تجمع المهنيين.. فكرة بدأت ب200 أستاذ جامعى

فى ظل تدهور الأحوال السياسية والاقتصادية والمعيشية فى السودان، بادرت مجموعات صغيرة غالبيتها من الشباب تضم أساتذة جامعات وأطباء ومهندسين وغيرهم، أطلقوا على تحركهم «تجمع المهنيين السودانيين»، إلى تنظيم مظاهرات ضد نظام الرئيس السودانى عمر البشير، بدأت فى 19 ديسمبر 2018، وانتهت بتنحيه عن الحكم فى 11 إبريل 2019.
وكان تجمع أساتذة جامعة الخرطوم الذى يضم 200 أستاذ، هو البداية فى عام 2012، حتى اتسعت الفكرة وظهر تجمع المهنيين السودانيين لأول مرة فى مايو 2016 خلال فترة من الإضرابات والمظاهرات، وبدأ بعدها يبنى نفسه بصورة بطيئة قبل أن يظهر بصورته الحالية لأول مرة فى يوليو 2018، عندما أعلن عبر ميثاقه عن برنامج واضح المعالم بهدف بناء وتوحيد «النقابات الشرعية».
ويضم التجمع عدة هيئات مهنية تمثيلية أبرزها: لجنة المعلمين، لجنة أطباء السودان المركزية، رابطة الأطباء البيطريين، نقابة المحامين، نقابة أطباء السودان الشرعية وشبكة الصحفيين السودانيين.
وليس للتجمع هيكل تنظيمى مثل الأحزاب، إذ يعتمد على العمل الجماعى، كما لا توجد إحصاءات مسجلة بعدد المنخرطين فى صفوفه.
وفى 25 ديسمبر، كانت الدعوة الأولى من تجمع المهنيين لتظاهرة نحو القصر الجمهورى «لتسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية تطالب بتنحّى الرئيس فورا عن السلطة استجابة لرغبة الشعب السودانى وحقنا للدماء».
واقترح التجمع أنه فى حال وافق البشير على التنحّى «فستتشكّل حكومة انتقالية ذات كفاءات وبمهام محدّدة ذات صبغة توافقية بين أطياف المجتمع السودانى».
وقال المتحدث باسم تجمع المهنيين، محمد يوسف المصطفى، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «المشهد السودانى كان يفتقد سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا إلى قائد».
وتابع أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة الخرطوم (68 عاما) أن «القوى السياسية المفترض بها أن تقود الحراك منقسمة على نفسها بين معسكرين: قوى الإجماع، ونداء السودان، وبالتالى، كانت الغالبية فى السودان تبحث عن قائد».
وتابع أن تجمع المهنيين قرر أن يكون «مركز العمل وأن ينظم ما يقوله الناس ويضفى عليه معنى معينا، لكن القائد هو الشعب».
ونفى المصطفى، وهو عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة، وجود نية لتحويل التجمع إلى كيان سياسى. وقال «ليس هناك تفكير فى تحويل الكيان المهنى لحزب سياسى أو كيان سياسى خصوصا أن لدينا العديد من المهنيين هم بالفعل أعضاء فى أحزاب سياسية».
وقال محمد الأسباط، أحد متحدثى التجمع ويقيم فى باريس، إن التجمع «نجح فى جذب قوى المعارضة الرئيسية فى البلاد، الإجماع، ونداء السودان، لتلتف حوله وتوقع معه ميثاق الحرية والتغيير، مطلع إبريل الجارى». وأضاف: «اليوم انضم إلى الميثاق 19 تنظيما وحركة ومؤسسة من سياسية إلى شبابية إلى فئوية ويهدف إلى إسقاط النظام وإقامة الديمقراطية».