان يعلن استعداد الجامعة التام لامتحانات نهاية العام الدراسي    في العالمي للتمريض، الصحة: زيادة بدل مخاطر المهن الطبية    نقيب الأطباء البيطريين يناقش الأمور المالية والإدارية مع رؤساء الفرعيات    رئيس بنك مصر يكشف حقيقة تخفيض سعر الفائدة على شهادات ال27%| خاص    وزير قطاع الأعمال: استثمار الأصول وتعظيم عوائدها من خلال مشروعات تنموية    إزالة التعديات ورفع الإشغالات وتنفيذ أعمال النظافة العامة بإدفو وأسوان    ماذا تناولت مباحثات وزير الخارجية ونظيرته السلوفينينة؟    239 مليون جنيه، التضامن تكشف أسباب تراجع إيراداتها 90%    طوباوية مخيمات الاحتجاج فى الجامعات الأمريكية    «الشيوخ» ينعى الراحل النائب عبد الخالق عياد    الأردن يدعو إلى استكمال أطر التكامل الاقتصادي العربي    الناخبون فى إقليم كتالونيا الإسبانى يصوتون بالانتخابات البرلمانية    مسؤولون أمريكيون سابقون: غالبية القتلى في غزة استهدفوا بأسلحة أمريكية    طلعت يوسف مديرًا فنيًا ل مودرن فيوتشر خلفا لتامر مصطفى    محاضرة فنية من جوميز للاعبي الزمالك عصر اليوم قبل مواجهة نهضة بركان    رئيس زراعة الشيوخ يطالب بأفكار خارج الصندوق لتطوير مبانى مراكز الشباب    محافظ أسوان يتابع جهود إحتواء حريق بسيارة داخل إحدى محطات الوقود    حالة الطقس اليوم.. أمطار ورياح مثيرة للرمال والأتربة على المحافظات    القبض على 4 أشخاص بحوزتهم كارنيهات مزورة في القاهرة    لطلاب الثانوية العامة.. أسئلة هامة فى الفيزياء هتساعدك قبل الامتحان    ضبط دقيق مدعم وكراتين سجائر قبل بيعها بالسوق السوداء في المنيا    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل سائق توك توك وسرقته في الفيوم لعدم حضور الشهود    إصابة طالبين فى مشاجرة بمدرسة داخل مدرسة الزراعة بمركز منيا القمح    الليلة.. الشيخ أحمد تميم يؤم المصلين في صلاة العشاء بمسجد السيدة زينب    تفاصيل فيلم غادة عبد الرازق «تاني تاني» بعد تأجيله عامين    من فعل ثقافي إلى جولة ملاكمة!    رئيس اليونان تزور المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (صور)    المشاهد الأولى لنزوح جماعي من مخيم جباليا شمال غزة هربا من الاجتياح الإسرائيلي    ما حكم سرقة الكهرباء؟ الإفتاء تجيب    نقيب الأشراف: مساجد آل البيت تشهد طفرة غير مسبوقة    توقيع الكشف على 1492 حالة خلال قافلة طبية بالمنيا    «الصحة» تنظم مؤتمرا علميا للتوعية بجهود الوزارة في تشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    أيهما أفضل السكر البني أم الأبيض؟.. «دراسة» تفجر مفاجأة    وزارة الدفاع الروسية: القوات الأوكرانية قصفت منطقة "بيلغورود" الروسية بصواريخ متعددة الأنواع    رئيس تحرير الجمهورية: بناء الأئمة والواعظات علميًا وخلقيًا ومظهرًا وأداءً من بناء الدول    بايرن ميونخ يستهدف التعاقد مع مدرب "مفاجأة"    البريميرليج يقترب من النهاية.. من يحسم اللقب؟    بعد ظهورها بملابس عروس.. لقاء سويدان تتصدر مؤشر جوجل    حريق يلتهم سيارة داخل محطة وقود في أسوان    بنك ناصر يطرح منتج "فاتحة خير" لتمويل المشروعات المتناهية الصغر    «ضد المشروع».. ليفاندوفسكي يثير أزمة داخل برشلونة    مصلحة الضرائب: نستهدف 16 مليار جنيه من المهن غير التجارية في العام المالي الجديد    الأحد المقبل.. إعلان تفاصيل الدورة الأولى لمهرجان دراما رمضان    وزيرة التخطيط: 10.6 مليار دولار استثماراتنا مع صندوق مصر السيادي خلال السنوات الماضية    تأهل 4 لاعبين مصريين للجولة الثالثة من بطولة العالم للإسكواش    كاميرون: يجب تنفيذ وقف مؤقت للقتال في غزة    الغيابات تضرب الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية.. تعرف على أسماء 9 لاعبين    انتحار ربة منزل في غرفة نومها بسوهاج.. وأسرتها تكشف السبب    وزير التعليم العالي : 7 مستشفيات تابعة للجامعات الخاصة في مرحلة متقدمة من الإنشاء والتجهيز    اليوم.. «تضامن النواب» تناقش موازنة المركز القومي للبحوث الجنائية    السيسي: أهل البيت عندما بحثوا عن أمان ومكان للاستقرار كانت وجهتهم مصر (فيديو)    «القاهرة الإخبارية»: القيادة المركزية الأمريكية تسقط 3 مسيرات جنوب البحر الأحمر    الرئيس السيسى من مسجد السيدة زينب: ربنا أكرم مصر بأن تكون الأمان لآل بيت النبى    ما حكم الحج عن المتوفى إذا كان مال تركته لا يكفي؟.. دار الإفتاء تجيب    عمرو أديب ل إسلام بحيري: الناس تثق في كلام إبراهيم عيسى أم محمد حسان؟    الصحة تعلق على قرار أسترازينيكا بسحب لقاحاتها من مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموسيقار الكبير هانى شنودة فى حوار خاص ل«المصري اليوم»: العالم استمع ل«لونجا 79» و«الثقافة» و«الموسيقيين» لا حس ولا خبر
نشر في المصري اليوم يوم 11 - 02 - 2020

لو أردت أن ترى مصر التاريخ والفنون والإبداع فلتنظر إليها بعيون الموسيقار الكبير هانى شنودة، فهو يحدثك عنها بفلسفة الفلاح الفصيح المبدع الذى نشأ فى مدينة طنطا لأب صيدلى وجد مزارع، والدارس للموسيقى، والمتفوق فيها لدرجة أن آلة الأورج لا تفارقه وهو يضع مؤلفاته وألحانه، وحتى وهو يجرى حوارا صحفيا أصر على أن يظهر به كما لو كان مرتبطا بحفل ريسيتال سيعزف فيه مقطوعاته وألحانه التى أبدعها على مدار مشواره الفنى الذى قارب على نصف قرن كموسيقى تصويرية لأفلام عديدة، مثل «لا عزاء للسيدات، والحريف، والأفوكاتو، والمشبوه، وعصابة حمادة وتوتو، وشمس الزناتى، والمولد»، أو مقطوعات خالدة مثل «لونجا 79 و85»، أو ألحانه التى تغنى بها مطربون مثل نجاة الصغيرة ومحمد منير ومحمد ثروت وعمرو دياب ولبلبة وفرقة المصريين يشعر بأن الأورج رفيقه الوفى الذى لا يتخلى عنه أبدا فى ساعات يومه، يخصص له مكانا مستقلا عبارة عن شقة مكتب تضم أكثر من موديل له، من بينها الأورج الكلاسيكى والمودرن الذى ظهر واشتهر به وهو يحمله على كتفه فى حفلاته. يحدثك وهو القبطى المصرى عن سماحة الإسلام. قام بتلحين العديد من الأناشيد والأغنيات الدينية التى قدمها محمد ثروت بصوته، وعندما واجهته مذيعة تليفزيونية ذات مرة بسؤال خبيث عن التضييق عليه فى الفرص باعتباره قبطيا رد عليها: «كيف يحدث ذلك والرسول قال: استوصوا بالأقباط خيرا فإن لهم ذمة ورحما». البساطة هى عنوانه، لا يشعرك بأن عزف مقطوعته فى حفل الجولدن جلوب منذ أسابيع أمر استثنائى، فما أسعده من هذا الحدث أنه كشف له عن جانب إيجابى فى الشعب المصرى الذى اتصل به عدد من طوائفه وطبقاته المختلفة ليهنئوه ويطمئنوا على حقوقه فى إذاعتها وعرضها.. وإلى نص الحوار:
■ ما هى قصة عزف مقطوعة «لونجا 79» فى حفل توزيع جوائز الجولدن جلوب؟
- هذا الحفل عرّفنى قد إيه قيمة الشعب المصرى، ناس كتير من بينهم محامون سألونى: أخدت فلوس ولا لأ؟ وجميعهم كانوا بيطمئنوا علىّ، وأمام كل هذا لم توجد تهنئة واحدة تلقيتها من وزارة الثقافة ولا وزارة الإعلام ولا نقابة الموسيقيين، رغم أنها المرة الأولى التى تُعزف فيها مقطوعة شرقية مثلما أبدعها مؤلفها بالضبط فى مثل هذا المحفل الدولى.
■ وكيف تعاونت مع صناع المسلسل الذى فاز عنه رامى يوسف بجائزة أفضل ممثل؟
- الحكاية تمتد لخمس سنوات سابقة، المسلسلات لما بتتعمل هناك بتاخد وقت، وكانوا بيعملوا مسلسل رامى وهو يتناول قصة ولد مصرى مسلم عايش أو مولود فى أمريكا ويحاول أن يحافظ على هويته ودينه وطقوسه، فكانوا عاملين موسيقى تصويرية وحضروا إلى القاهرة واختاروا «لونجا 79» وقالوا هنعملها تتر المسلسل، بس فى الأول المسلسل كان له اسم مؤقت، وأنا مثلى مثل كل الناس اتفاجئت، فطبعا كون أنهم يحطوها أثناء صعوده لتسلم جائزته ده شرف عظيم، والجميع قالوا لى دى حاجة جامدة، طبعا والكلام ده كله فوق راسى وأكثر، ومن خلالكم أتوجه بالشكر للمفكر الدكتور خالد منتصر لأنه قال: هانى شنوده أخد جايزة بس الشعب المصرى هو اللى استلمها.
■ وهل تم التواصل معك لتعزف مقطوعتك هناك؟
- أنتم مهتمون بالحقوق ولا تهتمون بالجانب الإيجابى، وهو أن المقطوعة أعجبتهم، وعمليا موسيقانا المصرية تقدر تسمعها الأذن العالمية مش الغربية، لذلك حان الوقت إننا نهتم بالفنون والآداب لأننا متفوقون فيها بصورة أكبر من أشياء أخرى، وأقوى شىء لدينا حاليا هى الفنون، طيب ما نقف جنبها.
■ وكيف تقف الدولة بجوار الفنون؟
- هناك قوانين معطلة للإبداع يجب مراجعتها تماما، وفى مقدمتها قوانين الملكية الفكرية، يعنى مثلا لما تقول لى إن شخص ما يشترى لحن ده كلام مش مظبوط إنما يستغله لسنوات محددة، وفى نفس الوقت تمنح حق استغلاله لشخص آخر لسنين معينة، وثالث لسنوات يتم الاتفاق عليها وهكذا، فاللحن ملك ملحنه وزى أولاده، فإذا جاز لى أن أبيع أولادى يبقى وقتها أبيع ألحانى. كيف يشترى منتج لحنا ولا تستطيع أن تمنحه لشخص آخر، فى حين أن الفن للنشر، ربنا نزله فى دماغ شخص علشان يسعد به بقية البشر.
■ على ذكر الموسيقى التصويرية، ألا ترى أن فرقه «المصريين» أخذتك من التأليف الموسيقى؟
- يا ريت لأن الفرقه كانت الأولى التى رسخت الفن الجماعى، الكل يعزف ويغنى فى نفس الوقت، يعنى مفيش بطولة مطلقة، ويعنى مش أحمد فؤاد حسن والفرقة الماسية، مش بس كده لما إيمان يونس بتغنى الناس كلها بتعمل كورال لها، ولما ممدوح قاسم يغنى كانت إيمان يونس تتحول إلى كورال له، كل واحد منهما عارف إنه قائد مقود، وهى دى الديمقراطية الحقيقية، لأن إحنا مثلا فى التدريس فى الجامعة قمة الديمقراطية، فالمدرس يتحول إلى أستاذ ثم رئيس قسم فعميد للكلية، ويعود من جديد إلى كرسى الأستاذية وهكذا، والفرقه كانت الأولى التى ترسخ لهذا المفهوم، وبالعكس أنا فخور بكل حاجة أعطيتها للفرقة وساهمت فى نجاحها، والناس تعلقت بها حتى الآن، ورغم النجاح الكبير الذى حققته قيمتها عالية جدا وأنا باعمل مثل شركات الأدوية، فهى تصنع لك المضاد الحيوى وتضعه فى أكثر من غلاف، وكل غلاف منها يفتح بعد ساعة فى واحدة، وغلاف آخر بعد ساعتين، والثالث بعد 3 أو 4 ساعات، وهكذا يفضل الدواء يجرى فى دمك طول ال24 ساعة، لكن فيه أغانى ناجحة ومستمرة حتى الآن، وفيه شباب بيدخلوا على اليوتيوب ويشاهدونها ومستغربين إننا عندنا حاجة زى «المصريين» منذ عام 1977.
■ وكيف حققت الفرقة هذه الحالة التى تتحدث عنها؟
- بداية الفكرة كانت من فرقة البيتلز والانقلاب الموسيقى الذى صنعوه فى العالم، وأثروا فى ناس كتيرة، والفرقة علمتنا فكرة العمل الجماعى، وظهرت عندنا فرقة «لو بيتى شا» اللى ضمت أسماء عديدة معى، مثل عمر خورشيد وعزت أبوعوف ووجدى فرنسيس وعمر خيرت، وفرقة «البلاك هورس» اللى أسسها إسماعيل توفيق الحكيم، وظهرت «المصريين» لأنى وجدت الناس بتسأل دائما عن سبب عدم وجود فرقة مصرية، وأتذكر أن الأديب الكبير نجيب محفوظ أيامها كان يُجرى معانا حوارا لا أتذكر إن كان للأهرام أو لمجلة المصور، وتحدث معى بأبوة شديدة، وكان يتصور أن ما تقدمه «لو بيتى» لا يعبر عنا، وسألنا: إنتم ليه ما بتلعبوش أغنيات عربية؟ فقلت له إن الأغنيات تتسم بطول مدتها وكانت الحفلة عبارة عن
ثلاث أغنيات يقدمها المطرب أو المطربة، والمقدمة الموسيقية فقط تأخذ ما يقرب من نصف ساعة أو نصف السهرة، وده ما أظنش إنه ينفع، فقال لى: لا تستبدل شهوة العمل بشهوة الكلام، وكانت سنى صغيرة وظهر أنى لم أستوعب ما قاله لى ما تعمل الأغنية اللى إنت شايفها صح بدل ما تقعد تتكلم، هذه كانت بذرة اترمت فى دماغى فى نفس الوقت.
■ وهل كلام نجيب محفوظ فقط هو الذى دفعك إلى تكوين الفرقة؟
- كان واحد من الأسباب، والأهم أن الفنان الكبير عبدالحليم حافظ كان يأتى ويجلس بجانبى ويشوفنى وأنا أعزف على الأورج فى حفلات «لو بيتى شا»، ويعزمنى على الغداء والعشاء، وذات مرة خلصنا موسم الصيف بالإسكندرية وعدنا إلى القاهرة ووجدت حليم بيكلمنى فى التليفون وقال لى: هانى أنا اشتريت جهاز من بره. قلت له استهجاه فبدأ يقول لى حروفه وأرقامه، فقلت له أنا جايلك حالا وطلعت على الزمالك، وفتحت الباب امراة سمراء قصيرة بس أنا لا قلت لها إزيك ولا سلامو عليكم، شفت الجهاز اندهشت ووصلت له الكهرباء وجلست أعزف عليه الحاجات بتاعتنا فى «لو بيتى شا»، وطلع عبدالحليم وهو يرتدى جلابية حرير بيضاء شيك قوى مجسمة وطاقية أشيك، وقال لى: هانى ما تعرفش تلعب حاجة من الحاجات بتاعتى، قلت له: ممكن ألعب أهواك، قال لى: سمعها لى، فضلت أعزف أهواك بتنويعات، فقال لى: استنى بقى، أنا عايزك تعمل لى فرقة، قلت له: طيب بس أنا لى شرط، هنا وجهه اتغير وكشر، طبعا أنا مش مدرك ليه، قال لى بتكشيرة: خير، قلت له: الجهاز ده أعزف عليه، قال لى: ما أنا جايبه لك، وابتدينا نشتغل أنا وعمر خورشيد، وانضم لنا عازف سورى اسمه رياض، وكنا بنعمل بروفات يوميا فى بيت عبدالحليم كل يوم الساعة واحدة الظهر، يفطر قدامنا لغاية ما نتغدى معاه الساعة 4 أو 5 مساء ونمشى، قال لى: يا هانى أنا عايز أقول لك على حاجة بس مش عايزك تضايق، أحمد فؤاد حسن متضايق وبيقول إن الناس هتفتكر إنك هاتسيب الفرقة الماسية وتشتغل مع فرقة صغيرة، عندك مانع لو أضفنا ثلاثة عازفين من الفرقة الماسية معنا؟ قلت: طبعا، وانضم الأستاذ هانى مهنا، وعازف الأكورديون الراحل مختار السيد، وعازف الإيقاع الأستاذ حسن أنور، وعملنا حفلة نادى الجزيرة، وكان حليم ينوى عمل جولة فى دول العالم بمصاحبة الفرقة الجديدة لكنه رحل قبل أن يحقق الحلم.
■ وماذا حدث بعد رحيل عبدالحليم حافظ؟
- قلت لنفسى إذا كان حليم بيفكر فى فرقة صغيرة مثل فرق الكومبو فأنا بقى هاعمل فرقة كومبو تقدم الأغانى العربى اللى أنا درستها فى كليه التربية الموسيقية، وفى هذه الفترة دعمت الموضوع شركة الإنتاج اللى كانت بتنتج ألبومات محمد منير جابوا لى مطربة وقالوا عايزين نعملها أغنية قلت لهم الأغنية دى مش هتنجح ويا جماعة التأثير على الناس والحضور حاجة والصوت حاجة تانية ونزل ألبومها ولا حد حس بيه، وكنت أعمل فى هذا الوقت مع الشاعر الكبير شوقى حجاب أغانى أطفال وقال لى أنا عايزك تقابل شاعر اسمه عبدالرحيم منصور وأنا واثق إن انتوا هتحبوا بعض وعبدالرحيم بقى أول ما تشوفه شخص ما تقدرش ماتحبوش قعد يقول لى إيه اللى انت بتعمله ده وشوقى سمعنى حاجات وبتاع أنا هاجيب لك واحد اسمه محمد منير ده بقى مطرب من الجنوب أنا عارف إن ده اللى انت هتعمله السكة الصح علشان هو جرب كذا حاجة وأول ما التقيت بمنير الكيميا اشتغلت بينا وحبينا بعض أو على الأقل أنا اللى حبيته، يعنى قلت له بص يا منير أنا معايا ناس بتوعى وانت هات لنا واحد عازف دفوف جنوبى ونشوف الميكس لو عجبنى هنشتغل قال لى خلاص، جابلى الأستاذ سليم شعراوى وأنا جبت الفرقة بتاعتى وقلت له سيبنى يوم أو اتنين لأنى لازم أنسى وأسمع كده بأذن بريئة تنفع ولا متنفعش، لأن دى أول مرة فى العالم دفوف نوبى مع فرقة موسيقية كومبو.
وسمعت وقلت الله النتيجة مبهرة جدا ودى هتعمل حاجة وكلمت الشركة وقالوا لى أخيرا قلت لهم أنا مستعد قالوا لى ادخل الاستوديو على طول ودخلنا وسجلنا أول ألبوم.
■ لكن هذا الألبوم لم يحقق الانتشار المطلوب!
- لإنه ما كنش فيه كاسيتات محمولة كتير والناس ما كنتش بتسمع كاسيتات حتى أغنية السح الدح امبو لعدوية نجحت كأسطوانة 45 لفة وبعدين عملوها كاسيت نجحت تانى ككاسيت وبعد ما نزل الشريط عملت فرقة المصريين وقلت فى نفسى احنا لازم نعمل فرقة بسرعة، وقال لى المنتج عاطف منتصر هانديك أوضة فى الشركة وتقعد تتمرن وفى الشركة ما كانوش فاهمين احنا بنعمل إيه لكن الموضوع كان مختلف عن اللى كان موجود لأن الأغنية المصرية أو العربية عموما كانت لحن وإيقاع وعملنا أول ألبوم، وكان بعنوان بحبك لا.. شريط نزل وضرب ضربة جامدة جدا وكل الناس اشتروه والأغنية دى كتب عليها صلاح جاهين مقال وفى شركة الإنتاج قالوا لى حان الوقت لأن انت اسمك كبر فى السوق وعايزين نعمل الشريط التانى لمنير فعملنا بنتولد، والمنتج عاطف منتصر اللى كان بينتج شغل المصريين قال لى انت كملحن لحّن اللى انت عايزه لكن ما تخليش الفرقة تلعب معاك علشان تفضل لها خصوصيتها واستعنا بيحيى خليل يلعب مع منير.
■ وهل هذه كانت المرة الأولى التى يلتقى فيها منير ويحيى خليل؟
- فعلا كانت أول مقابلة لهما واحنا بنسجل اخدت منير على جنب وقلت له اسمع يا منير احنا عملنا شغل كتير وانت هينزل لك الشريط ان شاء الله هينجح، ولو جالنا كفرقة المصريين حفلة فى القاهرة وحفلة لك فى الإسكندريه هنعملها ازاى كده لازم يحيى خليل هيعملك فرقة ويشاء ربنا إن الأغنية تنجح والشركة تعيد إطلاق الشريط الأول ويغيروا اسمه ل«علمونى عينيكى» علشان كده الناس فاكره إن علمونى ده الشريط التانى لا ده الشريط الأول لمنير اللى اتخصص فى تقديم الأغانى السياسية وانا عملت له أغانى سياسية كتيرة وخصصت فرقة المصريين للأغانى الاجتماعية وهى تجربة لم يتطرق إليها أحد من قبل؛ فقدمنا أغنيات تتناول موضوعات اجتماعية تناقش الفرق بين الأبناء والآباء واتكلمنا عن الخلع قبل صدور قانونه بسنوات عديدة، وعملنا بحبك لا والحرية وابدأ من جديد وماشية السنيورة وحظ العدالة.
■ وكيف حدث التعاون بينك وبين عمرو دياب؟
- كنا بنعمل حفلة فى بورسعيد وخلصنا، وذهبنا إلى الفندق، ووجدت واحد بيخبط على باب غرفتى؛ ففتحت وعرفنى بنفسه وإن اسمه عمرو، وقال لى: عايزك دقيقة يا هانى بك. اتفضل. قال لى: أنا عايز أبقى مطرب. قلت له: سمعنى. قعد غنى. قلت له: اسمع يا ابنى هاكلمك بصراحة.. ودنك كويسة ودى حاجة حلوة وعربك جميلة وشكلك حلو. احنا ندخل بقى فى الموضوع التصوير والتليفزيون بس انت عندك عيبين واحد إن انت بتنطق بورسعيدى اتنين إن انت هنا مش فى القاهره فسكت شوية كده بعدين قال لى شكرا ومشى. قفلت أنا الباب ونسيت كل حاجة عن الموضوع وكملت نومى وتانى يوم الصبح نازل الأتوبيس اللى هياخدنا للقاهرة ووجدت أعضاء الفرقة بالكامل ومعاهم عمرو موجود فى وسطهم قلتله إيه يا ابنى؟! انت جاى هنا بتعمل إيه؟ قال لى انا جاى معاكم القاهرة وانت مش قلت إن أنا آجى مصر وده عيب وراح وبعدين نشوف إللى بعده.
قلت له طب انت عندك مكان تقعد فيه؟ قال لى مالكش دعوة أنا متفق على كل حاجة ومعايا منتج كمان وقلت له انت من امبارح للنهارده عملت كل ده قلت له تعالى معانا للقاهرة ونتقابل بكرة عند معهد الموسيقى العربية علشان تدرس هناك وانت مع الطلبة تتكلم قاهرى والحمد لله قدرنا ندخله وبعد مرور 15 يوم وجدت واحد من أولاد الحلال بيكلمنى فى التليفون بيقول لى عارف فلان اللى انت متبنيه ساب المعهد وقاعد بيلعب أخدت عربيتى وجرى على هناك لقيت ناس بتلعب كورة وناديته يا عمرو يا عمرو قلت له إنت سايب المعهد وقاعد تلعب كورة؟! قال لى يا هانى أنا باعمل عمرو دياب وأخدته فى حضنى، وأنا فهمت هو بيعمل إيه وأول ما شفته مرة وهو متصور بالفانلة الحمالات الناس اتضايقت وأنا ركنت العربية أمام بانر عليه صورته وسقفت له لأن ده مطرب قدوة للشباب بيعلمهم البادى بيلدنج أحسن ما يتجهوا للمخدرات أى حد بيشتهر لازم تكون أخلاقه كما انزلت فى الكتاب لأن فيه ناس كتير بتقلده، انا لو منه كنت طالبت بحقوقى من كل جيم اتفتح بعد الصورة لأن العديد من الجيمات اتفتحت على حس عمرو دياب.
■ أحمد عدوية يشكل محطة مهمة فى مشوارك الموسيقى رغم الاختلاف بين لونك ولونه!
- زحمة يا دنيا زحمة أغنية عالمية اتعملت فى فرنسا وفى إنجلترا وفى أمريكا، واحنا عندنا أغنية عالمية أخرى هى مصطفى يا مصطفى، والمحلية هى سلم العالمية. مثلًا أنا عاشق للريتم الفلاحى؛ عشان عندنا فى طنطا بنتربى عليه من واحنا صغيرين
وأغنية زحمة يا دنيا زحمة تانى أغنية عالمية بعد مصطفى يا مصطفى، ومنذ عدة سنوات وجدت ناس من جمهورى فى العالم العربى بيكلمونى بيقولوا لى فى جريدة فى البلد اللى ماتتسماش اللى جنبنا بتقول إنهم هيذيعوا الأغنية بتاعة عدوية، ولو حد من صناعها عاوز حقوقه يتفضل ييجى عندنا وياخذها، وسألونى: ردك إيه؟ قلت لهم: أنا ردى هيكون من خلال بلدى، لو بلدى عاوزة تجيب حقى ماعنديش مانع حتى لا يتحول الجنيه اللى هاخده إلى رصاصة تطلق فى صدر واحد فلسطينى مظلوم وقفلت عليهم السكة دى خالص. بعدها غنتها فرقة فى فرنسا ورفعت قضية هناك وكسبتها، ولما كسبنا القضية عرفنا إنه فيه ناس فى قبرص غنوها وفى اليونان، وانتشرت الأغنية بأكثر من لغة، وبدايتها كانت من المنتج عاطف منتصر قال لى: يا هانى، عدوية بقاله شريطين مابيبعش كويس وعايزين نعمل شريط تخليص حق وقررت أجيب شبان يمكن الموضوع يفرق دخلت جبت «زحمة» ماعجبوش، قال لى: لا. قلتله: النص عاجبنى جدا وأنا عندى فرقة لو معجبتش عدوية الفرقة تغنيها. قال لى: احنا هنيجى نسمعها بعد بكرة واتصل بى وقال مش هنيجى بقى؟! قلت له: طيب على راحتك. قال لى: أصل احنا روحنا لملحن شاب وعدوية قال إيه ده هو فاكرنى عبدالحليم حافظ؟! وكان الإذاعى الكبير عمر بطيشة فى زيارة لعاطف منتصر فقال له: انتم مش كنتم رايحين لهانى إيه اللى حصل؟ فرد عليه: روحنا لملحن آخر واللحن ماعجبش عدوية وكلمونى وقالوا لى احنا جايين لك نشرب قهوة، كانوا عمر بطيشة وعدوية وسكرتيره. قلت له: بص هاسمعك لحن وانت تروح البيت تطبق الكلام مع اللحن. قال لى: مابعرفش أقرا. قلت له: طب وماله فيه ناس مطربين كبار ومبيعرفوش يقروا. سكرتيرك يساعدك. قال لى: هو كمان ما بيعرفش يقرا. قلت له: طب مش تجيب حد يساعدك؟ قال لى: ويسرقنى! أدركت إن عنده ذكاء فطرى وأخد الكلام وأخد اللحن ويوم واتنين وبعدها كلمنى عاطف منتصر قال لى فى واحد حبيبك عايز يسلم عليك إيه يا أبو شنو مين.. إيه يا أبو شنو.. قلت له لو قلت يا أبو شنو تانى هاقفل السكة فى وشك. قال لى انا حبيبك عدوية. يا عم اللحن بتاعك مش راضى يطلع من دماغى أنا صاحى سامعه أقوم سامعه عايز أطلعه من دماغنا. قلت له: إدينى 10 أيام ونسجله.
■ وكيف أقنعت الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة بتغيير جلدها الموسيقى؟
- دائما ألتقى المطرب فى منتصف الطريق يعنى الناس تسمع اللحن تقول ده لحن هانى، وفى الحقيقة كل حاجة كانت تأتى بتدبير ربانى والقصة بدأت أثناء أول تسجيل لمنير فى ألبومه، فوجئت بالشاعر عبدالرحيم منصور بيقول لى مدام نجاة عايزة تيجى الاستوديو قلت له مدام نجاة مين قال لى المطربة الكبيرة قلت له طبعا تشرف، وحضرت وقالت لى عايزاك تعمل لى ألحان، وبدأنا العمل.
 


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.